الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
عاطف عسقول

غزة – محمد حبيب

أكد مدير عام قسم الإبداع والفنون في وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة، عاطف عسقول، أنَّ الشعب الفلسطيني أثبت بالدليل القاطع أنَّه مبدع ولديه قدرات إبداعية عالية رغم الحصار الإسرائيلي المستمر والقتل والدمار الذي تمارسه قوات الاحتلال بحقه على مدار أعوام طويلة.

وأوضح عسقول في مقابلة خاصة مع "المغرب اليوم"، أنَّه إذا ما فتح الباب أمام هذه القدرات للمنافسة عربيًا ودوليًا، فستنافس بقوة في جميع المجالات، مشيرًا إلى أنَّ الشعب الفلسطيني لديه الكثير من القامات والكفاءات في هذا المجال .

وأبرز أنَّ المشاركات الفلسطينية التي تمت في الآونة الأخيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر فرقة "التخت الشرقي" في غزة الموسيقية، وما وصلت إليه من الاحترافية، فضلًا عن الطفل الصغير خالد الشيخ الذي يتمتع بمستوى عالٍ جدًا من اللياقة البدنية، ومحبوب العرب الفلسطيني محمد عساف، والدكتور عاطف أبو سيف، والكتاب في الضفة الغربية الذين ترشحوا لجائزة "البوكر" العربية في القصة والكثير من النماذج الفلسطينية تثبت أنَّ هذا الشعب لديه قدرات إبداعية عالية.

وأضاف عسقول "إنَّ الإرادة العالية والتشبث بالحياة هي السمة السائدة لدى هؤلاء المبدعين والمثقفين الذين لهم الدور الطليعي لإيصال رسالة شعبهم المناضل وللخروج من هذا الهم ومن دوائر الألم التي يحياها الشعب الفلسطيني".

واعتبر أنَّ الثقافة "هي المحتوى الفني والفكري للحضارة، وأنَّه برغم الآلام والجراح التي يحياها الشعب الفلسطيني وبرغم العمل الدؤوب من الاحتلال لقتل إرادته بمواصلة حصاره؛ إلا أنَّ هؤلاء المبدعين يحاولون دائمًا بث روح الصمود والإرادة في نفوس شعبهم".

وبيَّن أنَّ فن الصمود والمقاومة بات عنوان الثقافة الفلسطينية، موضحًا أنَّ فلسفة المقاومة ليست غريبة على الشعب الفلسطيني، خصوصًا أنَّه عند الأزمات والحروب يثبت الشعب أنه خلف هذه المقاومة وسد منيع لها، مشددًا على أن ثقافة المقاومة متغلغلة في كل شرائح الشعب الفلسطيني وليست مقتصرة على شريحة أو حزب معين.

وأشار الى أن ثقافة المقاومة باتت موجودة عند الطفل الفلسطيني الصغير، في حين أنَّ كثيرًا من الفنانين شاركوا في الفعاليات التي تحض على المقاومة، إذ أقيم على أنقاض برج الباشا الذي قصفه الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة ورشة فنية بتظاهرة فنية، كما نظَّم فنانون حفلا فنيًا على أنقاض المخيمات التي دمرت خلال الحرب.

ونوه عسقول في الوقت ذاته إلى ضرورة التعامل بأسلوب الخطاب للرأي العام العالمي ويجب إجادتها لكي يتم نقل المعاناة بصورتها الصحيحة.

وفي حديثه عن معرض "شاهد على العصر" الذي نظّمته وزارة الثقافة خلال الأسبوع الماضي، أوضح عسقول أنَّه يأتي ضمن سلسة من الأنشطة والفعاليات التي نفذتها الوزارة، مبرزًا أنَّ هذا المعرض حمل رسالة وهي أن الشعب الفلسطيني ما زال متمسكًا بحقوقه الوطنية وحلمه بالحرية والاستقلال رغم الجرائم الهمجية التي ترتكب بحقه من قبل قوات الاحتلال.

وشدَّد على أنَّ المعرض يأتي لفضح الجرائم الإسرائيلية الممنهجة التي تعرض لها قطاع غزة، وأضاف "إنَّ صور المعرض أعادت إلى الأذهان تفاصيل العدوان البربري الذي تعرض لها قطاع غزة، والجرائم التي تم ارتكبها بحق المواطنين الآمنين، والدمار الذي طال البيوت ودور العبادة والمؤسسات الأهلية والحكومية والبنية التحتية، فضلًا عن معاناة اللجوء بمراكز الإيواء التي انتشرت في كافة مناطق قطاع غزة".

ولفت عسقول في نهاية حديثه، إلى أنَّ ما يميز هذا المعرض هو أنه أقيم في مبنى دار الكتب الوطنية المدمر من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي ، الذي كان من المفترض أن يكون منبر إشعاع ثقافي.

وأفاد عسقول بأنَّه بُعيد الحرب تم ترخيص العشرات من المراكز الثقافية، كما عملت الوزارة على تعديل قانون المراكز ليصبح بإمكان أي مثقف ترخيص جمعيته بسهولة ويسر بعيدًا عن الإجراءات العقيمة، موضحًا أنه لم يرفض حتى الآن أي طلب من قبل الوزارة .

وأشار عسقول إلى وجود عدد من المراكز الثقافية المتخصصة بالإبداع التي تستهدف الأجيال الصاعدة، مبيّنًا أنَّ ذلك جزء من الدعم الذي تقدمه الوزارة في هذا المجال، مؤكدًا أنَّ أبواب وزارته مفتوحة لكل مبدع ويمكن أن تقدم له الدعم المادي والمعنوي له وأن توصله إلى الجهة التي يمكن أن تهتم به.

