الرباط - وكالات
حل الشاعر السوري الكبير، علي أحمد سعيد، الشهير بلقب "أدونيس"، ضيفاً على الدورة الـ 4 من مهرجان فنون الشعر العربي الذي أنطلق بمدينة أكادير المغربية الخميس 16 مايو/أيار الجاري، والتي تشهد حضور شعراء مغاربة وعرب ينتسبون إلي تيارات وذائقات شعرية مختلفة. وحضر الدورة الحالية لمهرجان فنون الشعر العربي، والتي تقام تحت شعار "ترحال الشعر والترحال في الشعر"، وجوه أدبية وثقافية معروفة من قبيل صلاح الوديع، ومراد القادري، ومحمد طاوس، والعالية ماء العينين، وعبدالرحيم الخصار، وأحمد سعد، ومحمد أمين، وعبدالخالق جيد، وأحمد محمد مولود، وحسن الوزاني، وياسين عدنان، وحسن مكوار، وسعيد الباز، ووداد بنموسى، وأحمد الأحمدي وآخرون. وحرص أدونيس على لقاء الجمهور الثقافي المغربي بقصائد اختارها بعناية، منها قصيدة بعنوان "مراكش وفاش الفضاء ينسج التآيل"، وهي قصيدة كتبها قبل 40 عامًا تمدح جمال المغرب وعظمة مآثره التاريخية وخيراته الطبيعية. وقال أدونيس، عند إلقائه القصيدة أمام جمهوره المتذوق لشعره، إن قصيدته تلك لم يتغير فيها شيء رغم كل السنوات التي مرت، لأن المغرب ظل كما هو ملتقى للحضارات ومختلف الثقافات المتلاقحة"، مشيرا في قصيدته إلى أماكن زارها من قبل مثل ساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش، وجامع القرويين بفاس، والفضاءات الخلابة في مدينة إفران. وتلا أدونيس في مراكش مطلعا يقول "في حاشية من توابع الشجر والعشب.. تحييك طلائع النخيل..."٬ و"حيث تلبس القصيدة قفطانها٬ وحيث ساحة جامع الفنا كون مشحون بكهرباء الذكرى"، وقال عن فاس: " هو ذا التاريخ ينز من الجدران، يطلع من النوافذ، يمسكنا بأيدينا ويسير أمامنًا". وانطلقت احتفالية الجمهور الحاضر بقراءة الشاعر السوري لقصيدته المعروفة "الوقت"، التي قال في مطلعها "حاضن سنبلة الوقت.. ورأسي برج نار.. ما الدم الضارب في الرمل٬ وما هذا الأفول.. قل لنا٬ يا لهب الحاضر.. ماذا سنقول". وتفاعل المئات من الحاضرين مع قصائد أدونيس القديمة منها والجديدة، والتي حرص على تضمينها العبارات المنمقة ذات الإيقاع والمضامين والإيحاءات الحداثية، مُحاولا الابتعاد قدر الإمكان عن التطرق في قصائده إلى الأحداث الساخنة التي يعرفها العالم العربي أو بلده سوريا. ولبست الدورة الرابعة من مهرجان فنون الشعر العربي جُبة الصوفية عبر عقد عدد من المحاضرات حول الشعر الصوفي، مع أداء موشحات غنائية ذات نفحات صوفية بصوت المطربة المغربية كريمة الصقلي، فضلًا عن تنظيم محاضرات تناقش مكانة الشعر الأمازيغي داخل الفضاء الشعري بالبلاد.