زيوريخ - فيفا
بينما تدخل منتخبات الرجال المرحلة الحاسمة من الصراع على البطاقات الأخيرة للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 FIFA، تستعد السيدات لخوض الجولة الأولى من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم للسيدات 2015 FIFA. ففي سبع مجموعات يتنافس 42 فريقا على ثمانية مقاعد وكلها أمل بالمشاركة في العرس العالمي الذي ستحتضنه كندا – ومن بين هذه المنتخبات هناك سويسرا. لم تتمكن سيدات سويسرا إلى غاية الآن من التأهل إلى أي نسخة مونديالية، كما أن الطريق المؤدي إلى كندا لن يكون سهلا بكل تأكيد. ففي المجموعة الثالثة ستواجه الكتيبة السويسرية الدنمارك وأيسلندا وصربيا وإسرائيل ومالطا. وأوضحت مدربة المنتخب الوطني السويسري مارتينا فوس تيكلنبورج في حوار حصري مع موقع FIFA.com قائلة "الدنمارك هو بالتأكيد أفضل فريق في هذه المجموعة والعروض التي قدمها في البطولة الأوروبية خير دليل على ذلك. فهو جيد جدا على المستوى الفني والتكتيكي ويتمتع بالمرونة أيضا. زد على ذلك أنه يملك مزيجا رائعا بين اللاعبات المتمرسات والعناصر الشابة ذات الموهبة الكبيرة". ثم تابعت قائلة "أيسلندا تتميز بالقوة البدنية وروحها الجماعية العالية إلا أنني أعتقد أنه في إمكاننا التغلب عليهما إذا قدمنا أفضل ما لدينا. ولقد تطورت إسرائيل أيضا مثل سائر المنتخبات لكني لا أعرف الشيء الكثير عن مالطا". ومن المنتظر أن يستهل فريق المدربة فوس تيكلنبورج مشوار التصفيات يوم السبت بمواجهة المنتخب الصربي، وهو فريق تعرف لاعبة المنتخب الألماني سابقا نقاط قوته. وقد علقت في هذا السياق بالقول "نجحت صربيا في إثارة الانتباه من حولها من خلال النتائج الجيدة التي حققتها أمام كل من إنجلترا في التصفيات المؤهلة للبطولة الأوروبية وأخيرا ضد إنجلترا. وبات منتخب صربيا الآن يضم محترفات في الخارج على غرار مهاجمته المتألقة جوفانا دامنيانوفيتش التي انتقلت إلى نادي فولفسبورج. ولهذا لا أستهين بصربيا في أي حال". من أجل المركز الأول رغم قوة هذه المجموعة وصعوبتها إلا أن فوس تيكلنبورج تتطلع إلى التصفيات بتفاؤل كبير. وبخصوص أهدافها مع المنتخب السويسري أكدت بقولها "نحن نريد المنافسة على المركز الأول ولدينا بكل تأكيد حظوظ وافرة لتحقيق ذلك. ومن أجل هذه الغاية، يتعين علينا تقديم أفضل ما لدينا في كل مباراة، وربما نحتاج لقليل من الحظ وخاصة أن تبقى اللاعبات في منأى عن الإصابات". وتبرز هذه الأقوال بكل وضوح إلى أي مدى تؤمن وصيفة بطل العالم لدورة 1995 بقدرات فريقها. وكانت فوس تيكلنبيرج قد تولت الإشراف على المنتخب السويسري في فبراير/شباط 2012 وترى أن الفريق يسير على الطريق الصحيح. وأفصحت في هذا الصدد قائلة "إن الانطباعات جيدة للغاية. كما يمكن ملاحظة الجهود المبذولة وكذلك بالتطورات الرياضية والذهنية". ثم أردفت " شهد الفريق ارتفاعا في التنافس والجودة الكروية وكذلك انضمام بعض اللاعبات الشابات. إلى جانب ذلك، انتقلت لاعبات شابات للاحتراف في دوري البوندسليجا الألماني مثل (ليا) فيلتي و(نويل) مارتيز و(لارا) كيلر و(جينيفر) أورلي، وسيكون هذا الأمر مفيدا ليس للاعبات فقط بل بالنسبة للفريق أيضا". لا يستفيد الفريق من اللاعبات المحترفات في دوري البوندسليجا فقط لكن أيضا من التجربة الكبيرة التي تتمتع بها مدربته. فخلال مشوارها الاحترافي تمكنت فوس تيكلنبورج من التتويج بلقب الدوري الألماني في ست مناسبات وبالكأس أربع مرات كما فازت أربع مرات بالبطولة الأوروبية مع المنتخب الألماني. تطور تدريجي وعلى المستوى التدريبي واصلت حصد الألقاب لتحرز الكأس الألمانية في مناسبتين وكأس الاتحاد الأوروبي UEFA، النسخة السابقة لدوري أبطال أوروبا للسيدات UEFA. وفي قيادة المنتخب السويسري تواجه هذه الخبيرة الكروية الآن تحديات جديدة وتملك رؤية واضحة ومحددة. وصرحت ابنة الخامسة والأربعين في هذا الشأن قائلة "بعد عملي كمدرسة رياضة في الاتحاد ومدربة أندية في دوري البوندسليجا لدي الآن الفرصة للعمل كمدربة على المستوى الدولي. بالنسبة لي، كان من المهم أيضا رؤية ما إذا كان بإمكاني تطوير منتخب وطني، فذلك يكون ممكنا في النادي عبر العمل اليومي أكثر منه مع المنتخب من خلال بعض التجمعات والمباريات الدولية. أضف إلى ذلك أنني لا أعمل كمدربة وطنية فقط بل يمكنني المساعدة أيضا في الدفع بكرة القدم النسائية في سويسرا إلى الأمام". وإلى غاية الآن، مازال بإمكان سيدات سويسرا التنافس وبقوة مع المنتخبات الوطنية الكبيرة. وقد أفصحت "إنه طريق طويل بكل تأكيد" قبل أن تختم حديثها بالقول "غير أنني أعتقد أن المنتخبات الأخرى التي تملك بنيات مشابهة لسويسرا بإمكانها التغلب على أحد الفرق الكبيرة. نريد التطور تدريجيا وسنرى بعدها أين يمكننا الوصول". ومن المؤكد أن التأهل إلى مونديال السيدات سيكون بمثابة خطوة عملاقة في الطريق الصحيح.