الرئيسية » تحقيقات

برلين - المغرب اليوم

هو ألماني أبا عن جد، لكنه أيضا أسباني التكوين، فهناك في أسبانيا سطر مسيرته الكروية كلاعب وكمدرب. إنه بيرند شوستر، الذي يمتلك مهارات ورؤية كروية قل نظيرها، ترجمها في محطات عديدة رفقة برشلونة وريال مدريد وأتليتيكو وغيرها من الفرق، وجعلته واحدا من أفضل لاعبي وسط الميدان خلال الـ30 سنة الأخيرة. قليلون هم أيضا من تميزوا بشخصية قوية كشخصية شوستر، رغم أن قوتها جعلته يصطدم في كثير من الأحيان بمدربيه. غير أن الزمن، وتدريبه لعديد الفرق على امتداد 15 سنة، جعلت منه مدربا يبحث عن التواصل السلس مع لاعبيه وعن زرع الثقة فيهم، ثقة لطالما افتقدها مع مدربيه. فبعد مروره بفرق مثل خيتافي وبيشيكتاش وريال مدريد، ها هو شوستر يخوض تجربة جديدة مع ملقة الذي يبحث عن نفسه بعد أن غادره أبرز نجومه. ويخص اليوم شوستر موقع FIFA.com بحوار حصري يتحدث فيه عن مشروعه الجديد في ملقة وعن مسيرته كلاعب ورؤيته لمهنة التدريب. سيد شوستر، قلت في إحدى المناسبات أنك تحتاج للكرة لتكون سعيداً. هل أنت سعيد في ملقة؟  أنا جد سعيد هنا، إنه مشروع يتطلع إلى المستقبل، خصوصا بعد أن فقد الفريق عددا مهما من أبرز لاعبيه (فقد النادي الأندلسي خلال الصيف الماضي لاعبين كإيسكو وتولالان وسافيولا)، لكن فكرة بناء فريق والعمل على تكريس أسلوب لعب محدد أغرتني كثيرا. هذا النوع من المشاريع يغري جميع المدربين. كما أني سعيد في هذه المدينة الجميلة بهذا الطقس الرائع. من جهة أخرى فإن حياتنا تدور حول الكرة، ولهذا فحين نكون بعيدين عنها لا نكون سعداء. فالتدريب يملأ حياتنا. قبل أن تقود ملقة، كانت ريال مدريد آخر محطة لك في البطولة الأسبانية، وقبل ذلك دربت فرقاً أقل شهرة من ذلك. هل ترى أن تدريب فريق كبير هو أكثر إثارة، أم أن الضغط الذي يصاحبه يجعل الاستمتاع بالتجربة أمرا صعبا؟  دون شك، لقد استمتعت كثيرا في ريال مدريد، لأنني أهوى التنافس من أجل البطولات وتدريب لاعبين ذوي مهارات عالية، غير أن الطموح هو نفسه سواء كان الفريق كبيرا أو صغيرا، فتحقيق نتائج طيبة رفقة ملقة سيمثل بالنسبة لي أمرا عظيما تماما كتحقيق لقب ما رفقة ريال مدريد. فحينما تدرب فريقا كبيرا تعي أن المهم هو كيف ستنهي الموسم الكروي وكم لقبا ستحقق، وهو ما يؤجل الاستمتاع بالانتصارات التي تحققها يوما بعد يوم، فعند الفوز بمباراة ما تفكر "هذا الفوز يعطينا استقرارا لمدة يومين" إلى حين خوض المباراة المقبلة، ولهذا يجدر الحديث عن الارتياح أكثر منه عن النشوة بالفوز. بدأت مسيرتك التدريبية منذ 15 سنة. هل تستمتع أكثر كمدرب منه كلاعب؟ على العكس، أرى أن الاستمتاع يكون أكبر كلاعب، لأنك تساهم بشكل أكبر في اللعب ويكون دورك أكبر في نتيجة المباراة. غير أن التدريب هو أفضل طريق ممكن للاعب ليواصل الاستمتاع باللعبة بعد اعتزاله. فأنا على سبيل المثال عندما كنت لاعبا لم أكن أنوي دخول عالم التدريب. كنت أرى في ذلك المنصب مسئولية كبيرة ومشاكل كثيرة، لكن فراغ ما بعد الاعتزال يكون قويا. ولهذا فإن ما يجعل عديد اللاعبين يتحولون إلى مدربين بعد الاعتزال هو محاولتهم البقاء على ارتباط بعالم الكرة وبعشب الملاعب وبأجوائها... قد أقول أن كرة القدم هي أشبه بمخدر تحاول الحصول عليه دائما وتحتاجه أبدا. لقد تميزت على امتداد مسيرتك الكروية بشخصيتك القوية. غير أن شوستر المدرب يبدو أكثر تواصلا. ما سبب هذا التغيير؟  لطالما كنت شاهدا على معاناة اللاعبين بسبب مواقف مدربيهم خلال المباريات، فسألت نفسي "ما هو المدرب الذي كنت أريده عندما كنت لاعبا، هل كنت أريد مدربا هادئا أم مدربا منفعلا يثور في وجهي مع كل تمريرة خاطئة؟" فاخترت المدرب الأول، ولهذا لم أعتد أن أكون ثائرا منفعلا على مقاعد البدلاء، فأنا أريد أن يراني اللاعبون هادئا واثقا من قدراتهم مهما حصل. لطالما كانت علاقاتك مع مدربيك سيئة نوعا ما. كيف سيكون موقفك من لاعب يشبهك في فريق تدربه؟  