القاهرة - المغرب اليوم
كشف الدكتور شريف الخريبي، الخبير الاقتصادى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، ما تتمتع به القارة الإفريقية من موارد طبيعية وتعدينية هائلة تؤهلها للتحول إلى الصدارة لتكون القارة الأولى على مستوى التنمية والاستثمار بين قارات العالم الخمس لمدة 3 قرون مقبلة، وتجعلها مؤهلة لأن تكون سلة غذاء للعالم، لا سيما فى ظل أزمة الإنتاج الزراعى والحيوانى التى تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
أقرأ أيضا :أوروبا تعاني من حالة ركود اقتصادي واثنان من أكبر اقتصاداتها يتراجعان
وأوضح الخريبي في تصريحات لمصادر إعلامية، أن القارة السمراء تمثل مستقبلاً للاقتصاد والتنمية على 3 مستويات، وأن القاهرة قادرة على نقل خبراتها لأشقائها الأفارقة والمساعدة فى قيادة الاتحاد الأفريقى على الطريق الصحيح.
وشدد على أن "أفريقيا تم استعمارها لما يقرب من200 سنة، إلا أنه لم يتم استنزاف مواردها الطبيعية الكبيرة، التى تمثل مستقبلاً للاقتصاد والتنمية على ثلاثة مستويات رئيسة توفر معاً فرصاً واسعة للتنمية الشاملة والاستثمار والنمو وفرص العمل، أول هذه المستويات هو قطاع البنية التحتية، فأفريقيا تفتقر إلى حد كبير للبنية الأساسية من طرق وموانئ ومطارات وكهرباء ومدن جديدة وصرف صحى، ومصر وجنوب أفريقيا بالتحديد أكثر دولتين داخل القارة تتمتعان ببنية تحتية جيدة، خاصة بعد ما حققته مصر فى السنوات الأربع الأخيرة من طفرة غير مسبوقة، حتى أصبحت البنية الأساسية فى مصر بجميع المعايير الدولية توازى أى بنية أساسية موجودة فى العالم المتقدم، الأمر الذى مكنها أن تصبح صاحبة الاقتصاد الأقوى فى القارة".
وحول ما حققته مصر من طفرة على مستوى البنية الأساسية، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن القاهرة تستطيع أن تفيد أشقاءها الأفارقة من خلال بناء بنية أساسية تربط مدن وعواصم أفريقيا وتساعد على التجارة والصناعة والاستثمار وتوفير حياة معيشية أفضل، وتابع: "هذا بدأ على أرض الواقع فعلاً، وهناك مثال واضح هو طريق الحلم الذى كان مؤجلاً لسنوات طويلة حتى أصبح الآن حقيقة، وهو طريق «القاهرة - كيب تاون»، الذى يعد أطول طريق برى يربط بين شمال أفريقيا وجنوبها، بطول 9700 كيلومتر، لتعزيز التبادل التجارى بين مصر والسودان وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوى والجابون وجنوب أفريقيا، هذا الطريق كان حلماً لكل الأفارقة، وبمشاركة وتدعيم مصر تحول لحقيقة وفوائده كبيرة جداً، وهناك خطط لإنشاء مجموعة من الطرق الاقتصادية الطولية والعرضية الأخرى التى تربط الدول الأفريقية بعضها ببعض، وتمثل استثماراً كبيراً، وتساعد على النمو أيضاً".
وكشف أن هناك خطة لإنشاء طريق دول شمال أفريقيا، الذى يربط مصر وليبيا عبر الواحات وليس الشريط الساحلى فقط، ويمر إلى تونس ثم الجزائر والمغرب، وطريق "مصر والسودان" الذى يصل إلى تشاد والنيجر، وطريق كينيا الذى يربطها مع كونغو الديمقراطية ويمر بعدد من الدول، هذه البنية الأساسية الضخمة تتمثل فى جانب واحد هو الطرق، ولم نتحدث عن جوانب أخرى مثل المطارات والموانئ وشبكات الكهرباء، حيث لا يتوافر منها فى أفريقيا إلا نحو 5% فقط، وبالتالى هناك 95% من الاستثمار فى البنية الأساسية الأفريقية يمكن أن يكون لمصر دور أساسى فيها.
