الرياض - واس
اجتذب معرض" عواصم الثقافة الإسلامية الأولى"، الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع متحف البيرجامون الألماني، ولمدة ثلاثة أشهر، بالمتحف الوطني بالرياض نحو 40 ألف زائر وزائرة.
وأتاح المعرض الذي اختتم فعالياته في الخامس من شهر شعبان الحالي فرصة الاطلاع لزواره على العمق الحضاري والثقافي لعدد من العواصم الإسلامية العريقة، لا سيما وأنه قدم رؤية عميقة للحقبة الأموية والعباسية الأولى، حيث أكدت محتويات المعرض على ازدهارها وثرائها الثقافي.
وتمكن الزوار من الاطلاع على المشهد الثقافي لهذه الحقبة من خلال 104 قطع أثرية تم جلبها من متحف البيرجامون، إضافة إلى 21 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف الوطني بالرياض، حيث استعرضت هذه القطع جوانب مهمة من التراث العمراني القديم خصوصاً في بغداد ودمشق.
وأوضح مدير عام المتحف الوطني جمال عمر، عقب ختام فعاليات المعرض أن المتحف الوطني، وتمهيداً لإرجاع القطع الأثرية التي شارك بها متحف البيرجامون إلى مقر المتحف في مدينة برلين الالمانية ، تمكن من إنهاء إجراءات نقلها بالتعاون مع الفريق الألماني بمتحف البيرجامون وعدد من مسؤولي المتحف الوطني , وفق إجراءات وضوابط مشددة تضمن سلامة القطع أثناء رحلة النقل إلى البيرجامون ، مؤكداً جاهزية المتحف الوطني واستعداده لاستضافة مزيد من المعارض والفعاليات التي من شأنها الإسهام في رفد حركة الثقافة المتحفية وجذب الزوار بجميع قطاعاتهم المجتمعية، الأمر الذي يواكب التطلعات في تعزيز المعرفة والإطلاع على حضارة الأمة وتاريخها.
وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد دشن معرض " عواصم الثقافة الإسلامية الأولى" في 26 ربيع الآخر1437هـ، بحضور مدير عام المتاحف الحكومية في برلين الدكتور مايكل ازنبرغ، ومدير متحف البيرجامون الألماني في برلين الدكتور ستيفن ويبر، وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة بوريس روغة.
يذكر أن متحف البيرجامون يحتوي على آلاف القطع التراثية والأثرية التي تعود إلى حقب وعصور ضاربة في جذور التاريخ، أهمها العصر الإسلامي المتقدم كالعصر الأموي والعباسي اللذان شهدت خلاله الحضارة الإسلامية أوج ازدهارها في مجالات الحياة المختلفة، كما أن بعض المعروضات المستضافة في المتحف الوطني يصل عهدها لـ 1500 عـام مضى من عهد الحضارة الساسانية بمنطقة العراق، إضافة إلى آثار من العهد الأموي والعباسي وحتى العهد العثماني.