وحول تطوير العمل في المؤسسات الثقافية في غزة، أكد عسقول أنَّ كثيرًا من الفعاليات التي تنفذها هذه المؤسسات تحت رعاية الوزارة، موضحًا أنَّ هناك تواصلًا دائمًا بين الوزارة وتلك المؤسسات كما أنَّ هناك إشراك للوزارة في الفعاليات .

ونوَّه بأنَّه في حال توفر الموازنات لدى الوزارة، فإنها تقدم الدعم المالي لتلك المؤسسات كما حصل في إحياء ذكرى النكبة والقدس عاصمة الثقافة العربية والمؤتمرات الثقافية حيث يتم تقديم الدعم لهذه المؤسسات من خلال هذه الفعاليات والموازنات المخصصة لها.

وتابع "في ظل الأوضاع التي تحياها حكومة التوافق وغياب الموازنات التشغيلية للوزارات جعل الأمر صعبًا"، مستنكرًا الحالة التي وصلت إليها الثقافة الفلسطينية بفعل الانقسام السياسي، خصوصًا أنَّ السياسيين وأدخلوا كل القطاعات بما فيها الثقافة في زاوية ضيقة.

وأكد عسقول في الوقت ذاته، أنَّ وزارته استطاعت أن تخترق جدار الصمت الذي تم بناءه من قبل السياسيين، موضحًا أنَّ المشكلة الحالية التي تعاني منها وزارته هي "تسييس الثقافة"، مشيرُا إلى أنَّ الوزارة بالرغم من ذلك استطاعت أن تبقى قلعة شامخة ولا تخترق من أي كان واستطاعت أن تتعاون مع الكثير مع المؤسسات بشتى ألوانها واخترقت الجدران الحزبية، مشددًا على ضرورة وجود وحدة ثقافية وأن لا يفرق بين حد على هذه القاعدة.

ولفت إلى أنَّ وزارته لا تتحفظ على التعاون مع أي كان ولا تضع أي خطوط حمراء، موضحًا أنّها استقبلت الفنان محمد عساف رغم مهاجمة البعض للوزارة، مشددًا على ضرورة تثقيف السياسية بحيث يجب أن تكون الثقافة بعيدة عن الحزبية الضيقة.

وفي سياق آخر، أكد عسقول مواصلة وزارته تنظيم المسابقات ومنها جائزة "الإبداع الشبابي" التي تهدف إلى اكتشاف الإبداعات وكذلك جائزة "شاعر غزة" وهي جهد أدبي للبحث عن شاعر، موضحًا أنَّ تصفياتها توقفت بسبب الحرب الأخيرة على غزة، في ظل مساعٍ لاستئنافها.

وبيَّن أنَّ جهات استعدت لدعمها، كما أنَّ وزارته تتعاون مع الكثير من المؤسسات في مجال اكتشاف المواهب، فضلًا عن أنَّها تحث المراكز والجهات المعنية لإطلاق هذه المسابقات ورعاية المواهب في شتى المجالات كالإنشاد والكتابة والمسرح والفنون التشكيلية والأفلام الوثائقية.

ودعا عسقول المثقف والمبدع الفلسطيني إلى أن يواصل مقاومته وأن يترك بصمة وأثر، لاسيما أنَّ الإبداع لا يأتي بسهولة  كما أنَّ جزء من الإبداع يكمن في التغلب على المثبطات والمعوقات والوصول إليه يحتاج الى جهد استثنائي، مشيرًا إلى أنَّ الشعب الفلسطيني أصبح في معركة مفتوحة وكل شيء مستخدم فيها، ومن أهم هذه المواد المستخدمة مادة الإبداع.

وأشار عسقول إلى دراسة كشفت عن أنَّ 18% من شباب قطاع غزة يتوجهون نحو المسرح، ما شكل صدمة للبعض بأن غزة يمكن أن يتوجه شبابها نحو هذا المجال، مؤكدًا ضرورة استثمار هذه المواهب كقوة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول طمس الثقافة الفلسطينية .

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر…
وزير الثقافة المغربي يُشارك بالمؤتمر الوزاري التحضيري لقمة الفرنكوفونية…
إنطلاق حفل أَقرأ الختامي وتتويج الفائزين بلقب قارئ العالم…
مراكش تستضيف المؤتمر العالمي لمنظمة مدن التراث العالمي لعام…
حفل اشهار كتاب "السهل الممتنع" للكاتب الأردني علي القيسي

اخر الاخبار

إنعقاد المؤتمر الدولي بالداخلة حول "المبادرة المغربية للحكم الذاتي
وزير الداخلية المغربي يدعو إلى التصدي للنقل "غير القانوني"…
رئيس الحكومة المغربي والشيخة المياسة يفتتحان منتدى الأعمال القطري…
إرسال دفعة إضافية من المساعدات المغربية إلى مدينة فالنسيا…

فن وموسيقى

حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…

أخبار النجوم

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
أشرف عبدالباقي يعود للسينما بفيلم «مين يصدق» من إخراج…
أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الثقافة المغربي يُشارك بالمؤتمر الوزاري التحضيري لقمة الفرنكوفونية…
إنطلاق حفل أَقرأ الختامي وتتويج الفائزين بلقب قارئ العالم…
مراكش تستضيف المؤتمر العالمي لمنظمة مدن التراث العالمي لعام…
حفل اشهار كتاب "السهل الممتنع" للكاتب الأردني علي القيسي
مهرجان "همسة للفنون" يُكرّم عمار بركات عن مشاركته في…