الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
فنانون يطلقون حملة لإعادة وجهة نظر العالم للبيئة

جاكرتا ـ عادل سلامة

ولد مشروع فريد من نوعه في خيال الفنان ارنست زكاريفيك في ماليزيا، عندما وصل دخان صناعة زيت النخيل في إندونيسيا إلى الأستوديو الخاص به، حيث قرر القيام بمشروع فني يجعل العالم يعيد وجهة نظرة للبيئة، إذ باع واحدة من مطبوعاته لجمع الأموال Splash and Burn ، وهي حملة فنية عامة، استوحت عنوانها من مسرحية باسم  slash and burn تبرز الممارسات التي يستخدمها منتجي زيت النخيل لمسح الأراضي للزراعة.
 
وينقسم هذا المشروع عبر مواقع ومدن مختلفة في سومطرة، ويسمىSplash and Burn، وكما أشرنا مسبقًا إلى أن ذلك الاسم مقتبس من اسم مسرحيةslash and burn، وهو المصطلح المستخدم لوصف الطريقة الرخيصة التي يستخدمها المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة لإخلاء الأراضي لمزارع نخيل الزيت.


 
Splash and Burn
بدء الفنان القيام بهذا العمل من الأستديو الخاص به في بينانغ، وهي مدينة في ماليزيا حيث يعرض عمله بشكل هزلي على المباني التي تعود إلى عهد الاستعمار، وغالبًا ما تسبب طرق Splash and Burn  حرائق الغابات، مما يخلق ضبابًا يؤثر على المنطقة بأكملها، وفي أواخر عام 2015، وصلت المشكلة - التي تفاقمت بسبب ظاهرة النينيو الممتدة - إلى أبعاد ملحمية، وقد اجتاحت عشرات الآلاف من الأفدنة من الغابات المطيرة اشتعال النيران، وارتفعت مؤشرات التلوث إلى 2000 علة مقياس المؤشر الذي يعبر عن الخطر إذا تجاوز 300 .


 
وأعلنت ست مقاطعات حالة الطوارىء بينما كافح مئات الآلاف خلال تنفسهم هواء أصفر سام، ومع تدفق الغيوم السميكة من الدخان في سومطرة وبورنيو الإندونيسي إلى ماليزيا وسنغافورة، وتغليف قاعدة بيناك في زاكاريفيتش، بدأ التفكير في إندونيسيا ودورها في صناعة زيت النخيل.


 
وكشف أرنست زاكاريفيتش: أنه "كنت أفكر في مدي جهلنا وافتقارنا للمعلومات بشأن هذا الموضوع، وكم نحن متورطون اقتصاديًا في هذا، عن طريق زيت النخيل، وكان ذلك هو السبب الحقيقي لتوجيه فني إلى تلك القضية".
 
وتعتبر إندونيسيا أكبر منتج في العالم لزيت النخيل، وهو زيت نباتي واسع الانتشار يستخدم في نحو نصف جميع المنتجات المعبئة - من أحمر الشفاه وعجينة البيتزا إلى الشامبو والآيس كريم – معظم المنتجات التي تباع في السوبر ماركت.
 
وأضاف زاكاريفيتش، أن الفكرة هي استخدام الفن في الشوارع والفنون العامة لبدء حوار، وحملة إبداعية لرفع الوعي تجاه مشكلة إزالة الغابات، وتشريد الحياة البرية، وغيرها من القضايا المتصلة بتلك الصناعة، وقد رسمت إحدى اللوحات الجدارية، التي تحتوي على أطفال مع إنسان الغاب على عربة، حول علامة موجودة تقول إن ديلارانغ ماسوك، يعني "عدم الدخول"، متابعًا إن الأطفال، رمز صفيق قليلًا للتعبير عن تجاوز المحرمات.
 
وتم تصميم كل عمل في سلسلة Splash and Burn لتسليط الضوء على الممارسات الزراعية غير المنظمة في صناعة زيت النخيل، ومن بين المتعاونين جمعية "إنسان الغاب" في سومطرة ، وهي جمعية خيرية مقرها في أوكسفوردشاير، ومركز معلومات إنسان الغاب في إندونيسيا، وعدد كبير من المنظمات غير الحكومية المحلية. 
 
