واشنطن - يوسف مكي
حذّر العلماء من أن البكتيريا والفيروسات الخاملة منذ آلاف السنين معرضة لخطر الانتشار نتيجة الاحترار العالمي، فالتغير المناخي يذوب التربة الصقيعية التي تم تجميدها لقرون، في حين أن عمليات التعدين والحفر تخاطر بالقطع تحت التربة وكلاهما يمكن أن يكون له تأثير خطير على الفيروسات القديمة المحفوظة داخلها.
فالتربة المتجمدة هي مكان جيد للبكتيريا المحفوظة على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن، وبينما تذوب الدائرة القطبية الشمالية - بارتفاع نحو ثلاث مرات أسرع مما كان عليه في بقية العالم – يذوب الجليد الدائم وغيرها من العوامل المعدية التي قد تعمل على انتشار الفيروسات، وفقًا للعلماء.
وبدأ جان ميشيل كلافيري، عالم الأحياء التطوري في جامعة إيكس-مارسيل في فرنسا، بتحليل محتوى الحمض النووي للطبقات الدائمة التجمد منذ عام 2014، بحثًا عن الأثر الجيني للفيروسات والبكتيريا التي يمكن أن تصيب البشر، وقد وجد أدلة على وجود الكثير من البكتيريا وربما التي تشكل خطرًا على البشر.
وذكر السيد كلافيري أن الفيروسات المسببة للأمراض - التي يسبب بعضها أوبئة عالمية في الماضي - يمكن أن تنتشر من خلال عمليات الحفر البشري، في خطوة خطيرة يمكن أن "تنتج عنها كارثة", وأضاف "أن التجمد هو حارس جيد للميكروبات والفيروسات لأنها باردة ومظلمة".
وأضاف: "يمكن الحفاظ على الفيروسات المسببة للأمراض التي يمكن أن تصيب البشر أو الحيوانات في الطبقات الصخرية القديمة، بما في ذلك بعض التي تسبب أوبئة عالمية في الماضي, في هذه اللحظة، هذه المناطق مهجورة وتترك الطبقات المتجمدة العميقة وحدها, ومع ذلك يمكن أن تنكشف هذه الطبقات القديمة من خلال الحفر لغرض التعدين, وإذا كانت هناك فيروسات قادرة على البقاء هناك، فإن هذا يمكن أن يسبب كارثة ".
وكشف عالم الأحياء أن الفكرة القائلة بأن الفيروسات يمكن استئصالها تمامًا هي إعطاء سكان العالم إحساسًا زائفًا بالأمن، لأنه على الرغم من أن الكثير من الفيروسات ستتوقف عن العدوى عندما تتعرض للضوء، فإن بعض الفيروسات "العملاقة" يمكن أن تسبب خطرًا كبيرًا.