وألمح عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن القارة لا تتوافر فيها 95% من البنية الأساسية اللازمة لزيادة الاستثمارات، ويصل حجم الاستثمارات فيها على المستوى القصير والمتوسط من 200 إلى 350 مليار دولار، وهذا عمل كبير أمام شركات المقاولات الأفريقية وتحديداً المصرية، وأغلب الدول الغربية تنظر إلى هذه «التورتة» وتريد أن تلتهمها لتضخ إلى خزينتها أموالاً كثيرة، لكن مصر تستطيع أن تملأ هذا الفراغ، وما قدمته فى مشروع طريق القاهرة - كيب تاون، وحالياً فى تنفيذها لسد تنزانيا أكبر دليل على ذلك، فنحن نملك خبرات على أعلى مستوى، وهناك مؤسسات تمويل أفريقية على أعلى مستوى، وأيضاً بنوك محلية ووطنية فى بعض الدول مثل البنك الأهلى وبنك مصر فى القاهرة، وهذه البنوك تستطيع أن تكون شريكاً فى هذه المشروعات أيضاً.
وأوضح أن التجارة البينية لدول القارة السمراء تساهم أيضًا في زيادة الاستثمارات، بمعنى أن ما تنتجه دولة أفريقية لا يستورد من خارج أفريقيا، وهذ الأمر سيعطى دفعة قوية للاقتصاد الأفريقى، ومصر كانت لها مبادرة هامة سنة 2000 عند انضمامها للكوميسا، ففى ذلك الوقت كنا نستورد الشاى والبن بنسبة 100% من الخارج سواء من الهند أو البرازيل أو سيلان أو إندونيسيا، لكن الآن يتم الاستيراد بنسبة 100% من أشقاء أفارقة وتحديداً كينيا وأيضاً تنزانيا وبروندى وأوغندا، والرئيس السيسى وجه أيضاً بأن اللحوم الحمراء لا يتم استيرادها إلا من السودان، وهناك خطة نشارك فيها بولاية النيل الأبيض بالسودان، ونجهز لإنشاء 50 مجزراً على الأراضى السودانية بالتعاون مع حكومة السودان خلال الـ10 سنوات المقبلة، فالسودان يملك لحوماً حمراء قد تكون الأفضل عالمياً، لكن المشكلة أنه لم تكن هناك المجازر الكافية لتلبية احتياجات السوق المصرية.
وحول مشروع الـ50 مجزراً فى السودان، قال الخبير الاقتصادي،إنه يوفر احتياجات السوق المصرية من اللحوم "نحن نستورد نحو مليون طن لحوم حمراء سنوياً، والخطة حالياً تتضمن مشاركة القطاع الخاص المصرى ومؤسستى تمويل أفريقيتين والحكومة السودانية لتوفير التيسيرات وليست كشريكة فى هذا المشروع الذى سيوفر بالفعل احتياجات السوق المصرية بالكامل من اللحوم. والحديث هنا عن التجارة البينية مرتبط بحديثنا السابق عن البنية الأساسية الأفريقية، لأنه بدون بنية أساسية لن تستطيع أن تصل بالتجارة البينية للمعدلات التى ترضيك، فعلى سبيل المثال اللحوم السودانية كانت تصل للقاهرة خلال زمن كبير يصل لـ14 يوماً، اليوم تصل خلال 4 أيام فقط من خلال طريق الحلم الجديد أو الطريق البرى من الخرطوم للقاهرة".
