الرئيسية » حوارات و تقارير
يونس الصردي

مراكش - ثورية ايشرم

كشف الإعلامي وأستاذ المسرح في المعهد الفرنسي في مراكش يونس الصردي، أنَ "أنشطة المسرح المدرسي، ليست مجرد متعة لسد فراغ الطفل، بل هو وسيلة تربوية لنقل المعلومة العلمية الصحيحة، وكل ما هو نافع وناجح لبناء شخصية الطفل وكيانه، عبر فنون المسرح وعالمه الخاص لما له من تأثير نفسي وسلوكي في حياة الطفل إذ يعتبر متمما للعملية التربوية برمتها لاسيما أن الطفل يرتبط بشكل جوهري بالتمثيل منذ سنوات عمره الأولى عندما يتخيل ويتحدث مع لعبه، عبر سيناريوهات يؤلفها ويخرجها ويمثل فيها الدور الرئيسي،  لذلك تكون علاقته بالمسرح اندماجية منذ نعومة أظافره".

وشدَّد الصردي في حديث خاص مع "المغرب اليوم"  على أنَّ "العمل المسرحي المدرسي يتطلب تفهما واسعا ودقيقا لنفسية الطفل وظروفه وإمكاناته المختلفة، باعتباره عملية أساسية في العملية التربوية، كما يقول مارك توين الكاتب الانجليزي المعروف، "أعتقد أن مسرح الأطفال من أعظم الاختراعات في القرن العشرين"، لأنه أقوى معلم للأخلاق وخير دافع للسلوك الطيب".

وأضاف: "فمسرح الأطفال إذن  يعد واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تساهم في تنمية الطفل تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية وجسمية، وهو فن درامي موجه للأطفال يحمل منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والنفسية على نحو نابض بالحياة من خلال شخصيات متحركة على المسرح، مما يجعله وسيلة مهمة من وسائل تربية الطفل لاسيما تنمية   شخصيته بشكل قوي وصحيح".

وأكد أنَّ "للمسرح أهمية كبيرة، حيث يحقق تسلية الطفل وإمتاعه، وإغناء قاموسه اللغوي، وتنمية قدرته على التعبير، واكتسابه قيما تربوية وأخلاقية، بالإضافة إلى اعتباره وسيلة لتخفيف الضغوط النفسية، وتعزيز الثقة بالنفس بخاصة للأطفال المشاركين في التمثيل، بجانب تنمية القدرة على الصبر والتحمل، وتنمية الذوق الفني والجمالي، التي تكسب الطفل العديد من العادات الاجتماعية والقيم السلوكية الجميلة".

وبيَّن أن "المسرح المدرسي وسيلة لمعالجة الانطواء وعيوب النطق، فضلا عن كونه يحرك مشاعر الأطفال ويهذبها على نحو سامٍ، وينمي التأمل والاستنتاج واستيعاب طاقة الأطفال الحركية واستغلال نشاطهم، بالإضافة إلى تنمية الروح الاجتماعية لديهم، كما يوضح التواصل والتفاعل الحي والمباشر بين جماعة التمثيل على خشبة المسرح وبين جمهور المشاهدين في المجتمع المدرسي، ويشجع التلاميذ على التفاعل مع النشاط المسرحي ونقده سلبا وإيجابا".

وأشار الأستاذ يونس إلى أنَّ "الأنشطة المسرحية تساهم في كسر جو الملل والرتابة وأسلوب التلقين، فيصبح الدرس أكثر حيوية من السابق،  لاسيما أن الطالب سيستنفر كامل حواسه لاستقبال المعلومة، مما سيجعل التفاعل الذهني للطالب في أعلى مستوياته لاستقبال المعلومة".

وتابع: "من هنا فإن المدرسة يقع على عاتقها أن تعمق دور المسرح المدرسي وتوضيح حقيقة هذه الإستراتيجية لكل من الطالب وأهله، وأن تنفي الهامشية والجانبية عن هذه الأداة التعليمية، وإلغاء النظرة القصيرة، التي تشيع بأن المسرح المدرسي نشاط لا أخلاقي قد يتسبب بتراجع أداء الطلبة الدراسي، وأنه قد يؤثر على تحصيلهم العلمي".

وأبرز أنَّ "هناك أنواعًا متعددة من المسرحيات المدرسية، منها الاستعراضية التي يمكن اعتبارها الأكثر تأثيرا في الأطفال إذ تشد انتباههم في سن السادسة لما تحتويه من أحداث تعتمد على الحوارات والبناء الدرامي المعقد، كما أن المسرح ينقسم  إلى مراحل حسب نمو الطفل فمن عمر 6 إلى 8 سنوات، تعتبر هذه الفترة ازدهارا لخيال الطفل نحو آفاق عقلية جديدة، ومن 9 إلى 12 سنة".

