الدار البيضاء ـ مصعب الخير ادريوة
توقع المستشار الدبلوماسي في منظمة الأمم المتحدة سمير بنيس أن يكون لزيارة العاهل المغربي محمد السادس إلى الولايات المتحدة الأميركية وقعًا غير مسبوق على تحسين مستوى العلاقات السياسية
والاقتصادية، وكذلك العسكرية بين الرباط وواشنطن.
واعتبر بنيس، في تصريح خاص إلى "المغرب اليوم"، أن "الوفد الذي يرافق الملك محمد السادس، والذي يضم أكبر الفاعلين في الاقتصاد المغربي، هو مؤشر على أن المغرب يسعى إلى الدفع بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، إلى أرقى مستوياتها".
وأوضح أن "المغرب يسعى إلى تفعيل أكبر لاتفاق التبادل الحر الموقع بين البلدين، عام 2006".
ويعتقد المستشار أن "هذه الزيارة ستشهد التوقيع على العديد من الاتفاقات التجارية بين البلدين، لاسيما في مجال الطاقة، و القطاع البنكي"، لافتًا إلى اهتمام المغرب بمجال الطاقات المتجددة.
وبيّن سمير بنيس أن "من بين أهم العوامل، التي سيستعملها المغرب بغية تعزيز تعاونه مع الولايات المتحدة، الدور الذي لعبه المغرب في العامين الأخيرين، في إعادة الاستقرار في مالي، ومحاربته عصابات الإرهاب، المتواجدة فيها"، معتبرًا أن "المغرب أثبت للعالم، مرة أخرى، أنه دولة فاعلة لا مناص منها في أية استراتيجية ترمي إلى محاربة الإرهاب، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
وأضاف أن "الاستقرار السياسي، الذي ينعم به المغرب في منطقة تعاني من الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار، سيكون من بين العوامل التي يمكن للمغرب استعمالها في المباحثات، لاسيما أنه البلد الوحيد الذي استطاع تجاوز ما يسمى الربيع العربي، عبر القيام بإصلاحات سياسية غير مسبوقة، و هو ما ساهم في الحفاظ على استقراره السياسي، وجعل منه المثل الذي يحتذى به في المنطقة".
ويتوقع بنيس أن تسفر الزيارة عن تعميق الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وأميركا، وتعميق الحوار السياسي والتعاون، بغية الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، لاعتبار أن المغرب يحظى "بالاحترام والثقة، كبلد تتعايش فيه كل الديانات"، وهو الأمر الذي يتيح للمغرب إمكان أن "يصبح من بين الفاعلين الرئيسيين في الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، وتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين"، وأضاف أن "هذه العوامل تأهل المغرب، لاسيما في ضوء غياب الدور المصري، بسبب الاضطرابات السياسية التي تعيشها مصر".
وبشأن ملف الصحراء، شدّد بنيس على أن "المغرب عليه أن يعمل على التقرب إلى الحزب الديمقراطي، و أن يضع حدًا للعجز الذي يعانيه داخل هذا الحزب"، معتبرًا أن "المغرب يجب عليه أن يحصن علاقته بالولايات المتحدة الأميركية، وأن لا يترك مواقفها بشأن قضية الصحراء رهينة بالحزب الحاكم"، مؤكّدًا أنه "على المغرب أن يقدم ضمانات بشأن احترام حقوق الإنسان، في التراب المغربي كافة، بما في ذلك الصحراء، ونيته بتمتيع الصحراويين بحكم ذاتي فعلي".
وفي ختام حديثه، أكّد بنيس أنه "على الدبلوماسية المغربية وصناع القرار القيام بعمل دؤوب، طوال العام، بغية ربح رهان الرأي العام الأميركي والدولي، وكذلك تفادي السقوط في أية هفوة، يمكن أن تستعملها الجزائر والبوليساريو وحلفائهما، للطعن في موقف المغرب، والمس بسمعته في مجال حقوق الإنسان"، موضحًا أن "المغاربة عليهم أن لا يخلدوا للنوم، ويظنوا أنهم قد ربحوا رهان حل قضية الصحراء، عبر أخذ ضمانات من الإدارة الأميركية خلال هذه الزيارة".