أمستردام ـ عادل سلامة
أظهرت دراسة حديثة انخفاض أعداد الفراشات في هولندا بنسبة 84٪ على الأقل، على مدار الـ130 عاما الماضية، مما يؤكد الأزمة التي تؤثر على تجمعات الحشرات في أوروبا الغربية.
وحلّل الباحثون وفقا إلى صحيفة "الغارديان" البريطانية، بيانات 120 ألفا من الفراشات التي تم اصطيادها بواسطة جامعي الفراشات ما بين عامي 1890 و1980، بالإضافة إلى بيانات علمية حديثة، واكتشفوا تراجعا كبيرا في 71 نوعا من الفراشات الأصلية في البلاد، إذ انقرض 15 نوعا خلال القرن الماضي.
وقال كريس فان سواي، من شركة Dutch Butterfly Conservation، وواحد من الباحثين في الدراسة: "نحن متأكدون تماما من أن الانخفاض الحقيقي أكبر من ذلك بكثير".
ويتبع البحث تحذيرات من انخفاض أعداد الحشرات الكارثية بعد مراجعة عالمية حسبت أن إجمالي أعداد الحشرات كان ينخفض بنسبة 2.5% كل عام، ووجدت دراسة ألمانية أن متوسط وفرة الحشرات الطائرة انخفض بنسبة 76% على مدى 27 عاما، ومنذ أن بدأت المراقبة العلمية للفراشات البريطانية في عام 1976، كان هناك انخفاض بنسبة 77% في أعداد الفراشات الموجودة في الموائل، والتي توجد فقط في مناطق معينة، مثل الأراضي العشبية أو الغابات الخشبية، بينما انخفضت أعداد الأنواع الأكثر شيوعا الموجودة في الريف بنسبة 46٪.
ورغم عدم انقراض أي نوع من الأنواع البريطانية منذ عام 1979 فإن أخصائيي الحفاظ على البيئة قلقون بشأن الاختفاء المحتمل للأنواع التي وجدت بوفرة من قبل، بما في ذلك فراشة درع السلحفاة الصغير (بانخفاض 75%) وفراشة White-letter hairstreak بانخفاض 93% منذ السبعينات.
بدأت قياسات التراجع في الحياة البرية مع بداية عملية جمع البيانات العلمية في السبعينات، بينما قال فان سواي إن دراستهم أظهرت بعض النتائج الكثر خطورة، حيث يتم تحديد التراجعات فقط من نقطة انخفضت فيها الأنواع بالفعل، وتشير الدراسات التاريخية إلى انخفاض حاد في أعداد الفراشات قبل أن يبدأ القياس "العلمي"، على الرغم من أن فان سواي قال حتى تلك الدراسات القديمة لم تكشف تماما عن الانخفاضات السريعة لأن الأنواع الشائعة من الفراشات لم يتم البحث عنها من قبل الجامعين.
ووفقا لفان سواي فإن السبب الرئيسي للانخفاضات في هولندا كان الزراعة الصناعية الحديثة والتي تم تنفيذها عبر الأراضي المنخفضة في أوروبا الغربية، وأوضح: "قبل عام 1950 أو نحو ذلك، كانت الأراضي العشبية في هولندا تشبه إلى حد كبير ما تبقى لدينا الآن في بعض المحميات الطبيعية حيث كانت رطبة، وكان بها الكثير من الزهور، وكانت ترعى برفق وتزرع مرة واحدة فقط أو مرتين في السنة.. كانت هذه الزراعة منخفضة الكثافة للغاية".
وأضاف أنه بعد عقدين من الخمسينات أعيد بناء الريف تم تجفيف الأرض وزراعتها بنوع واحد من الحشائش، وتم وضع كميات كبيرة من الأسمدة، وكانت تزرع ست مرات في السنة وأصبح لا يوجد مكان للفراشات إلا على حواف الطرق والمحميات الطبيعية، وعلى مدار العامين المقبلين، يتعين على الاتحاد الأوروبي وضع سياسة زراعية مشتركة جديدة لتعزيز الحياة البرية.
قد يهمك أيضًا:
علماء يكتشفون أمرًا خطيرًا داخل دماء أسماك القرش
طبيب بيطري يُوضّح المشاكل التي تواجه الحيوانات خلال تغيير الفصول