لندن ـ كاتيا حداد
حينما تنظر إلى جسده الذي لا يبلغ طوله سوي بوصة واحدة، لن تلاحظ أن عنكبوت القفز يمثل تهديدًا، ولكن الباحثين اكتشفوا أن هذه المخلوقات الصغيرة يمكن أن تهاجم الضفادع والسحالي التي تصل أحيانًا إلى ثلاثة أضعاف حجمها، مما يسمح لهم بالتهام الفقاريات التي اكتشف العلماء أنها فريسة لهذه العناكب.
وتوثق دراسة جديدة ملاحظات عدة لهذا السلوك الغريب للمرة الأولى، ويشك الخبراء الآن أن تلك العناكب الصغيرة أصبحت لديها ميزة البقاء على قيد الحياة، وتم العثور على عنكبوت القفز في جميع أنحاء ولاية فلوريدا، وهي واحدة من أكبر العناكب في العالم، وفقا لـ"ناشونال جيوغرافيك"، وفي دراسة جديدة نشرت في مجلة "أراشنولوغي"، أجرى العلماء مسح على الإنترنت على افتراس الفقاريات من قبل هذه المخلوقات، في أعقاب الحكايات السابقة لهذا السلوك، وباستخدام بحث غوغل و غوغلزشولار وكتب غوغل وصور غوغل بالإضافة إلى قاعدة بيانات تومسون ريوترز و سكوبوس، اكتشف الباحثون ستة تقارير إضافية عن العناكب التي تلتهم الفقاريات الصغيرة.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة مارتن نيفيلر، عالم الأحياء المحافظة في جامعة بازل في سويسرا لـ"ناشونال جيوغرافيك"إنه "من المعروف أن العديد من الضفدع وأنواع السحالي تشكل وجبة غذائية للعناكب"، وكتب الباحثون "أن تلك العناكب تتمتع بقدرتها على التقاط الفريسة الفقاريات الصغيرة في بعض الأحيان بالإضافة إلى فرائس اللافقاريات المعتادة لها، ويعتبر هذا مثال نموذجي لسلوك التغذية العامة، فيما كشفت دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا الأسبوع "عندما يتعلق الأمر بالصيد، تلعب الشخصية أيضا دورا في سلوك العناكب، الذي يختلف من العدوانية إلى منصهر، ووجد الباحثون أن الأسلوب الأكثر عدوانية يقودهم إلى اتخاذ قرارات أسرع عند الذهاب بعد فريستها - ولكن، دون التضحية بالدقة.