لندن - كاتيا حداد
تم افتتاح متحف "اتلانتيكو" المائي والفريد من نوعه في 10 يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي يعتبر أول متحف للنحت تحت الماء في أوروبا.ووفقًا لصحيفة "الاندبدنت" البريطانية، يقع المتحف قبالة الساحل الجنوبي لجزيرة لانزاروت الإسبانية، إحدى جزر الكناري، ويضم أكثر من 300 مجسم للإنسان بالحجم الطبيعي من أعمال النحّات البريطاني جايسون ديكاريس تايلور، ونُصب المتحف على عمق 15 مترًا تحت سطح ماء خليج لاس كولورادس ما يسمح للغواصين برؤية المنحوتات من جميع المستويات.
واستغرق العمل على المتحف حوالي ثلاث سنوات، فيما يهدف إلى خلق حوارًا بصريًا بين الفن والطبيعية حيث يشكل جزءًا من حديقة نباتية تحت الماء ستعمل بمثابة موقعًا لتكاثر أنواعًا عديدة من الأسماك والنباتات، وقد عمل تايلور، الحاصل على شهادة من جامعة الفنون بلندن، على عدة مشاريع مائية مماثلة، أبرزها أول حديقة منحوتات مائية في العالم في غرينادا والتي تم افتتاحها عام 2006.
وفي تصريح لشبكة قنوات "سي.إن.إن" البريطانية، قال الفنان البريطاني إن "الفكرة العامة وراء بناء المتحف هي خلق بوابة لعالم آخر"، مضيفًا: "أرغب في أن يعرف هذا المتحف الجميع بأهمية المحيطات والمخاطر التي تواجهها"، وبحسب تايلور فإن المنحوتات متمركزة في تجمعات عديدة وهي مستوحاة من أناس حقيقين، فضلاً عن أن جميع هذا المنشآت تسلط الضوء على قضايا عالمية مثل تغير المناخ واللجوء والمحافظة على البيئة.
ويعرف أكبر عمل فني في المتحف باسم "العبور إلى روبيكون" وهو عبارة عن 40 منحوتة تسير باتجاه البوابة التي ترتفع إلى 30 مترًا في جدار ضخم يبلغ وزنه حوالي 100 طن، كما توجد مجسمات أخرى لرجال يلتقطون صور "السيلفي" وآخرون منهمكون في هواتفهم، وهو تجسيد لموقف البشرية إزاء التغير المناخي، بحسب تعبير تايلور.
وشارك في إنجاز العمل فريق عمل كبير، ضم العديد من الغواصين المحترفين، الذين قاموا بوضع المنحوتات في أعماق البحر منذ بداية شهر فبراير/ شباط 2016، كما ساهم السكان المحليون والزوار والعديد من المهتمين بالمشروع في إنشاء هذه المنحوتات من خلال التموضع كتماثيل حية، ومن المتوقع أن يقدم المشروع دعمًا كبيرًا للاقتصاد المحلي، وزيادة إيرادات الغوص ومشغلي القوارب.