ونوه إلى أن أفريقيا لازالت سلة غذاء للعالم، فمنذ 2017 ونتيجة لأزمة المناخ العالمى، أصبح متوقعاً أن تكون هناك مشكلة غذاء وماء كبيرة تضرب العالم خلال الـ50 سنة المقبلة، فأمريكا فقدت أجزاء كبيرة من أراضيها المخصصة لزراعة القمح التى أخذت فى التصحر، وشمال أوروبا أصبح لم يعد صالحاً للزراعة نتيجة ذوبان الثلج فى القطب الشمالى، وكانوا يتوقعون أن يتجه للبحر الأبيض المتوسط وبالتالى خرجت تحذيرات غرق الدلتا فى مصر، لكن للأسف الشديد لأوروبا ولحسن الحظ لنا أن الجليد الذى ذاب معظمه تحول لمياه جوفية فى واحدة من أكثر المناطق فى الشمال الأوروبى التى تمثل سلة غذاء لأوروبا كلها وكانت تتمتع بإنتاج غذائى وحيوانى كبير، وبالتالى أصبحت غير صالحة للزراعة حالياً، وسيتأثر الإنتاج الحيوانى بشكل كبير، أين الحل إذاً؟.. أفريقيا هى الحل والمستقبل فى الإنتاج الحيوانى والزراعى، وأوروبا تدرك ذلك حالياً.
شدد الخريبي على أن أفريقيا تملك مواردًا ضخمة أهمها البترول، لكن أهمية البترول مستقبلاً ستتراجع مع زيادة استخدام الغاز الطبيعى والتوسع فى استخدامات الطاقة الشمسية والكهربائية التى وصلت للسيارات أيضاً، والأهم من البترول فى أفريقيا هو المعادن، فالقارة تملك أكبر احتياطى من الذهب فى العالم، وأكبر احتياطى من النحاس فى العالم، وأكبر احتياطى من الحديد فى العالم، وهذه الثروة التعدينية لها قيمة مضافة كبيرة جداً لأنها تستخدم كمواد خام كما تدخل فى العديد من الصناعات والتقنيات المختلفة، وهذه الثروة التعدينية الضخمة التى تتمتع بها القارة هى مجال ثالث للاستثمار إلى جانب مجالى البنية الأساسية والإنتاج الحيوانى والغذائى، ومن خلال هذه المجالات الثلاثة أعتقد أن أفريقيا ستكون القارة الأولى فى التنمية والاستثمار لمدة 3 قرون مقبلة.
ودعا الرئيس السيسي لاطلاق مشروع للتنمية البشرية فى أفريقيا، يعتبره "سيُحدث طفرة في القارة"، يتضمن تبنى خطة للتعليم فى القارة الأفريقية فى 2019، تبدأ الخطة من 2019 وتستمر على مدار 15 أو 20 سنة بهدف بناء أنظمة تعليمية فى جميع الدول الأفريقية متكاملة، معلقًا "كان لى شرف العمل فى 24 دولة أفريقية مختلفة، ورأيت مختلف أنماط القارة الأفريقية سواء فى الغرب الأفريقى الذى خضع لاستعمار فرنسى أو الشرق الأفريقى الذى خضع لاستعمار إنجليزى أو الجنوب الأفريقى أيضاً الذى عانى من التفرقة العنصرية والاستيطان من بعض الجنسيات الأوروبية، ووجدت فى كل هذه الدول أشخاصاً أفارقة تجاوزوا تماماً صفحة الماضى، وقادرين على قيادة شعوبهم للأمام، لكن يظل التعليم تحدياً كبيراً، وأتمنى أن يكون لمصر دور ومبادرة فى هذا الاتجاه خاصة تزامناً مع رئاستها للاتحاد الأفريقى، وجنباً إلى جنب مع وضع نظام تعليمى حديث ومتكامل، يتم إطلاق برامج تأهيلية لخريجى الجامعات ومبادرات لتدريب الموظفين وإعداد الكوادر البشرية الإدارية، هذا دور مهم جداً".
وعن تحديات الإرهاب والنزاعات المسلحة والسياسية، رأى شريف الخريبي، أن مصر واجهت تحديات مشابهة، واستطاعت أن تتغلب عليها، واجهت تحدى الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو وتمكنت من القضاء عليه، وواجهت تحدى الفوضى السياسية بعد ثورة 25 يناير واستطاعت أن تستعيد استقرارها وثباتها، بل أكثر من ذلك أعادت مصر علاقاتها الدولية والإقليمية، حيث نتذكر أنه فى 2014 كانت العضوية المصرية فى الاتحاد الأفريقى مجمدة، وعلاقاتنا بأمريكا تمر بشك وريبة، وعلاقاتنا بالاتحاد الأوروبى ليست بالجيدة، الآن تغير المشهد تماماً وأصبح الجميع يقترب من مصر إيماناً بدورها.
