لندن - يو.بي.آي
كشفت وثائق بريطانية سرية أن الاتحاد السوفياتي اقترب من شن هجوم بالسلاح النووي في ذروة الحرب الباردة عام 1983، بسبب استفزازات بريطانيا والولايات المتحدة. وقالت صحيفة "أوبزيرفر" الأحد إن وثائق الحكومة البريطانية تم الافراج عنها بموجب قانون حرية المعلومات وكشفت أيضاً أن الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الحليفة في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) اطلقت مناورة كبرى لألعاب الحرب اسمتها (فن القدرة) عام 1983 جعلت الاتحاد السوفياتي يعتقد بأنها تهدف إلى شن ضربة نووية على أراضيه. وأضافت أن رئيسة الوزراء البريطانية وقتها، مارغريت ثاتشر، أمرت المسؤولين في حكومتها بالضغط على الاميركيين لضمان عدم تكرار خطأ مناورة (فن القدرة)، بعد أن ابلغتها أجهزة الاستخبارات البريطانية بأن المناورة استفزت الاتحاد السوفياتي وجعلته يضع خططاً للرد عليها بهجوم بالسلاح النووي. وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق السرية للحكومة البريطانية حصل عليها، بيتر بيرت، مدير منظمة خدمات المعلومات النووية الناشطة في مجال الحد من انتشار الأسلحة النووية. ونسبت إلى بيرت قوله "هذه الوثائق اظهرت مدى خطورة الحرب الباردة على كلا الجانبين، ووثّقت لحظة محورية في التاريخ الحديث حين ادركت حكومة ثاتشر ضرورة وضع حد لهذه الحرب واطلاق عملية لاقناع حلفائها الاميركيين بذلك". وأوضحت الصحيفة أن مناورة (فن القدرة) شملت تحريك 40 ألف جندي من قوات (الناتو) في جميع أنحاء اوروبا الغربية من خلال أنظمة اتصالات مشفّرة ومنسقة في اطار مناورة لمحاكاة عملية للدفاع عنها ضد هجوم وهمي من قبل دول حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفياتي. وقالت إن الكثير من القواعد الجوية البريطانية جرى استخدامها في مناورة (فن القدرة)، والتي لا يزال الكثير من فصولها محاطا بالسرية وجرت في ذروة الحرب الباردة وأوج التوتر الدولي اثر اسقاط الاتحاد السوفياتي طائرة كورية في أيلول/سبتمبر 1983 ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 269 شخصاً، بعد أن دخلت مجاله الجوي عن طريق الخطأ.