الدارالبيضاء-فاطمة القبابي
ووري الثرى للراحل الشيخ محمد زحل، اليوم الخميس 24 غشت الجاري، بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، بحضور فعاليات جمعوية وسياسية وحقوقية وأقارب الشيخ وذويه، بعد أداء صلاة الجنازة على جثمان الفقيد بمسجد المصلى بعين الشق بالدارالبيضاء، المسجد الذي كان يؤدي به مهمة التدريس.
محمد زحل واحد من مؤسسي الحركة الإسلامية بالمغرب الذي أسهم إسهاما كبيرا في تأطير عدد مهم من قيادات حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة لولايتين متتاليتين؛ فبعد مسيرة فارقة في العمل الدعوي جمع خلالها بين العلم والعمل، توفي زوال أمس الأربعاء بالدار البيضاء عن سن ناهز 74 عاماً، وكان آخر مهمة تقلدها الراحل هي رئيس "رابطة علماء المغرب العربي.
ولد الشيخ محمد زحل سنة 1943 في قرية "تيلوى" بقبيلة "مكنافة" الواقعة نواحي الصويرة، ويعدّ واحداً من ربابنة العمل الإسلامي وقياداته التاريخية ممن أسهموا في تأسيس الشببة الإسلامية، وممن أسهموا في تجنيب سفينة العمل الإسلامي من الغرق بعدما رفض جزء كبير من "إخوان المغرب" العمل تحت أعين السلطات، وما تلى ذلك من تحديات التحول من العمل السري إلى العلني، خصوصا بعد اغتيال النقابي والقيادي اليساري عمر بنجلون على يد مجموعة داخل "الشبيبة الإسلامية".
منذ صغره، تربى الشيخ زحل تربية دينية وسط أسرة كل أفرادها قراء وطلبة علم من قبيلة محافظة، ثم حفظ القرآن مبكراً وعمره لم يتعدّ 11 سنة.
بعد ذلك، تلقى تعليمه الأول بالمدرسة «الجزولية» نسبة إلى محمد ابن سليمان الجزولي، ثم بـ"المدرسة الهاشمية" تحت إشراف الشيخ البشير بن عبد الرحمن توفيق، ثم بمعهد تارودانت، ثم بمراكش في التعليم النظامي.