الداخلة _ جميلة عمر
أسفرت التساقطات المطرية لهذه السنة ، عن موسم زراعي جيد، وهذا أثر إيجابًا على المراعي، التي لم تعد تشكو من شح الموفورات الكلأية العشبية، كما كان الحال في سنوات الجفاف، مما انعكس على حجم العرض الذي فاق الطلب، وجعل ثمن الأضحية يتراوح، حسب الجهات المختصة، بين 39 و 45 درهم للكيلوغرام الواحد،( 8 آلاف و600 رأس من الماعز، مقابل 510 ألف رأس غنم (15 في المائة منها إناث) و 3 آلاف رأس من الماعز في السنة الفارطة)
وفي مقابلة مع "المغرب اليوم" كشف المدير الإقليمي للزراعة بالنيابة في سطات أعتاني يونس، أن أسواق إقليم سطات تحتضن بهذه المناسبة الغالية عند المسلمين في بقاع المعمور، 260 ألف رأس غنم وثلاثة ألف رأس من الماعز، مقابل 61 ألف رأس غنم في إقليم بن سليمان و105 آلاف رأس غنم في دكالة و 65 ألف في الجديدة و25 ألف في الدار البيضاء.
وردًا على سؤال حول الأسعار ؟ أجاب أعتابي، أن الأسعار تظل مستقرة مقارنة مع أسعار العام الماضي، وقد تبقى كذلك، كما قد تعرف انخفاضا طفيفا مقارنة بالعيد السابق. وبرر أعتاني تأرجحها بأسباب مختلفة، فهي ترتبط، فضلا عن عوامل الجودة والصنف وسن الأضحية وموطن هذه الأخيرة ومكان بيعها والفترة الفاصلة عن العيد، بالظروف المناخية التي شهدها الموسم الزراعي ومدى تحفيزها لتنمية المراعي والأراضي الزراعي المستريحة، كما ترتبط بالعرض الوفير مقارنة بالعام الماضي، وعلاقته بمعدل الولادات (90 في المائة في هذا الموسم) من جهة، وبعدد رؤوس الأغنام التي لم يتم بيعها في العام الماضي من جهة أخرى، أضف إلى ذلك وفرة وتنوع المصادر الغذائية للقطيع وانخفاض أسعار الكلأ وعدم إصابة الماشية بأي مرض.
وعن سؤال حول استعدادات المديرية الإقليمية لعيد الأضحى.؟ أوضح أعتاني، أنها تتجلى في اعتماد حزمة من التدابير الرامية إلى حماية وتحسين وتربية الماشية على صعيد إقليم سطات وتشجيع وتطوير مستوى الجمعيات الوطنية لتربية الأغنام والماعز، وذلك في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر الهادف إلى تحسين النسل والرفع من الإنتاج.
وعن سؤال حول الإنجازات لهذا الموضوع ؟ أجاب اعتابي ـ أنه تم إنجاز مشروعين بدائرة البروج، باستثمار قدر مبلغه ب 27 مليون درهم، أعدا لفائدة ألف مرب لسلالة " الصردي " بغرض تحسين المراعي بالنباتات الكلئية وبناء وحدات للتثمين والتخزين، كما تم الإشراف على تنظيم النسخة الأولى للمعرض الوطني المهني لسلالة " الصردي " بسطات سعيا لتشجيع الكسابة الأكفاء وحثهم على بذل المزيد من الجهود للحفاظ على هذا الموروث الجيني المتفرد.
وإذا كانت كل جهة من جهات المملكة تزخر بسلالة معينة وفق الطبيعة الجغرافية للمنطقة وتضاريسها (سلالة " تمحضيت " بجهة فاس بولمان و "بني كيل " بالجهة الشرقية و "أبي الجعد " أو السلالة " الصفراء " بإقليم خريبكة و "الدمان " بجهة درعة تافيلالت، فإن ساكنة أكبر جهة في المغرب (البيضاء-سطات) تتباهى بجودة سلالة " الصردي "، التي يوجد مهدها بدائرة البروج (الجهة الجنوبية لإقليم سطات).
و أضاف العتابي لـ"المغرب اليوم" ، أن سلالة الصردي ، يمثل نسبة 13 في المائة من مجموع رؤوس الأغنام في المغرب، و45 بالمائة من رقم المعاملات التجارية المسجلة بمناسبة العيد (حوالي 5 ملايير درهم تروج بالمناطق المشهورة بتربية هذه السلالة). وهذا النوع الشهير من السلالات المغربية، عبارة عن خروف أبيض اللون، «" يمشي على سواد وينظر بسواد ويأكل بسواد "، فهو يتميز عن غيره من الأغنام ببقع سوداء تحيط بعينيه وأطرافه وأذنيه، وبطول قامته ورقة ذيله، وبجودة لحمه العالية ووزنه المتراوح ما بين 70 و120 كيلوغرامًا.