بيروت ـ ماهر عيسى
كشفت الفنانة اللبنانية ندى حيدر عن أن تجربتها الفنية من خلال معرضها الثاني تطورت حيث جمعت في لوحاتها ما بين الفن المعاصر والقديم، حيث دخلت برسوماتها إلى عمق الذات الإنسانية بدل التلهي بالقشور السطحية لمعنى الحياة،
عبر التأمل الصرف بلغة شفافة وألوان عصرية، لافتة إلى أن المواضيع التي تطرقت إليها في لوحاتها تنوعت بين الحكمة والسكون والوجود الذي يخرج من المطلق واللامحدودية، معتبرة أنها لعبت على التناقضات الموجودة داخل الإنسان، ودعوته إلى تحقيق التوازن من خلال عملها على الظل والضوء في آنٍ والأمكنة والطقوس.
وقالت الفنانة ندى حيدر في لقاء مع "المغرب اليوم إن معرضها الثاني هو خطوة ثانية في حياتها الفنية، ومن خلال لوحاتها التي بلغ عددها ثمانية وثلاثين لوحة عبرت ندى عن التنوع الموجود في جوانب الحياة، وأظهرت الرحلة نحو مصدرها بطرق متعددة، خصوصًا من خلال اليوغا وراقصي الدراويش أو الرقص الصوفي، ومفهوم رقصاتهم التي تعبر عن التجلي والترقي نحو الخالق.
أما المواضيع التي تطرقت إليها في لوحاتها فقد تنوعت بين الحكمة والسكون والوجود الذي يخرج من المطلق واللامحدودية، وأضافت إلى لوحاتها التي تميزت بألوان نارية ودافئة في الوقت نفسه الأحرف والخط الديواني، أو ما يعرف بالكاليغرافي، وتشير ندى إلى أن إدخال هذا النمط الجديد على رسوماتها يعني إقفال فصل آخر من رحلة الحياة.
وتميز المعرض بلوحات من الأحجام المتنوعة والرسومات نفذت بتقنية عالية الجودة، إن كانت زيتية أو مائية, حيث كشفت ندى على أقمشة لوحاتها عوالم التصوف بطريقة مباشرة وغير مباشرة، من خلال الحركات الإيقاعية لدوران الجسم المتصلة بابتهال الروح وتحررها وسموّها، وصولاً إلى ما يسمى بالوجد.
وتؤكد الفنانة حيدر أن تجربتها الفنية من خلال معرضها الثاني تطورت حيث جمعت في لوحاتها ما بين الفن المعاصر والقديم، حيث دخلت برسوماتها إلى عمق الذات الإنسانية بدل التلهي بالقشور السطحية لمعنى الحياة، عبر التأمل الصرف بلغة شفافة وألوان عصرية.
واعتبرت أنها لعبت على التناقضات الموجودة داخل الإنسان، ودعوته إلى تحقيق التوازن من خلال عملها على الظل والضوء في آنٍ والأمكنة والطقوس.
وفي ردها على سؤال عن نشاطاتها المستقبلية أشارت ندى إلى أنها تعمل على مواضيع تعبيرية أخرى، وتقنيات جديدة، من أجل تطوير أعمالها الفنية المقبلة.
ويذكر أن الفنانة اللبنانية ندى حيدر درست الحقوق، واتخذت من العاصمة المصرية القاهرة مقرًا لها ولفنها منذ أواخر التسعينات, حيث كانت الفرصة لإعادة صقل وتطوير موهبتها في الرسم إلى جانب تعليمها للتأمل التجاوزي أو ما يعرف بـ "meditation"، وهي تقنية للتطوير الذاتي، وترتكز على المعرفة الهندية القديمة.
وكان أول معرض لها في العام 2011 تحت عنوان "التوحيد Oneness" إذ عبرت ندى من خلال رسوماتها عن البعد والحس الروحي للحياة، والتي تؤمن بها بقوة.
وأقامت معرضها الثاني في العام 2013 في القاهرة أيضًا، وهو إمتداد لمعرضها الثاني، والذي استمر على مدى أسبوع، تحت عنوان "الحكمة Wisdom".