الرباط - رشيدة لملاحي
كشف محمد بودن المختص في الشؤون السياسية، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن انتخاب المغرب في مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي لولاية قابلة للتجديد 2018 _ 2020، يمثل إنجازا دبلوماسيا على مستوى أبرز هياكل النظام الأفريقي.
واعتبر بودن في تصريحات خاصة إلى "المغرب اليوم"، أن الموقع القاري الجديد للمغرب سيمكنه من فرض رؤيته بشأن أولويات الأمن والسلم بالقارة الأفريقية، وتعزيز فرص لعبه لأدوار حاسمة في عدد من الملفات الأمنية، وتقديم الحلول القارية.
وشدد على أن مجلس السلم والامن ف الاتحاد الأفريقي مثل في السابق منصة لإصدار مقررات معاكسة للمصالح المغربية أبرزها تعيين الموزمبيقي جواكيم شيصانو مبعوثا للإتحاد الأفريقي بالصحراء، واكتساب المغرب للعضوية في مجلس السلم والأمن يعتبر تحولا استراتيجيا سيعيد ترتيب الأسبقيات في المجلس بإعتباره مؤسسة قارية لها صلاحيات واسعة في صناعة السلم والامن بالقارة والحيلولة دون تفجر النزاعات.
وقال محمد البودن إن فوز المغرب بالمقعد ممثلا عن منطقة شمال أفريقيا يؤكد اعتراف 39 بلدًا بأهمية مكانة المغرب القارية، وتصويت أعصاء المجلس الوزاري التنفيذي في دورته 32 جاء تأكيديا لتصويت الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي لصالح عودة المغرب لأسرته القارية في القمة 28.
وبخصوص أهمية الموقع الجديد للمغرب، أكد البودن على المملكة ستشدد تضييق الخناق على خيارات الجزائر و البوليساريو، بحيث أن التلويح باللجوء للخيار العسكري سيصبح فاقدا للجدوى، لتعارضه مع خارطة الطريق الشاملة التي وضعها الاتحاد الأفريقي بشأن الخطوات العملية لإسكات البنادق والأسلحة في افريقيا بحلول 2020، وهي جزء أساسي من الأجندة القارية 2063 وسيسهر على تنفيذها مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي ( يتشكل من 15 عضوا )، وتدعمه لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية، مضيفا على أن للمغرب 6 دول من أصل 10 تم انتخابها في مجلس السلم والامن بالاتحاد الأفريقي لا تعترف بالبوليساريو وهي غينيا الاستوائية، الغابون، الطوغو، ليبيريا، سيراليون، جيبوتي وهي دول سبق لها أن كانت من بين الدول التي رفعت عريضة لرئيس القمة 27 للاتحاد الأفريقي قصد تعليق عضوية " الدولة الوهمية " بهياكل الاتحاد.
وأشار المحلل السياسي إلى أنه سيجاور المغرب في مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي 05 اعضاء آخرين تستمر عضويتهم بالمجلس إلى غاية 2019 وهي مصر، نيجيريا، كينيا، زامبيا والكونغو معتبر أنه من خلال هذه المعطيات يتضح أن 8 اعضاء داخل مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي لها تطابق في وجهات النظر مع المغرب حول عدد من الملفات القارية، بالإضافة للتقارب المتصاعد مع كل من روندا و نيجيريا و إمكانية فتح صفحة جديدة مع انغولا بعد اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس بالرئيس الانغولي لورنزو بالقمة الأفريقية _ الأوروبية، أما العلاقة بالأعضاء الثلاثة الآخرين مصر وكينيا و زيمبابوي لازالت محكومة بالغموض والتقاطع.
يشار إلى أنه تم انتخاب المغرب، في أديس أبابا، في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وذلك خلال الدورة العادية الـ 32 للمجلس التنفيذي للاتحاد، التي تنعقد بالعاصمة الإثيوبية تحضيرا لقمة رؤساء الدول والحكومات (28 – 29 كانون الثاني/ يناير). وبذلك سيصبح المغرب عضوا بمجلس السلم والأمن الأفريقي لولاية تمتد لعامين (2018-2020) قابلة للتجديد. وحصل المغرب، المرشح الوحيد عن منطقة شمال إفريقيا، على 39 صوتا، علما بأن الثلثين الضروريين لهذا الانتخاب هو 36 صوتا.