لندن - كاتيا حداد
دعت فنلندا، الرئيس الجديد لمجلس القطب الشمالي، العلماء في مجال تغير المناخ إلى مكافحة تهديد الولايات المتحدة الأميركية وروسيا بتمزيق التزاماتهما بمكافحة الاحترار العالمي. وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، تتولى الدولة النوردية رئاسة المجلس لمدة سنتين، وهو منتدى يزداد فيه النقاش بشأن تغير المناخ، في اجتماع وزاري يوم الخميس في فيربانكس باسكا حيث يمثل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إدارة ترامب.
ومن المقرر أن يحدد الاجتماع أهدافا للحد من الكربون الأسود في القطب الشمالي، وهو ملوث يحاصر حرارة الغلاف الجوي، ولكنه يأتي وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة الأميركية مستعدة لخفض التزاماتها التي أقرتها في مؤتمر باريس فيما يتعلق بتغير المناخ لعام 2015 .ودعا هاري ماكي - راينيكا، السفير الفنلندي للسياسات الشمالية، إلى احترام معاهدة باريس.
وقال "إننا نأمل في عدم صفقات على حساب أشخاص آخرين، هذه قضايا عالمية للغاية والظروف القطبية آخذة في التغير. وإذا كانت درجات الحرارة أعلى بمقدار درجتين على مستوى العالم يمكن أن تكون عالية بمقدار أربع درجات، أو حتى ست درجات في القطب الشمالي ". وأضاف "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الجليد والثلوج يتعرضان للذوبان على نحو أكبر مما كنا نتوقعه، وهذا من شأنه أن يغير تكوين المياه وحتى أن مستوى البحر قد يرتفع. وإذا كان لدينا بلدين، روسيا والولايات المتحدة الأميركية، لا يتفقان في وجهة النظر القائلة بأن تغير المناخ يحدث على نحو طبيعي أو بصنع الإنسان أو ماهية تدخل الإنسان فيه، فمن الصعب جدا المضي قدوما نحو حل المشكلة.
وأشار ماكي-راينيكا إلى "قبل شهر أكد بوتين أن تغير المناخ ليس من صنع الإنسان ولكن هناك تقارير أخيرة تفيد بوجود فقاعات غاز الميثان تتشكل في سيبيريا، من المحتمل أن تضع المزيد من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يعني أننا في حلقة مفرغة من تغير المناخ والاحترار العالمي ، وسنحتاج إلى تفعيل المزيد من اتفاقات باريس بشأن تغير المناخ ".
وقد حدد العلماء الروس 7000 تلة مغطاة بالأوساخ في سيبيريا، والتي اتخذت شكلًا غامضًا في المناظر الطبيعية، البعض يمتلئ ببطء بثاني أكسيد الكربون المضغوط والميثان، والبعض منهم على وشك الانفجار. ويبذل بعض خبراء المناخ البريطانيين جهودا لإقناع كبار العلماء الروس بالتفكير مرة أخرى فيما يتعلق بتغير المناخ، ولا يزال النقاش مستمرا داخل الإدارة الأميركية بشأن ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيلتزم بالتزام حملته بالتخلي عن معاهدة باريس.
كما مارس عضو آخر في مجلس القطب الشمالي النرويجي ضغطا على الرئيس ترامب مع وزير البيئة فيدار هيلجيسن والذي قال في هذا الأسبوع إن المخططين العسكريين ينظرون الآن إلى تغير المناخ على أنه تحد أمني دولي خطير. وهناك ثماني دول أعضاء في المجلس مع وجود نحو 400 مليار دولار (310 مليار جنيه استرليني) يتم استثمارها في المنطقة، ومعظم هذا المبلغ من تمويل روسيا.