ومن جانبه، أكد الفنان مارك جنكينز، الذي يتحدث عن شخصياته الملتهبة ولكن المرعبة نوعًا ما، أنه يريد استنطاق أفكار الجهل والإدراك، فيما تتميز أعمال برمزية النعامة أيضًا، حيث أنها تلوح في أفق معظم أعماله التي رسمها على منشآت، وأبرز فيها الرؤوس المدفونة، وهذا نوع من الرسم التجريدي الذي يمثل الجهل من خلال النعام، أو مجرد زوج من الساقين يبرزهما في صوره، والتي تبدو للوهلة الأولى بأنها جثث.
 
وتابع جنكينز: "نحن نعيش في ثقافة الآن تبرز مدى انشغال الناس في هواتفهم الخلوية وأشياء من هذا القبيل ولا يهتمون حقًا بما حولهم"، لذلك يقوم باستخدام شيئًا سوبرالية سريالية، أو شيء يشبه جثة ميتة ليستوقف الناس"، وبوست بانكسي، يصف من خلاله جينكينز مشروع سومطرة باعتباره إعادة تصوير، إعادة تنشيط فن الشارع، وإعادة التركيز على القاعدة الشعبية.
 
 ومن بين الفنانين الثمانية المشاركين هم جابرييل بيتشر البريطاني، الذي رسم المرأة القديمة في النافذة، والفنان الأسترليني النرويجي ستروك، ويعرف أيضًا باسم أندرس غينستاد، والنحات الإسباني إسحاق كوردال، الذي رسم سلسلة من المنمنمات المؤثرة بما في ذلك هيكل عظمي في بدلة.
 
كما شارك أيضًا في بيكسل بانشو، والرسام الماليزي بيبيتشون، وأكسل فواد، وهو فنان إسباني مولود في الولايات المتحدة ويعمل أيضًا على فيلم يستكشف حياة الأطفال المولودين في مزارع الجزيرة، جنبًا إلى جنب مع المنسق شارلوت بيات، قضى زاكاريفيتش ما يقرب من عامين لتنظيم المشروع سرًا، وكان كلاهما يتصور أن Splash and Burn سوف يتطور قريبًا إلى معرض إقليمي. 
 
واختتم زاكاريفيك، "أن Splash and Burn   دعوة لإعادة النظر في بيئتنا"، مضيفًا "أريد أن أجعل الفنان والمشاهد يفكران خارج الصندوق، فبالنظر في حوارنا ورؤيتنا، يمكن أن نكون واعين".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أحمد البواري يستمر بيقدم الدعم للفلاحين بخلفية أزمة الجفاف
الشمس تتعامد على معبد أبوسمبل ظاهرة تتكرر مرتين سنويًا
الإعصار "ميلتون" يبدأ باجتياح سواحل فلوريدا
صديقي يترأس حفل الانطلاقة الرسمية للسنة الدراسية 2024-2025 للتكوين…
وزارة التجهيز والماء في المغرب تُعيد فتح 35 من…

اخر الاخبار

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…
الشعب المغربي يُخلد اليوم الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال…
فاطمة الزهراء المنصوري تضع اللمسات الأخيرة على مشروع إعداد…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تشعل حماس جمهورها في الكويت استعدادًا…
مروان خوري يحيي حفلا غنائيا في الكويت 12 ديسمبر
عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

صديقي يترأس حفل الانطلاقة الرسمية للسنة الدراسية 2024-2025 للتكوين…
وزارة التجهيز والماء في المغرب تُعيد فتح 35 من…
المملكة المغربية تسعى لتعزيز قدرتها على توليد طاقة الرياح…
المغرب يحتفل باليوم العربي للأرصاد الجوية تحت شعار “الأثر…
مدينة درنة الليبية تشهد ورشة إعمار لكن الخدمات تنقصها…