كشفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى توقيف البلدان الأخرى من اتباع بريطانيا في الخروج من الاتحاد وسط مخاوف من أن الكتلة ستصبح خارج السيطرة بعد الخروج، وأخبرت مجلس الحزب المحافظ في محادثة هاتفية جماعية أنه من الضروري منع أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين من الخروج واتباع طريق بريطانيا، وأوضحت أن الأسواق المالية الدولية تخشى أن الاتحاد الأوروبي لم يعد يمكن السيطرة عليه عقب التصويت بخروج بريطانيا، مضيفة أنه ليس الوقت المناسب لمواصلة التعميق السريع للتعاون بين الدول الأعضاء في منطقة اليورو، مشيرة إلى أنه يجب أن يعمل الاتحاد الأوروبي بدلا من ذلك على المخاوف الشائعة مثل تأمين حدود الاتحاد وخلق فرص عمل وتحسين الأمن الداخلي، في حين تم الإبلاغ عن تصريحاتها بواسطة اثنين من المصادر التي شاركت في المحادثة الهاتفية الجماعية من مجلس إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وبينت متحدثة باسم الحكومة الألمانية اليوم أنه لن تكون هناك مناقشات غير رسمية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي قبل أن تحرك الحكومة البريطانية إجراءات الخروج الرسمية، وأفاد المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شتيفن زايبرت أن بريطانيا على عمل الطلب الرسمي Article 50 الذي يمثل الآلية القانونية لانسحاب دولة عضوة من الاتحاد الأوروبي، مضيفا " هناك شيء يجب أن تدركه بريطانيا وهو أنه قبل إرسال هذا الطلب الرسمي لن يكون هناك محادثات أولية غير رسمية حول طريقة الخروج، وعندما تتقدم بريطانيا رسميا بالطلب سيوجه الجلس الأوروبي مبادئ توجيهية للتوصل إلى اتفاق حول الخروج"، وأصدر جونتر اوتينغر العضو الألماني في المفوضية الأوروبية تحذيرا، حيث قال لراديو دويتشلاند فونك " كل يوم من عدم اليقين يمنع المستثمرون من وضع أموالهم في بريطانيا وكذلك الأسواق الأوروبية، كاميرون وحزبه سيسببون الضرر إذا انتظروا حتى أكتوبر/ تشرين الأول".

واتخذت ميركل اتجاها أكثر ليونة موضحة أنه لن يكون هناك معركة على الإطار الزمني وشددت على ضرورة مواصلة العلاقات التجارية الإيجابية مع بريطانيا باعتبارها سوق كبير لشركات صناعة السيارات الألمانية وغيرها من الشركات المصنعة، إلا أن حليف ميركل فولكر كودر الذي يقود المحافظين بزعامة ميركل في البرلمان إلى محطةARD أوضح أن مفاوضات الخروج لن تكون سهلة ولن يكون هناك معاملة خاصة ولن يكون هناك هدايا، وبين النائب الألماني مايكل فوكس وحليف كبير ميركل في حديثه في برنامج اليوم أن الأمور يجب أن تتغير، مضيفا " إما أن تكون داخل النادي أو خارجه، وإذا كنت في النادي يجب أن تتبع القواعد وإذا كنت خارج النادي سيكون هناك قواعد مختلفة"، وعندما  سُئل فوس عما إذا كان ممكن لبريطانيا الاحتفاظ بالوصول إلى السوق الفردي أجاب " من الممكن بالطبع ولكن ليس مجانا، عليك أن ترى ذلك مع النرويج وسويسرا ويجب أن تدفع رسوم معينة ورسم نصيب الفرد في النرويج هو بالضبط ما تدفعه بريطانيا الأن للإتحاد الأوروبي وبالتالي لن يكون هناك أي مدخرات".

وبينت ميركل اليوم أنها تدرك أن بريطانيا ربما تحتاج قدر معين من الوقت لتحليل الأمور بشأن رحيلها من الاتحاد الأوروبي مضيفة " تعليق المسألة لمدى طويل لن يكون في الصالح الاقتصادي للجانبين" لكنها لم تعلق على ما إذا كان مسموح للندن الانتظار حتى أكتوبر/ تشرين الأول كما يخطط ديفيد كاميرون، ويأتي ذلك بعد أن أظهر استطلاع للرأي أن معظم الألمان يدعمون عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي ولا يريدون إجراء استفتاء على غرار بريطانيا وأنهم لا يتوقعون أن يحذوا الأعضاء الأخرين حذو بريطانيا في التصويت لمغادرة الاتحاد، وصُدمت المانيا التي تمثل القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي بقرار الناخبين البريطانيين في استفتاء الخميس الماضي لدعم قرار الخروج.

وطالبت الدول المتشككة في الاتحاد الأوروبي بإجراء استفتاء في بلادهم على عضوية الاتحاد الأوروبي إلا أن استطلاع "فورسا" الذين نشر الأثنين في صحيفة Handelsblatt أشار إلى عدم وجود دعم يذكر للاستفتاء في ألمانيا، حيث أوضح 82% من المشاركين الألمان أنهم سيصوتون للبقاء في الاتحاد الأوروبي و14% يريدون الانسحاب فيما عارض 71% إجراء استفتاء على غرار بريطانيا في ألمانيا في حين دعم 27% إجراء استفتاء مماثل، وأجريَ استطلاع فورسا على 1005 أشخاص في 24 يونيو/ حزيزان بعد يوم واحد من إجراء الاستفتاء البريطاني وأظهر الاستطلاع أن أغلبية ضئيلة (51%) من الألمان لم يكونوا يتوقعوا خروج الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد في مقابل 42% ممن توقعوا ذلك، وأعرب بعض الأوروبيين عن قلقهم من أن الخروج سيؤدي إلى موجة من الأصوات التي يمكن أن تدمر الاتحاد الأوروبي.

وأشار متحدث باسم وزارة العدل أن الدستور الألماني يتوقع إجراء الاستفتاء فقط إذا تغيرت أو اندمجت حدود الدول الاتحادية وعددهم 16 في البلاد ، موضحا أنه في حالة دمج حدود بلدين على سبيل المثال سيعقد الاستفتاء في هاتين الدولتين، ولم يحرص الألمان على الاستفتاءات الشعبية على المستوى الاتحادي بعد استفتاء 1934 للجمع بين منصبي المستشار والرئيس وتدعيم قبضة هتلر على السلطة ولكن تعقد بعض الاستفتاءات أحيانا على مستوى الدولة، وافاد كودر حليف ميركل في حديثة لمحطة ARDالأثنين أنه ليس في صالح المانيا إجراء استفتاء على عضويتها في الاتحاد الأوروبي، مضيفا " أعتقد أننا أهرنا في تاريخنا ما بعد الحرب أن الديمقراطية التمثيلية لدينا ناجحة".

ويلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين في وقت لاحق اليوم مع رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي قبيل قمة على مستوى الاتحاد الأوروبي الثلاثاء والأربعاء، وبين رينزي أن بروكيل لا تستطيع تحمل قضاء عام من الإجراءات لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولفت رينزي إلى أن الاتحاد الأوروبي أمضى سنة في المفاوضات بهدف إرضاء بريطانيا قبل استفتاء الأسبوع الماضي، ولن تكون قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بشأن خروج بريطانيا الأخيرة في رأي رينزي، مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات يجب أن تركز على إعادة انطلاق أوروبا وليس الإجراءات فقط، مضيفا " هناك حاجة إلى الجرأة والوضوح والذكاء من قبل القادة الأوروبيين وهذا ليس وقت للإرتجال".