وطالب الخبير الاقتصادي بتبني مصر لرؤية إعلامية وثقافية، فالولايات المتحدة لا تسيطر على العالم اليوم بالسلاح أو الاقتصاد فقط، لكن بالسينما أيضاً، قائلاً: "نريد أذرعنا الإعلامية والثقافية والفنية تتغلغل داخل أفريقيا، ليس بهدف السيطرة، ولكن بهدف البناء والشراكة والمساعدة، ومصر لم ولن تكون دولة سيئة النوايا أو الأدوار أبداً، نحن نقوم بدور شريف فى زمن عز فيه الشرف كما قال الرئيس السيسى من قبل، لماذا لا تتم دبلجة بعض الأعمال الدرامية المصرية بلغات أفريقية؟ لماذا لا يكون لدينا فى مصر قناة مصرية أفريقية تنقل وتهتم بالشأن الأفريقى كله؟".
وأوضح أن الاقتصاد ليس عملية تتم فى الفراغ، لكنه مرتبط بالسياسة، والسياسة مرتبطة بالإعلام لأنه أداة تأثير، ومرتبطة أيضاً بالثقافة والفن، الاقتصاد يحتاج إلى بنية أساسية على الأرض، لكنه يحتاج أيضاً إلى بنية ثقافية فى العقول والعلاقات بين الدول، كلما زاد الدور المصرى داخل القارة تعززت فرص الاستثمار المصرى مع أشقائها الأفارقة، وهذه العلاقات السياسية والاقتصادية هى علاقات تبادلية تستفيد منها وتفيد أيضاً.
فند الخبير الاقتصادي النماذج الناجحة أفريقيًا، وتصدرتها رواندا التي تعتبر من أهم دول العالم بالنسبة لتطبيق الحكومة الإلكترونية والتنمية الشاملة، وهى بمثابة عاصمة تكنولوجية لأفريقيا، ولديها تجربة رائعة فى هذا المجال نستطيع أن نستفيد منها، متابعًا "زرت كيجالى فى رواندا فى 2010 ثم زرتها فى 2018، وخلال هذه السنوات الثمانى حدثت معجزة فى جميع المجالات، وأيضاً تنزانيا استطاعت أن تحقق معدل نمو نحو 8% وحققت تقدماً كبيراً على مستوى البنية التحتية من خلال نظام «BOT»، حيث تم الاعتماد على القطاع الخاص فى إنشاء مشروعات قومية وخدمية ضخمة مع حق للانتفاع لمدة تتراوح من 20 إلى 30 سنة، لعدم إرهاق خزانة الحكومة، وطبعاً هناك جنوب أفريقيا التى تعتبر من أفضل الاقتصاديات فى أفريقيا، وكذلك نيجيريا".
وفى قمة الاتحاد الأفريقى برواندا تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة، وكانت مصر من الدول التى سارعت بل حفزت على توقيع الاتفاقية، وحول أهمية هذه القمة قال الخريبي أنه "توجد فى أفريقيا عدة تجمعات اقتصادية متنوعة، مثل تجمع الكوميسا COMESA التى تضم 17 دولة من بينها مصر، ومجموعة الجنوب الأفريقى السادك SADC ومجموعة الشرق الأفريقى EAC واتفاقية أغادير وتجمع دول غرب أفريقيا (إكواس)، كل هذه التجمعات الاقتصادية التى تضم دول أفريقيا تعمل معاً فى تجمع اقتصادى واحد، هذا هو الهدف من اتفاقية التجارة الحرة، لكن قبل تعليق الآمال على اتفاقية التجارة الحرة، علينا أن نسأل: هل التجمعات الاقتصادية الأفريقية آتت ثمارها من الأساس؟.. الحقيقة أنها لم تؤت ثمارها، لأن أى اتفاقية اقتصادية بين عدة دول يجب أن تشمل ميثاقاً ملزماً للاتفاقية، هذا غير متوافر لدينا، وإلغاء الحواجز الجمركية لا بد أن يتوازى معها إلغاء لكافة حواجز التنقل مثل التأشيرات ووجود البنية الأساسية للحركة من مطارات وطرق وموانئ، هذا ما زال غائباً وبالتالى لم تنجح التجمعات الاقتصادية الأفريقية بالصورة التى يجب أن تكون".
