الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الكاتب والأسير الفلسطيني باسم خندقجي

روما - دلال قنديل

هي الكتابة للآخر أو الكتابة النابعة من الذات والمرتدة اليها هذا ماراودني  مراراً  مغمورة بفرح حرية أسير فلسطيني، هو الكاتب باسم خندقجي، الذي حرّرته كلماته وحملته للعالمية وهو لا يزال يقبع في تلك الزاوية المعتمة من سجنه.كم بكى فرحاً بفوزه ،كم بكى حزناً أمام تلك اللحظات بإعلان فوزه والتي أبكتنا نحن الذين تلقّفنا تجربته قبل الفوز وهلّلنا له بعده.
 في احتفال ابوظبي لإعلان جائزة البوكر،رأيت عيني باسم بدموع شقيقه،وحفاوة الناشرة المثقّفة رنا إدريس، تتلو وصاياه، ربّما وصلته بعض المشاهد أو الكلمات مباشرة، وهل يُسمح في المعتقل بمشاهدة البرامج على التلفاز،أم فقط بأوقات  معينة.العالم ضيّق هناك ،  والحياة مقيدة ومريرة.

غلاف رواية قناع بلون السماء لباسم خندقجي

لكن مِن تلك الزاوية المظلمة، هناك وُلدت رواية مفتوحة على أمل الفلسطنيين بأرضهم، رغم وحشية القتل والابادة التي نشهدها كل يوم.
ربما وصف له شقيقه المشهد بعد الاحتفال  مباشرة.
كيف لنا أن نتمتع قبله بهذا الفوز؟.
اقلقتني الاسئلة لكنها لم تُنغص عليَّ الاحتفاء لأسير بالحرية .
كتابته المولودة من الداخل ،إرتدت الينا،لتعود اليه مضاعفةً بإحتفاء القارىء به.

يغوص الكاتب في عالمه قبل أن تظهر كلماته للنور.الأحرف الاولى هي الجبلة المدعوكة بأقصى التوتر والقلق وحتى التردّد.
بعد المولود الاول، الجملة الاولى وإكتمال الفكرة وإن بشكل اوّلي، نجتاز تلك المسافات بين التأكيد والنفي. تصبح الكتابة تأكيداً ذاتياً على الوجود.وهكذا نتدرج في القراءة ونتماهى مع كاتبها في لحظات الاستمتاع الكلي بعمل متقن.
هكذا تصورت "قناع بلون السماء" تراكمت جملة خلف جملة،فكرة خلف فكرة.
إحساس عامر بالحرية عاشه باسم خندقجي الفائز بجائزة البوكر للرواية العربية وهو يكتب روايته.
لا شك أنه استجمع قوّته للدخول الى مراجع تاريخية، تثبت الحق الفلسطيني بالأرض، ليقارع الحجة بالحجة، بين "نور " ابن المخيم و "اور" الاسرائيلي المستوطن، الذي أتاح له أن يتلبس هويته ليشارك في بعثة للآثار.
حبل مشدود على مدار صفحات الرواية ٢٣٩ صفحة ،لعلاقتهما الندية المتعرجة،
وحواراتهما الحادّة كغرز سكين في جسد حيّ. ينزع نور جلده بيده في هذا التحوّل، ذاك الصراع الداخلي الذي يُدخلنا فيه كتأنيب ضمير.
تشبه الرواية ببعض صفحاتها حلبة صراع محتوم النهاية،
لأرض منحازة لتاريخها، وليس لمن يعيش عليها.
التاريخ لا يمكن تزويره. الهوية أبعد من الارض، هي الانتماء للتراث والثقافة، لا تستوي حياة دون الاحتماء بها من الضياع بين حديّ هويتين.
 يقف "نور" بالمرصاد ل "أور" ببوح شفاف وعميق، في المراسلة لصديقه الأسير "مراد" الذي هو بصورة من الصور، شخصيته المتوارية خلف القناع.
"أشعر أنك على وشك التقيؤ عليَّ الآن،لأنني أحيطك بهذه التفاصيل التافهة ربما! أشعر أنك ستنقضّ عليَّ،قائلاً: أنت نكرة.أنت لست صديقي نور...أنت تائه...اغتصبك التباس شيطانيٌ فأدماك جنوناً وحيرة.ربما معك حقّ.وهذا ما سعيتُ أنا الى ردِّه عني عبر المحافظة على نور الجوَّاني.
ألم اقل لك :إنني اثنان نور واور ؟".
 وسط هذا التشظي اليومي المتنقل جغرافياً بين المخيم والمستوطنة تتعرج الرواية بحِرفية وعمق تاريخي ،ليزهو نور أمام بعثة أجنبية بتاريخه، وتسطع القدس ويكبر الاقصى.
تتدرج الروايةفي تناقض الهوية منتهية الصلاحية التي عثر عليها في معطف قديم، إكتراه من محل  للملابس العتيقة.
سمعت كلاماً متناقضاً عن الرواية من بعض الاصدقاء،
لكني كنت منحازة للرواية وجمالية الخَلق والابداع في الحبكة والتاريخ الزاخر بالذاكرة وجرأة المواجهة.
ثم كيف يمكن أن تتساوى كتابة تولد وترى النور في عتمة السجون، وسوط الجلاد، وفظاعة السجان، أم تتساوى مع كتابة تأتي من عالم آخر، نكتبها بوتيرة حياة يومية  بين ضغط الاعمال او رفاهية المقاهي .

