الرباط-رشيدة لملاحي-تصوير أمين مرجون
كشف وزير حقوق الإنسان المغربي مصطفى الرميد، أنّ من مهام المجلس الوطني، البت في الخلافات، ومن الطبيعي أن تسود هذه الخلافات داخل حزب العدالة والتنمية المغربي، بعد أسبوع عاصف عاشه بالتصويت ضد ترشّح عبد الإله ابن كيران للأمانة العامة في المؤتمر المقبل، مضيفًا أنّه "كنت أتمنى للأسف الشديد أن لا يكون هذا الخلاف بشأن التمديد من عدمه للأمين العام للحزب عبد الإله بن كيران، كنت آمل أن تكون هناك خلافات أخرى يعيد فيها المجلس الوطني البت فيه"، مستدركًا "لكن الآن وقع.. ما قد وقع".
وتأسف الرميد، على الظروف التي يشهد فيها الحزب خلافات من هذا النوع خصوصًا الجدل المثير بشأن التمديد لزعيم الحزب عبد الإله بن كيران، لكن هذه القضية كانت ستضع حزبًا جديدًا أمام المغربيين، في حالة تم تعديل المادة ١٦ من القانون الأساسي للحزب وسماح إلى ابن كيران بالتجاوز مدة ولايتين.
وتحدّث الرميد، عن مهاجمته رئيس الحكومة السابق ابن كيران، وتكذيبه في واقعة الحملة الانتخابية خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، أكّد أنّه "قلت ما قلت وكان لا بد أن أتحدث ولو مرة واحدة بعد أن تحدث آخرون مئات المرات"، ووضع نقاش تعديل المادة ١٦ من القانون الأساسي لحزب العدالة والتنمية المغربي، والتي تسمح لزعيم الحزب عبد الإله بن كيران، قيادته لولاية ثالثة، الحزب على صفيح ساخن، تبادل إثرها بعض الوزراء والقياديين، اتهامات وصلت إلى درجة التخوين والتشكيك بالضغط بتعليمات من جهات خارجية.
واعترف الأمين العام لحزب "المصباح" عبد الإله ابن كيران، أنّ الحزب يعيش أصعب مرحلة في تاريخه مقارنة مع الأحداث الماضية، مؤكدًا أنه رغم كل الخلافات استطاع التنظيم الحفاظ على وحدته وتماسك أعضائه، وفِي رده على سؤال تهديد بعض القياديين والوزراء باتخاذ قرار الاستقالة في حالة إعادة ترشيحه على رأس الحزب، عبّر عن غضبه من إشهار بعض الوزراء والقياديين في حزبه ورقة المغادرة في حالة تعديل قانون يسمح بقيادة بنكيران الحزب لولاية ثالثة.
وهاجم الرميد، بشكل غير مسبوق، رئيس الحزب عبد الإله بن كيران، في تطور مثير لخلافات البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية، وذلك على خلفية الكلمة التي ألقاها الأخير أمام منتخبي “المصباح” في مجالس الجماعات، وعلّق الرميد في تدوينة على حسابه الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي، "فوجئت وغيري بما ورد في خطاب الأخ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الأستاذ عبد الإله بنكيران، حيث قال ضمن ما قال عن دوره وأدوار غيره من إخوانه، خلال الحملة الانتخابية لسنة2011، في تلك المرحلة من قام بالحملة الانتخابية رقم 1 هو أنا، حتى نتكلم بشكل واضح، هناك من ذهب للحج، وهناك من قام حملة بسيطة، وهناك من لا يرغب في قيام بالحملة أصلا، وهناك من لم يرغب في المشاركة في الانتخابات"، قبل أن يرد الرميد على كلام بن كيران قائلا "إن هذا التصريح ضمن تصريحات أخرى يثير الملاحظات منها "أن اللقاء المذكور كان لقاء مدارسة لعمل المنتخبين الجماعيين، خاصة منهم من يتحمل مسؤولية التسيير كما يدل على ذلك برنامج اللقاء، إلا أن كلمة الأخ الأمين العام أوردت معطيات ووقائع وأحداث لا علاقة لها مطلقا بموضوع اللقاء الذي كان يفترض فيه اجتناب كل ما يزيد في تفاقم الخلافات ويكرس مزيدا من النزاعات".
وتابع وزير الدولة بلغة غاضبة "للأسف الشديد فإن الأخ الأمين العام للحزب وخلافا لما ورد في توجيهه الصادر في 16 تشرين الأول-أكتوبر 2017، والذي لاحظ فيه على بعض التفاعلات بين أعضاء الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها لم تنضبط على العموم لمنهج وآداب الاختلاف، ومست بأخلاق الأخوة والاحترام المطلوب بين مناضلي الحزب، وأن بعضها اشتاط إلى حد الإساءة للأشخاص والانتصار والتعصّب لفكرة أو رأي أو اختيار"، مضيفًا أنّه "أقول إن كلمة الأخ الأمين العام خالفت التوجيه أعلاه ومست بعموم الإخوة القياديين، وانتصر فيها لنفسه مسفها جهود الجميع، فهم بين من سافر إلى الحج، وبين من رفض المشاركة في الحملة الانتخابية ومن لم يكن يريد مشاركة الحزب أصلًا في تلك الانتخابات، ومنهم من قام بحملة انتخابية محدودة "على قدر الحال على حد تعبيره"، يضيف عن نفسه أنه "مات مع تلك الانتخابات"".