أعتقد أني كنت لاعبا سهلا بالنسبة للمدربين، لأني كنت لاعبا محترفا، أعرف ما لي وما علي. كنت أحب التمارين، وكنت أخوضها كما لو كانت مباريات حقيقية، ولهذا أرى أنه ليس هنالك أي مدرب يمكن أن ينتقد احترافيتي. من جهة أخرى أرى أني تدربت تحت قيادة مدربين عجزوا عن فهم أن اللاعبين هم الذي يقودون الفرق الكبيرة. فبالنسبة للجمهور والصحافة ... اللاعبون هم الأكثر أهمية. هناك مدربون عجزوا عن فهم ذلك واختاروا مواجهتنا، وهو ما كان يجعل العلاقة أكثر تعقيدا. ما الذي افتقدته في المدربين الذين عرفتهم على امتداد مسيرتك الكروية؟  لقد كان مهما بالنسبة لي أن يكون المدرب قريبا مني ومتواصلا معي... غير أن العديد من المدربين كانوا يرون أن الأمر غير ضروري، في الوقت الذي يحتاج اللاعبون هذا القرب وهذا التواصل. أكثر من ذلك اليوم أصبح التواصل أمرا أكبر أهمية من ذي قبل. فزمن التعليمات الصارمة قد ولى، ويجب على المدربين الحديث كثيرا مع لاعبيهم. رغم أن بداياتك التدريبية كانت في ألمانيا، فقد كانت أبرز المحطات في أسبانيا. هل ترغب في العودة إلى الملاعب الألمانية يوما ما؟  بطبيعة الحال، أرغب أن أعود إلى ألمانيا يوما ما لأحمل معي إلى هنالك كل هذه التجربة التي عشتها في أسبانيا كمدرب وكلاعب. ثم إني لطالما آمنت بأن هذه الحبكة الألمانية – الأسبانية مفيدة جدا للفرق التي تريد أن تقدم كرة جميلة. فالألمان لطالما قدموا صورة جيدة في أسبانيا، واليوم هناك أسبان يبصمون على مواسم رائعة في ألمانيا. في هذا الصدد، ما رأيك في المشروع الجديد الذي أقبل عليه بايرن ميونيخ تحت قيادة بيب جوارديولا؟ هل كنت ترغب في التواجد مكانه؟  لم أشك يوما أن بيب سينجح في ألمانيا. فهو في أفضل ناد، ورغم أن ميسي وتشافي وإنييستا لاعبون فريدون من نوعهم وأن الفلسفة الألمانية مختلفة نوعا ما، فجوارديولا حل في فريق يتمتع بلاعبين ذوي مستوى جد عال سيساعدونه على تقديم أداء رائع والفوز بألقاب كبيرة. إنه في واحد من أكبر الفرق العالمية، فكيف لا أحبذ التواجد مكانه؟ لكن الوصول إلى تلك المكانة أمر صعب، يجب أن تحقق نتائج كبيرة قبل أن يخطب ودك فريق كبير كالبايرن. في الأخير، الآن وكأس العالم 2014 FIFA بالبرازيل على الأبواب. من ترون مرشحا فوق العادة للفوز باللقب؟  إذا نظرنا إلى أوربا، نجد أن أسبانيا وألمانيا هما المرشحان الكبيران، رغم أن الأوربيين لطالما واجهوا صعوبات للفوز في أميركا الجنوبية. من جهة أخرى أنا أؤمن بالبرازيل، خصوصا بعد فوزها على المنتخب الأسباني في كأس القارات FIFA. فقد أظهر المنتخب البرازيلي أنه قادر على استثمار الضغط الذي يضعه جمهوره. ثم إني لا أستبعد إيطاليا، التي عادت بقوة ويمكن أن تخلق مشاكل كبيرة لأي فريق تواجهه، كما أرى أن الأرجنتين هي الأخرى قادرة على المنافسة على اللقب العالمي.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

انتعاش السوق السوداء بعد إعادة بيع التذاكر الخاصة بالمباراة…
أعلى 5 رياضيين أجرًا في أولمبياد "باريس 2024"
التحقيق في مشاركة لاعبة مصرية بأولمبياد باريس أصابت زميلتها…
الشرطة الإسبانية تحقق فى واقعة إساءة عنصرية ضد تشواميني…
الضغوطات على الشيبي مٌستمرة ولجنة الانضباط بالاتحاد المصري تدرس…

اخر الاخبار

سفارة المغرب في واشنطن تُسلط الضوء على التاريخ الاستثنائي…
فرنسا توجه دعوة خاصة للملك محمد السادس وترامب لحضور…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
أزمة جديدة تُعيق عودة هاني سلامة للسينما
أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
عمرو دياب يحيي حفلاً أسطورياً في القرية الذكية بمصر…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة