واشنطن ـ رولا عيسى
تعد غابات الأمازون الاستوائية ذات تأثير غير عادي على كوكب الأرض، حيث تنتج ما يقرب من نصف الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي، وبنى العلماء الآن صاريًا طويلًا يعد أطول من برج إيفل في عمق الغابة وسط النمور والثعابين والأشجار العملاقة، من أجل مراقبة التغييرات الكيميائية في الهواء والتي يمكنها إلقاء الضوء على تغيير المناخ العالمي.
ويعتبر برج "أمازون" الشاهق أعلى بناية في أميركا الجنوبية يصل طوله 1,066 قدم أي 325مترًا، أعلى من برج إيفل بمقدار ثلاثة أقدام، حيث سيسمح هذا الارتفاع للباحثين بتحقيق منظور جديد أكثر تأثيرًا.
وصرَّح الباحث في المعهد الوطني لبحوث الأمازون "Inpa" أنطونيو مانزي، قائلًا: "هنا في البرازيل كان لدينا اهتمام تم توثيقه جيدًا في امتلاك برج شاهق من أجل دراسة أفضل لآليات سطح الغلاف الجوي، حيث أن أسئلة علمية مختلفة جعلت من الضرورة بناء هذا البرج".
وأكد مانزي أنَّ هناك أربعة اتجاهات للبحث بالنسبة إى لفريق العلماء تتضمن التغييرات الكيميائية في الغلاف الجوي، وتكون السحب وتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على عملية التمثيل الضوئي.
وبمراقبة مثل هذه التغييرات فإنَّ الباحثين في المعهد الوطني لبحوث الأمازون ومعهد "ماكس بلانك" في ألمانيا يأملون في أن يروا كيف يساهم تغير المناخ في إحداث موجات مثل الفيضانات والجفاف.
وأوضح ستيفان وولف من معهد "ماكس بلانك" أنَّ ولاية الأمازون شهدت في العقود الماضية موجتين من الفيضانات الشديدة وموجتين من الجفاف، مضيفًا: "يوجد حاليًا 39 مقاطعة داخل ولاية الأمازون في حالة طوارئ بسبب الفيضانات السنوية التي تأتي بسبب ارتفاع مستويات مياه النهر الأمر الذي يؤثر على ما يقرب من 320 ألف شخص".
وتابع: "في الوقت نفسه فإن مدينة ساوباولو تعاني من موجة جفاف تاريخية يرجح بأن يكون سببها أعمال قطع أشجار الغابة الاستوائية"، موضحًا: "عندما ترتفع درجات الحرارة يكون هناك المزيد من الطاقة في الغلاف الجوي ومن ثم لابد من وجود أمطار غزيرة وبالتالي فهناك احتمال كبير بأنَّ بعض الأمطار ستأتي أكثر غزارة".
يُذكر أنَّ المرحلة الأولى من المشروع التي تم إطلاقها عام 2009 جاءت بتكلفة تقدر بنحو 9 ملايين دولار، كانت من أجل إنشاء برجين بارتفاع 260 قدمًا وقد اختير هذا الموقع من قبل العلماء نظرًا إلى الغابة البكر والاحتياج للتنمية إلا أنَّ كون موقع إقامة البرج بعيدًا من شأنه أن يجلب مخاطر غير عادية للعلماء وغيرهم من الذين يذهبون إلى هناك، حيث الحيوانات والثعابين والنمور الموجودة في المكان.
ويعد برج أمازون تكملة لبرج زوتو في سيبريا والذي تم بناؤه عام 2006 في شراكة مع معهد "ماكس بلانك" وسيتم مشاركة البيانات من البرج بين العلماء من البلدين يوميًا.