الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
المزارع

الدوحة ـ عادل سلامه

يعتبر الأمن الغذائي، أهم الأهداف الأساسية إلى بلد يواجه مقاطعة برية وبحرية وجوية فرضتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين في يونيو / حزيران عليها، وهو جزء من نزاع جغرافي- سياسي طويل ومتدهور، بدأ بتبني تمويل التطرّف واستضافة كأس العالم ودور الإخوان المسلمين وإيران وحتى مستقبل الصحافة في الشرق الأوسط.

ويأتي السؤال بشأن ما إذا كانت قطر قادرة على تحمل المقاطعة، هو مجرد اختبار لما إذا كان اقتصاد الدولة الصغير المزدهر في السابق يستطيع البقاء على قيد الحياة وليس تحمل الحصار المادي فحسب، بل أيضا على الاستثمار المالي من قبل جيرانها السعوديين والإماراتيين، فإذا ظل الاقتصاد واقفا على قدميه، فإن فرص الدوحة في الحفاظ على سياستها الخارجية المستقلة وإجبار السعوديين على التراجع ببطء، سيكون أفضل بكثير، وكما يشهد أفق الدوحة، فإن قطر ليست من الدول التي تفعل الأشياء باستخدام نصف التدابير.

وتقوم الشركة الأم الكبرى في "مزرعة بلدنا"، وهي شركة قابضة للطاقة الدولية، باستثمار الأموال في هذا التحدي، وكانت قطر تعتمد في السابق على المملكة العربية السعودية بالنسبة إلى معظم إمداداتها من الحليب، وكان عليها في البداية الاعتماد على كرم حلفائها الإقليميين المتبقين، ولا سيما تركيا وإيران، وكان الرئيس التنفيذي لمزرعة بلدنا، يستورد الأبقار من الولايات المتحدة بأسرع ما يمكن، ويخطط إلى استكمال قطيع الأبقار الحالي البالغ 4000 بقرة، وهو قادر على الاستحواذ على 30٪ إلى 40٪ من سوق الحليب في قطر، بالإضافة إلى 10 آلاف بقرة أخرى بحلول الصيف المقبل - وهو ما يكفي لتلبية احتياجات اللبن لسكان البلاد البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وتتلقى الأبقار تغذية جافة ويتم حلبها ميكانيكيا على آلات دوارة متطورة قادرة على العمل على مدار 24 ساعة، ويتيح معرض العرض للأسر القطرية الفضولية مشاهدة عملية الحلب، وفي أماكن أخرى على الموقع الشاسع الذي يمتد على مساحة 70 هكتارا (173 فدانا)، تقوم عشرات الحفارات بتسطيح المنطقة لتكون جاهزة لبناء المزيد من حظائر الماشية.

وقال دوري "إن المقاطعة كانت عظيمة الأثر بالنسبة لقطر بطريقة ما"، وأضاف "إنها دعوة لاستيقاظ البلاد كلها، فقد جعلتهم يدركون كل الفرص المتاحة هناك، وليس فقط في الزراعة، حيث كان ما يقرب من 80٪ من طعامها يأتي من جيرانها، وقد يستغرق الأمر أحيانا حرب أو تهديد بالحرب لجعل البلدان تنظر إلى أمنها الغذائي، انظروا إلى السياسة الزراعية المشتركة في أوروبا، إذا تم رفع الحصار، ستسود هناك الكثير من المشاعر المؤيدة لقطر والفخر القومي أن الشعب سوف يشتري الحليب القطري، وليس السعودي، وأعتقد أن البيئة بأكملها سوف تتغير تماما، التحدي أمامنا في الحصول على ما يكفي من الحليب، وإذا تمكنا من إنتاج ما يكفي من اللبن، فإن الناس في قطر سوف يشترونه".

ويؤكّد دوري أن مزرعته ستكون أكثر إنتاجية من نظرائها السعوديين، حيث تبلغ نسبة العمالة من شخص واحد لكل 75 بقرة، مقابل واحد لكل 45 بقرة، كما أن أبقاره ستمر أيضا على مراتب مطاطية، وسوف تقوم كاشطات آلية بإزالة نفاياتها، وقال "سوف تنتج المزرعة ما يكفي من السماد لتحويل قطر إلى اللون الأخضر"، إن الاكتفاء الذاتي في الغذاء هو مجرد اختبار واحد فقط لما إذا كانت قطر قادرة على تحمل الحصار وربما حتى تظهر أقوى، وعلى استعداد لاستقبال عشرات الآلاف من الزوار لكأس العالم 2022.

وبالنسبة إلى كافة احتياطيات البلاد الضخمة من الغاز والمال، تعرض الاقتصاد القطري إلى ضربة أولية، وشهدت الأشهر القليلة الأولى ذعرًا وتدفقًا كبيرًا من الودائع الرأسمالية، وقام مصرف قطر المركزي وصناديق الدولة الأخرى بإيداع ما يقرب من 38.5 مليار دولار (29.2 مليار جنيه إسترليني) من احتياطيات البلاد البالغة 340 مليار دولار إلى الاقتصاد لتخفيف الضغط على سعر الصرف، وتخفيف أثر انخفاض الاستثمار، وفقا لتقرير موديز.

وفي مؤشرات أخرى للضغط، فإنّه على الرغم من الانتعاش المصغر الأخير، كانت بورصة الدوحة في منحنى هبوطي، حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها في 5 سنوات في سبتمبر/أيلول، تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.6٪ في الربع الثاني مقارنة مع 2.5٪ في الربع الأول، مما أدى إلى توقع أن يكون النمو الإجمالي 2٪ لهذا العام، وهو أدنى مستوى منذ الأزمة المالية لعام 2008، كما انخفضت أسعار العقارات بنسبة 4.7٪ خلال العام الماضي، وهو أكبر انخفاض في خمس سنوات، وتدفع المقاطعة الآن قطر إلى تحرير المزيد من قوانين الإقامة الدائمة، وإلغاء متطلبات التأشيرة ل 80 دولة، وتخفيض الإيجارات إلى النصف بالنسبة للعديد من الشركات.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة الفلاحة تجري قرار جديد يستهدف حماية القطيع الوطني
أحمد البواري يستمر بيقدم الدعم للفلاحين بخلفية أزمة الجفاف
الشمس تتعامد على معبد أبوسمبل ظاهرة تتكرر مرتين سنويًا
الإعصار "ميلتون" يبدأ باجتياح سواحل فلوريدا
صديقي يترأس حفل الانطلاقة الرسمية للسنة الدراسية 2024-2025 للتكوين…

اخر الاخبار

سفارة المغرب في واشنطن تُسلط الضوء على التاريخ الاستثنائي…
فرنسا توجه دعوة خاصة للملك محمد السادس وترامب لحضور…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من…
محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع…
درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها
حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة

الإعصار "ميلتون" يبدأ باجتياح سواحل فلوريدا
صديقي يترأس حفل الانطلاقة الرسمية للسنة الدراسية 2024-2025 للتكوين…
وزارة التجهيز والماء في المغرب تُعيد فتح 35 من…
المملكة المغربية تسعى لتعزيز قدرتها على توليد طاقة الرياح…
المغرب يحتفل باليوم العربي للأرصاد الجوية تحت شعار “الأثر…