مدريد - أ.ف.ب
نفى رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني ما يقال عن اجتماعه بالرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي على طاولة العشاء من اجل الاتفاق على دعم ملف قطر لاستضافة مونديال 2022. لكن بلاتيني اكد بان تمنيات الرئيس الفرنسي حينها كانت واضحة في العشاء الذي دعي اليه رئيس الاتحاد الاوروبي الى قصر الاليزيه عشية الثاني من كانون الاول/ديسمبر 2010، اي اليوم الذي فازت به قطر بشرف استضافة مونديال 2022. وقال بلاتيني في تصريح لصحيفة "اس" الاسبانية: "تلقيت اتصالا من رئيس الجمهورية الفرنسية التي هي بلدي كما يعلم الجميع. عندما وصلت فوجئت بوجود امير قطر (تخلى عن العرش لنجله) ورئيس وزرائها. لم يعلمني احد بانهما سيتواجدان هناك". وواصل "تناولنا العشاء معا لكن كما اشرت سابقا لم يعلمني احد بان القطريين سيتواجدون هناك واشدد على ان الرئيس ساركوزي لم يطلب مني التصويت لقطر لكي تستضيف مونديال 2022، ان كان قبل، خلال او بعد ذلك الاجتماع". لكن بلاتيني اعترف بانه كان يعلم ما يريده ساركوزي من ذلك الاجتماع، مضيفا "ادركت من تلقاء نفسي بان ساركوزي كان مهتما بان تحصل قطر على استضافة كأس العالم. لكنه لم يتقدم باي طلب مني". ورأى بلاتيني انه ليس من الممكن الان سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر رغم الانتقادات الموجهة لهذا الخيار، خصوصا بسبب الحرارة المرتفعة جدا صيفا في منطقة الخليج العربي. وفي رده على سؤال حول ما هي الاحتمالات بان يسحب تنظيم مونديال 2022 من قطر، قائلا: "معدومة"، مضيفا "على الارجح انه بامكاننا تغيير الشهر (توقيت النهائيات) لكن ليس البلد". واشار نجم يوفنتوس الايطالي سابقا الى ان الاتحادين الدولي والاوروبي للعبة اتفقا على ان خوض مونديال 2022 في فصل الصيف ليس بالقرار "المثالي"، مضيفا "لكن على قطر اتخاذ القرار بشأن هذه المسألة. في كافة الاحوال، قرر الفيفا ان لا يتدخل في هذه المسألة الا بعد مونديال البرازيل". واثار اختيار قطر لاستضافة نهائيات 2022 جدلا كبيرا وسط الادعاءات بدفع رشاوى وصولا الى مشكلة الحرارة المرتفعة جدا في فصل الصيف. ويعود ملف استضافة الدولة الخليجية للعرس الكروي العالمي عام 2022 الى طاولة اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي التي تنعقد اليوم الاربعاء وبعد الخميس في منتجع كوستا دي ساويبي (ولاية باهيا) على هامش قرعة نهائيات مونديال البرازيل 2014، وذلك من اجل البحث باحتمال اقامة العرس الكروي العالمي في فصل الشتاء. كما يبحث الاجتماع في التطور الحاصل بشأن وضع العمال العاملين في البنى التحتية الخاصة بمونديال 2022 بعد التهم التي وجهت الى قطر بممارسة "العبودية". وسبق للجنة التنفيذية ان فتحت في اجتماعها السابق الباب امام اقامة مونديال 2022 في فصل الشتاء عوضا عن الموعد التقليدي في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو التي تصل فيهما الحرارة في الخليج العربي الى اكثر من 50 درجة مئوية. وانطلقت الاستشارات التي تطال جميع الافرقاء، من لاعبين واندية ودوريات واتحادات وصولا الى الناقل الرسمي والرعاة ووسائل الاعلام، من اجل البحث بتغيير موعد مونديال قطر 2022 الى الشتاء، لكن لن يتخذ اي قرار نهائي بهذا الشأن قبل اسدال الستار على النسخة المقبلة المقررة في البرازيل في حزيران/يونيو وتموز/يوليو المقبلين. ويتوجب في اجتماعي اليوم وغد على المسؤولين عن هذه الاستشارات، وهما امين عام الفيفا الفرنسي جيروم فالك ورئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم البحريني سلمان بن ابراهيم ال خليفة، تقديم خارطة طريق حول هذه المسألة. واذا كانت الاتحادات الاوروبية ال54 موافقة على مبدأ اقامة المونديال في الشتاء فإنها تطالب بتشاور جميع الاطراف المعنية عالميا (رابطات ولاعبون واندية واتحادات)، وذلك في ظل تشديد قطر على ان بامكانها استضافة النهائيات ان كان في الصيف او الشتاء وقد اصدرت اللجنة العليا المنظمة في اوائل تشرين الاول/اكتوبر الماضي بيانا يؤكد هذا الامر. وما هو مؤكد ان مونديال 2022 لن يكون في شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير بسبب اقامة الالعاب الاولمبية الشتوية في هذه الفترة، وذلك بحسب ما اكد رئيس الفيفا السويسري جوزف بلاتر خلال زيارته لقطر الشهر الماضي من اجل بحث موضوع العاملين في تشييد الملاعب والبنى التحتية حيث كان راضيا عن التقدم المحقق بعد اتهامات "العبودية" التي وجهت الى قطر نتيجة التقرير الذي نشرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية وقالت فيه ان عشرات العمال النيباليين لقوا حتفهم بينما كانوا يعملون في قطر، ما اثار مخاوف بشان الاستعدادات التي تجريها الدولة الخليجية لاستضافة البطولة العالمية. ثم عاد بلاتر في 20 الشهر الماضي ووصف وضع العمال الاجانب الذين يعملون في بناء ملاعب مونديال 2022 ب"غير المقبول"، مضيفا خلال محادثات مع رئيس الاتحاد الدولي للنقابات ميكايل زومر "على الزعماء الاقتصاديين والسياسيين ان يساهموا في تحسين الوضع غير المقبول في قطر". واضاف "انا واثق من ان قطر ستأخذ هذا الموضوع على محمل الجد"، وذلك وسط تنديد منظمة العفو الدولية بالاستغلال "المخيف" للعمال الاجانب في قطر التي وعدت بان حقوق العمال ستحترم في ورشات العمل الخاصة بكأس العالم.