واستدرك: "هذه المرحلة ينتقل فيها الأطفال لاسيما الذكور  من عالم الخيال إلى الواقع، ويتقدم من البسيط إلى المعقد ويميل إلى الأعمال التي تظهر فيها المنافسة والشجاعة وروح المغامرة والتمثيل ويزداد الاهتمام بنوع المسرحيات التي يمتزج فيها الغموض بالبطولة بعكس البنات فيبدو ميلهن إلى المسرحيات التي تدور حول العواطف".

واسترسل: "بينما الطفولة المتأخرة أو المراهقة من 12 إلى 16 عاما، فتعد مرحلة رومانسية، حيث تزداد علاقات الفرد الاجتماعية اتساعا مع محيطه الاجتماعي، وبالتالي فإن المسرحيات المقدمة خلال هذه الفترة تخاطب العقل والوجدان ، ويفضل التركيز خلالها على الأعمال التاريخية والدينية، وتأكيد المثل العليا التي تساعد على تنمية شخصية الطفل وتوسيع مداركه وتدعيم القيم الأخلاقية لديه، وبناء العلاقة الحقيقية الصحيحة، وتعليم الأطفال المخارج الصحيحة وتهذيب لغتهم وصقلها وتمكينهم من النطق السليم، كما أنها تعد تسلية مفيدة، تهدف إلى تصحيح النظرة الخاطئة لأولياء الأمور حول المسرح، باعتباره النغمة النشاز في مجال التربية".

وأردف الصردي قائلًا إنَّ "المسرح دواء شاف للعديد من الأمراض  الشخصية والعلل الاجتماعية، لذا تجد مختلف المربون وجميع الأطر التعليمية وأطباء علم النفس وغيرهم من الأطر الفاعلة في المجتمع المدني تسعى إلى تطوير الجانب التعليمي والتربوي بين الطلبة، بالاعتماد على النشاط المسرحي، وتدعو إلى دعم تلك الأنشطة وإعطائها الأولوية في خطط التطوير التربوية".

واستأنف: "هذا ما نقوم به نحن كأساتذة المسرح سواء في المعهد الفرنسي أو في مختلف المؤسسات التعليمية والأنشطة المدرسية والأنشطة الترفيهية والثقافية وغيرها، هدفنا الاسمي هو جعل المسرح الذي يعد أب الفنون جميعها أن يدخل إلى كل بيت مغربي وأن يصل إلى ثقافات عدد كبير من الآباء وأولياء الأمور لما له من أهمية كبيرة في حياة الطفل لاسيما الذي يعاني عددا من المشاكل في التواصل والتعبير، ونعمل جاهدين على تثبيت هذه الثقافة المهمة التي بدأت في السنوات الأخيرة ترى النور نوعا ما".      

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أمينة بوعياش تدْعو لتحصين الجامعات من ظاهرة العنف القائم…
خبير ترْبويٌّ يرْصد أَسْبَابَ إِقْرَارِ نِصْف المغاربة بِتدهْور منْظومة…
محلل سياسي يعدد الخروقات التي طالت الدستور المغربي ويعلق…
السليفاني يؤكد أن “التعليم الحضوري” في المغرب اتخذ بناءً…
أمزازي يؤكد أنة لا علاقة بين الحصول على الحالة…

اخر الاخبار

الأمن المغربي بالدار البيضاء يحجز كمية كبيرة من المفرقعات…
البحرية الملكية تٌخصص 3 قوارب لمٌواصلة عملية البحث عن…
الدرك الملكي بميدلت يٌعلن إحباط عملية تهرّيب كمية كبيرة…
الحكومة المغربية تٌصادق علي مرسوم يشمل زيادة تدريجية في…

فن وموسيقى

تطور الأزمة بين شيرين وحبيب وتحرير محضر بالتعدي ضد…
"صاحبة السعادة" إسعاد يونس تكشف أسرار مشوارها الفني وكواليس…
محمد رمضان يتراجع عن اعتذاره عن إحياء حفله في…
سميرة سعيد تُشيد بمكانة الأغنية المغربية وتعد جمهور موازين…

أخبار النجوم

يسرا تكشف عن سعادتها بعودتها للمسرح في «ملك والشاطر»
إياد نصار يكشف عن سبب تقديمه للشخصيات التوكسيك في…
عمرو يوسف يكشف تفاصيل بداياته الفنية
يوسف الشريف يُعلن مشاركته كعضو لجنة تحكيم في جوائز…

رياضة

وزير الداخلية الفرنسي يرّد علي الشائعات بشأن إلغاء بطولة…
رئيس الجامعة الملكية المغربية يدعّو جميع المتدخلين لمضاعفة الجهود…
المغربي عبد الرزاق حمد الله يُعزز صفوف التعاون السعودي
المملكة المغربية تٌنافس الملف الإسباني على احتضان المباراة النهائية…

صحة وتغذية

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من…
اكتشاف جديد يمهد الطريق لعلاج مرض السكري النوع الثاني…
فوائد واضرار الأشعة فوق البنفسجية وكيفية الحماية منها
وزارة الصحة المغربية تٌعلن عن تسجيل 19 حالة إصابة…

الأخبار الأكثر قراءة

ثناء جابري تؤكد على أهمية المونتيسوري في الشمول الثقافي…