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ست روايات في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2024

روايتان مغربيتان ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2023

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الثقافة المغربي يٌجري مباحثات مع نظيرته الفرنسية لتعزيز…
دار الشعر في تطوان تفتتح ليالي الشعر بـ"المعرض الدولي…
مؤلّفون يهدّدون بمقاطعة المهرجانات الأدبية بسبب علاقات الراعي بإسرائيل
مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تٌنظم مسابقة لحفظ القرآن…
وزير الثقافة المغربي يٌؤكد أن المغرب مٌنخرط في خلق…

اخر الاخبار

الزهراء المنصوري تٌعلن أن حصيلة برنامج محاربة دور الصفيح…
الإصلاح تاريخي للحماية الاجتماعية التي يعمل المغرب على تعميمها…
السلطات المحلية المغربية تٌعلن مصرع شخصين إثر إنفجار قنينة…
المغاربة يٌطالبون الحكومة بالضغط علي الاتحاد الأوروبي من أجل…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يؤكد عشقه للأغاني الاستعراضية ورغبته في مشاركة…
أحمد سعد يُؤكد أن الغناء في المغرب هو نجاح…
لطيفة رأفت تُحلق بالجمهور في سماء الإبداع والفن المغربي…
أحمد سعد يتحدث للمرة الأولى عن عائلته وحياته الشخصية…

أخبار النجوم

سميحة أيوب تُؤكد أنها اكتفت بما قدمته من الأعمال…
أحمد حلمي يتحدث عن عودته للمسرح بـ"ميمو"
بلقيس فتحي تُعرب عن سعادتها بالمشاركة لأول مرة بمهرجان…
محمد سعد يعود للسينما بعد غياب 5 سنوات

رياضة

أزمة في المنتخب الفرنسي بسبب قناع مبابي
بعد واقعة سيلفي كريستيانو رونالدو يويفا يٌعلن عن تشديد…
مدرب المنتخب الفرنسي يرفض تأكيد مشاركة مبابي أمام بولندا
كريستيانو رونالدو لا يتوقف عن تحطيم الأرقام القياسية وقد…

صحة وتغذية

مجلس النواب المغربي يُصادق على مشروع قانون يهم التأمين…
فريق التقدم والاشتراكية يٌطالب رئيس الحكومة المغربية بالتحرك لإخراج…
مواليد موسم الربيع أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية
الكشف عن لقاح روسي لعلاج السرطان بصيغة يضعها الذكاء…

الأخبار الأكثر قراءة

دار الشعر في تطوان تفتتح ليالي الشعر بـ"المعرض الدولي…
مؤلّفون يهدّدون بمقاطعة المهرجانات الأدبية بسبب علاقات الراعي بإسرائيل
مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تٌنظم مسابقة لحفظ القرآن…
وزير الثقافة المغربي يٌؤكد أن المغرب مٌنخرط في خلق…
باسم خندقجي من خلف القضبان في سجون الإحتلال يبدع…