ميكسيكو - المغرب اليوم
قال العلماء إن "طائر الطنان" الذي يشتهر بانه أصغر الطيور حجما على الإطلاق، بل إنه أصغر الحيوانات ذات الدم الحار على وجه الأرض، ذو تاريخ معقد في عالم النشء والارتقاء.
ومن بين الصفات الفريدة التي يتميز بها "طائر الطنان" أيضا أنه صاحب أسرع
دقات قلب وأسرع عمليات تمثيل غذائي بين الفقاريات، كما أنه الطائر الوحيد الذي يمكنه الطيران إلى الخلف.
ونجح الباحثون في رسم شجرة العائلة لهذا الطائر الذي يتغذى أساساً على رحيق الأزهار، وذلك بالاستعانة بمعلومات وراثية مستقاة من معظم أنواع هذا الطائر، وعددها إجمالا في العالم 338 نوعا، ومن أقرب الأقارب للطائر.
وأضاف العلماء الخميس الماضي (304-2014)، أنه بالإمكان تقسيم أنواع الطائر إلى تسع مجموعات تختلف حسب الحجم وأماكن المعيشة وطرق التغذية وشكل الجسم.
وعاش الجد المشترك لهذه الأنواع الموجودة الآن قبل 22 مليون عام في أميركا اللاتينية، فيما كان أسلاف "طائر الطنان" يعيشون في أوروبا أيضا. ولا توجد أنواع الطائر في وقتنا هذا إلا في الأميركتين.
قدرات فذة
وقال خبير علم الطيور في جامعة نيو مكسيكو كريستوفر ويت، وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية "كارانت بيولوجي" إن طائر الطنان ينعم بقدرات فذّة لا ينازعه فيها أي كائن.
وقال ويت "بوسعه أن يحلّق بجناحيه وهو في وضع السكون، كما يمكنه الحركة في أي اتجاه بدقة متناهية حتى في حالة هبوب الرياح الشديدة. ولديه أيضا أعلى معدل لاستهلاك الطاقة بالنسبة للغرام الواحد من وزنه إذا ما قورن بأي حيوان."
ومضى يقول "يتميز بألوانه الزاهية البراقة التي تخطف الأبصار خصوصا عند النظر اليها في إضاءة جيدة. إن هذه الخصائص مجتمعة من السرعة والرشاقة والإبداع ليس لها أي نظير في الطبيعة."
وتتفاوت الألوان الخلابة لطائر الطنان، إذ تبدو الذكور غنية بالألوان النابضة بالحيوية أكثر من الإناث. ويقول جيمي مكغواير عالم الأحياء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي الذي أشرف على الدراسة، إن غالبا ما تتميز الذكور باللون الاخضر للريش على الجسم في حين تختلف ألوان الرأس "على نحو يضم الألوان التي يمكن تخيلها من الذهبي إلى الأحمر والأزرق والأرجواني والأحمر الضارب للزرقة إلى جانب ألوان الطيف".
يتغذى على الرحيق... والحشرات
وقال ويت إن اسم الطائر اشتق من صوت الطنين الذي يحدثه جراء رفرفة الأجنحة بسرعة. وتبلغ أكبر سرعة لرفرفة الاجنحة للطائر 15 مرة تقريبا في الثانية الواحدة.
ويتغذى طائر الطنان على رحيق الأزهار أساسا وله منقار طويل مدبب ولسان مستدق لجمع عصارة الزهور. ونظرا لخلو الرحيق من البروتين تقريبا فبوسع الطائر أن يتغذى على الحشرات أيضا.
وقال مكغواير "يتعين على الطائر ان يتغذى باستمرار حتى يتسنى له توفير احتياجاته من الطاقة اللازمة له.
وفي حين تعيش طيور الطنان الآن في العالم الجديد أي أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية ومنطقة الكاريبي، إلا أن أقدم حفريات لها عثر عليها في أوروبا. وقال الباحثون إن هذا يوضح ان الطائر كان يزدهر بأعداد كبيرة في العالم القديم ومن ثم إندثر لاسباب غير معلومة.
الطنان النحلة
وأعلن عام 2004 عن اكتشاف حفريات في ألمانيا لأقدم أنواع من طائر الطنان ترجع إلى 30 مليون عام.
وقال ويت "السجل الحفري لطيور الطنان وطيور صغيرة مثله نادر للغاية على نحو يجعلنا لا نعرف متى انقرض الطائر في أوروبا. ربما منذ 30 مليون عام او قد يكون منذ بضعة آلاف عام."
ويقول الباحثون إن سجل النشء والارتقاء لطائر الطنان تشتت بين أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية. وأضافوا ان هذه الطيور قد تكون وجدت طريقها إلى أميركا الجنوبية بعد عبورها جسرا بريا كان يربط بين سيبيريا وآلاسكا، ثم توسعت انواع الطائر إلى مواقع بيئية ونشأت أنواع أخرى في اميركا الشمالية والكاريبي.
وأصغر أنواع طائر الطنان اليوم بل وأصغر طائر في الوجود هو طائر الطنان النحلة الموجود في كوبا وطوله قرابة خمسة سنتيمترات ويزن 1.9 غرام فيما يعيش أكبرها في أميركا الجنوبية وطوله 20 سنتيمترا ويزن نحو 20 غراما.