الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الكتابة الإبداعية

لندن كاتيا حداد

الكتابة الإبداعية عملية ذهنية ونفسية مُركبة، ولا يمكن اعتبارها مهنة أو وظيفة، ويتعرض المُبدعون عادة إلى ضغوط وتحديات كثيرة في عملهم لدرجة تدفع البعض إلى التوقف تماماً أو مرحلياً عن الكتابة, ليس هناك طريقة عمل مُعتمدة أو خطوات مُحددة يتبعها المُبدع في إنتاج عمله، كما يتضح من شهادات كبار الكُتاب في العالم، وقلة من الكتاب هم من يعملون بمُعدل ثابت، ولا تعطلهم المؤثرات الخارجية، بينما يحتاج أغلب المُبدعين إلى التركيز ويواجهون العديد من الصعوبات، ويجربون طرقاً مُختلفة للتغلب عليها، منها الاعتماد على مُثيرات حسية لتحفيز الكتابة مثل الاستماع إلى الموسيقى أو اختيار مكان أو وقت بعينه للكتابة أو حتى لون الحبر والورق, فيما تختلف صعوبات الكتابة باختلاف أنماط الحياة وطبيعة الشخصيات، وبالتالي ليس هناك وصفة جاهزة للتغلب عليها، إلا أن تبادل الخبرات قد يساعد المُبدعين في العثور على حلول أو يُحفزهم على ابتكار وسائل جديدة لتجاوز التحديات والعقبات.

وللوقوف أكثر على حيثياتها نستعرض ترجمة لمجموعة من المقالات القصيرة لكبار الكُتاب، يتحدثون فيها عن يوم الكتابة وإدارة الوقت وخبراتهم في التعامل مع المشروعات الأدبية التي يعملون عليها، وطريقة التغلب على التحديات التي تواجههم.

ونشر الالروائي بريطاني الشهير الذي ولد عام 1952, ويليام بويد، روايته الأولى "رجل جيد في إفريقيا" عام 1981، ونشر روايته السابعة عشرة "قبلة رقيقة" عام 2015 ونال وسام الإمبراطورية البريطانية عام 2005. وتتصدر أعماله قائمة الأكثر مبيعاً لعدة سنوات حيث قال, "أشعر أن هناك نوعين من الكُتاب، النوع الأول مثل العصفور، والنوع الثاني مثل البومة، وأن أغلب الكُتاب يستيقظون مُبكراً مثل العصافير، ويعملون بحماس حتى المساء، أما أنا فأعمل في الليل مثل البومة، لا يرجع السبب إلى استيقاظي في وقت مُتأخر، لكن لأن عقلي لا يكون جاهزاً للكتابة إلا في المساء، لذلك أستغل الفترة الصباحية في إنجاز أعمال أخرى مثل الرد على الرسائل والتسوق وإجراء المُحادثات الهاتفية. 

وأضاف, حين أعمل على رواية، أكتب المُسودة دون اختزال، وأكتب على ورق كبير باستخدام قلم حبر من نوعية خاصة، له سن رفيعة. أحاول أن تقتصر مُحفزات الكتابة على الحد الأدنى من الأشياء, وتابع, في حجرتي مكتبان، أفضل الكتابة على أحدهما لأنه يطل على انحناءة شارع جانبي كل منازله لها شُرفات.

وأكمل, حين بدأت كتابة الروايات، كنت أواصل الكتابة سبع أو ثماني ساعات, والآن، بعد أن كتبتُ خمس عشرة رواية، يُصيبني إرهاق ذهني بعد الكتابة لمدة ثلاث ساعات فقط, أشعر بأن أحدهم ضغط على زر فأوقفني عن العمل، أو كأن شحن البطارية نفد، ربما استمر هذا التدهور مع التقدم في العُمر، ولكن ثلاث ساعات ليست سيئة على أي حال، وأتمكن فيها من كتابة نحو ألف كلمة. 

واستطرد, بعد الانتهاء من الكتابة، أحتاج إلى ساعة من الاسترخاء لأتناول المشروبات وأتابع الأخبار، وأتواصل مع العائلة والأصدقاء، قليلاً,و ما يُثير الدهشة أنني لا أحتاج إلى العُزلة أو الصمت أثناء الكتابة، يمكن أن أتوقف عن الكتابة بسبب جرس الهاتف أو الطرق على الباب، ثم أواصل الكتابة مرة أخرى، وفي الليل أعيد كتابة ما كتبت على الورق على الكمبيوتر. 

وختم, من مُميزات كتابة مُسودة على الورق ونقلها إلى الكمبيوتر هي كتابة كل كلمة مرتين، ويمكن مُراجعة النسخة المكتوبة على الكمبيوتر عشرات المرات بعد ذلك. الكتابة على الورق ضرورية للغاية، ولا أقول هذا لأنني بدأت الكتابة في وقت سابق على استخدام الكمبيوتر، فقد اشتريت آلة كتابة في عيد ميلادي الحادي والعشرين, وأعتقد أن الكتابة اليدوية واحتكاك القلم بالورق يمنحني إحساساً لا أشعر به مع أزرار الكمبيوتر، وتجعلني أكثر وعياً بما أكتب, مثل طول الجملة، وإيقاعها، والتكرار والإسهاب, ويمكن كذلك أن ترى حصيلة عملك خلال اليوم مُجسدة أمام عينيك، بما فيها الحذف والتعديل والإضافة والخطوط أسفل الكلمات والخيار الثاني مكتوباً فوق الخيار الأول، تعكس الصفحة الجهد الذهني المبذول أثناء عملية الكتابة، على عكس شاشة الكمبيوتر, كتابة الرواية عمل مُرهق للغاية، وتسوده الفوضى، ما يجعلني أذهب إلى السرير مكدوداً وأنام بعُمق.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

هيئة الترفيه السعودية تُطلق جائزة القلم الذهبي للرواية
هيئة الأدب والنشر والترجمة تُطلق أكبر مسابقة بودكاست أدبي…
الغلاف الأصلي لكتاب "هاري بوتر" يحطم الأرقام القياسية مبيعاً
المغرب ورومانيا يحتفلان بالإصدار الخاص لطابعين بريديين مٌشتركين احتفاء…
وزارة الثقافة المغربية تُوضح دفتر تحملات دعم المسرح لسنة…

اخر الاخبار

وفد برلماني يُمثل المغرب في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين…
مبادرة الحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية…
أنباء عن سقوط قتيلين في غارة إسرائيلية على بيروت
وزير الخارجية الفرنسي يصّل إلى لبنان برغم الغارات الإسرائيلية…

فن وموسيقى

شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…
إيمان العاصي تتألق في أولى بطولاتها المطلقة "برغم القانون"…

أخبار النجوم

داليا البحيري تُبدي إعجابها بمدينة طنجة المغربية
محمود حميدة يخرج عن صمته ويتحدث عن أزمة فيلم…
شيرين عبد الوهاب وشمس الكويتية تغنيّان من أجل لبنان
سمية الخشاب تكشف عن موقفها من المشاركة في موسم…

رياضة

الفيفا يكشف عن الملاعب المستضيفة لكأس العالم للأندية 2025
المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…
حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…

صحة وتغذية

الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

الأخبار الأكثر قراءة

كيف تكتب رواية و دليل عملي من أصحاب الإختصاص…