لندن ـ كاتيا حداد
تعتبر الحياة الجنسية لدى العناكب، من بين أكثر ممارسات التزاوج الغريبة والشنيعة في المملكة الحيوانية، والجنس، بالنسبة للعناكب الذكور، يمكن أن يكون مسألة حياة أو موت، حيث أن بعض الإناث يُعرفون بأكل شركائهم في خضم العملية الجنسية، ولكن العلماء اكتشفوا أن العناكب الذكور قد طورت طرقهم البغيضة لتحسين فرصهم في البقاء على قيد الحياة.
فقد كشفت دراسة عن العناكب ذات الظهر الأحمر، أنّ الذكور في كثير من الأحيان تسعى وراء الإناث الشابات و غير الناضجات، لأنها قد لا تكون قد تعلمت بعد كيف تأكل شريكها.
والعناكب ذات الظهر الأحمر هي نوع من العنكبوت الأرملة السامة، ووجدت البحوث السابقة أن بعض الذكور في هذا النوع تتزاوج مع الإناث الأصغر سنا في محاولة لتجنب كونها أكلة لحوم شركائها - ولكن العلماء لا يزالون غير متأكدين من كيفية تأثير هذا التكتيك على الإناث، وفي الدراسة الجديدة، فحصوا السلوك لتحديد ما إذا كان شكل من أشكال الإكراه، الذي يعرف أنه مكلف للإناث، حيث أن الذكور سوف تستثمر القليل من الجهد في التودد وحتى إصابة شركائهم، ولكن، مما كان مفاجأة للباحثين، وجدوا أن السلوك قد يعمل لصالح كل من الذكور والإناث.
وقالت مديرة مختبر أندرادي، والمؤلفة الرئيسية للبحث، لوسيانا باروفالدي، "ليس هناك دليل على أن هذا السلوك مكلف للإناث من حيث البقاء والإنجاب. التزاوج في وقت مبكر قد يكون جيد للعناكب الإناث ذات الظهر الأحمر لأنه في الطبيعة هم يواجهون خطر عدم التزاوج على الإطلاق"، وكشف البحث أن الإناث اللواتي تزاوجن عندما لم ينضجن لم يشرن إلى زميل آخر في المستقبل. كما أنها سمحت لهم بتجنب أي تأخر في التزاوج، مما قد يؤثر على نسلهم المحتمل، بل ويؤدي إلى حياة أقصر، لأنهم ينتجون بيضا يزيد الطلب على مواردهم، والعناكب ذات الظهر الأحمر هي من بين أنواع العنكبوت التي من المعروف أن الإناث تلتهم شريكها في خضم العملية الجنسية.