ولفت إلى أن حجم التجارة الخارجية لدول تجمع الكوميسا تخطى النصف تريليون دولار، بينما حجم التجارة البينية بين هذه الدول لم يصل لـ10 مليارات دولار، معلقًا "وهذه الفجوة الكبيرة تعكس الأزمة التى أتحدث عنها، فمن غير المعقول أن تصبح مصر منتجة لأفضل أنواع السيراميك فى العالم، وتذهب بعض دول الكوميسا لتستورد السيراميك من الصين أو إسبانيا، خاصة أن التكلفة للمنتج المصرى أقل، لكن عدم وجود التيسيرات اللوجيستية الخاصة بانتقال الأفراد والبضائع والأموال داخل التجمع الاقتصادى الواحد يعطل الأمور، فضلاً عن عدم وجود ميثاق شرف ملزم للدول".
مع تحسين البنية الأساسية داخل أفريقيا، قال الخريبي إن دور اتفاقية التجارة الحرة فى دفع اقتصاديات أفريقيا للأمام عظيم، حيث يتم توحيد أفريقيا اقتصادياً، وهذا الأمر يفتح آفاقاً واسعة للاستثمار والتجارة وأسواق العمل، ومن الممكن أن تنقل أفريقيا اقتصادياً نقلة كبيرة جداً، وهى تعبر عن مشروع الآباء الأفارقة مثل الزعيم المصرى عبدالناصر، والزعيم الغانى كوامى نيكروما، والرئيس السنغالى الأسبق سنجور، والزعيم التنزانى جوليوس نيريرى، وبالطبع مصر ستكون المستفيد الأكبر، لكن كما ذكرت لا بد من بنية أساسية تضمن تفعيل الاتفاقية وتحقيق ثمارها وميثاق ملزم للدول الموقعة، وهناك مثالان بارزان لنجاح هذه الوحدة الاقتصادية، هما: الاتحاد الأوروبى، ومجلس التعاون الخليجى، وأفريقيا قادرة على أن تحرز نجاحات أكبر من غيرها إذا توافرت التيسيرات اللوجيستية وميثاق الشرف الملزم للجميع.
ولزيادة النشاط الأفريقي، اقترح الخريبي إنشاء كيان، سواء فى شكل لجنة أو مجلس أو أياً كان الشكل المنظم، يضم رجال الأعمال الأفارقة، ويكون جزءاً من الاتحاد الأفريقى، ويساعد هذا الكيان على تدعيم التنسيق بين الحكومات والقطاع الخاص، مع وضع تعريف دقيق ومحدد لرجل الأعمال، ومنحه جواز سفر من الاتحاد الأفريقى.
واعتبر أن مصر يمكنها دخول شراكات مع دول افريقية في مشروعات الغذاء والثروة الحيوانية، خاصة فى ظل مشكلة تتعلق بالزراعة فى مصر بدون الخوض فى تفاصيلها، ويمكن تعزيز التعاون مع السودان فى هذه المشروعات بما يساهم فى دعم الاقتصاد السودانى، ويسد الاحتياجات المصرية من الغذاء واللحوم، ثانياً مشروعات المقاولات والبنية الأساسية على غرار ما أحرزته شركة المقاولون العرب من دور عظيم فى بناء سد تنزانيا وأيضاً طريق القاهرة - كيب تاون، وهناك مشروعات أخرى داخل القارة يمكن لمصر أن تنفذها وتستفيد منها فى مجال التصينع، بل السياحة أيضاً، وهذا بُعد غائب يتعلق بالسياحة الأفريقية التى يمكن أن تستفيد منها مصر جداً إذا ركزت عليها ووفرت خطوط طيران لدى كل الدول الأفريقية.
وقد يهمك أيضاً :
أسهم أوروبا ترتفع مع تعافي الأسواق بعد عطلة العام الجديد
أوروبا تنعش صادرات المغرب من العصائر والخمور خلال العام الجاري