الرئيسية » في المكتبات

دمشق ـ وكالات

يتناول كتاب "الرواية التاريخية - بين الحوارية والمونولوجية"، الصادر عن دار جرير للنشر والتوزيع بعمان، للدكتورة د.رزان إبراهيم، بالتحليل النقدي المنهجي، المبني على حوارية "باختين"، ثلاث روايات هي: "النبطي" للروائي المصري يوسف زيدان، و"البيت الأندلسي" للروائي الجزائري واسيني الأعرج، و"إنيس حبيبة روحي" للروائية التشيلية إيزابيل إلليندي". أكدت المؤلفة أن هذه الروايات جُمعت لكونها روايات تاريخية تحمل سمات متقاربة، تعتمد على المعرفة اعتمادا واضحا، وتستند إلى مناطق في التاريخ، بدون أن تستمد مادتها من تلك المناطق بإعادة إنتاجها، وفق رؤية المؤرخين، وإنما تعيد تشكيل الواقعة التاريخية تشكيلا جديدا.وقالت إبراهيم إن هذه الدراسة تأتي محاولة لتوظيف نهج نظري أسس له باختين، في تحليل نصوص روائية تاريخية، بما يقتضي إخضاع الرواية لشروط الأساليب الفنية التي تميز الجنس الروائي الأدبي عن غيرها من الأساليب اللغوية، ومن ثم محاولة استنطاق ما تشي به أساليب وأشكال بعينها عن مفاهيم وأفكار غير معلنة للروائي. ورأت المؤلفة أن مهمة النقاد هي الكشف عن كيفية تشكل المادة السردية، والبحث عن عناصر البناء الفني فيها، مما يكشف عن رؤية الكاتب الذي لم يعد ميتا وفقا لهذا المنظور؛ فالروائي قادر على توصيل رسالة فكرية تأثيرية غير منفصلة عن سياق اجتماعي ثقافي تاريخي معين. وهو يجسد خطابا معينا في عمله الروائي. ونوهت إبراهيم إلى أن عنوان الكتاب يأتي وفقا لما تؤمن به؛ فالروائي يعمل وسط عالم ممزق بين القوى والتطلعات، ومن المؤكد أنه لن يصور العالم كما هو، وإنما يعيد إنتاجه وترتيبه، وفقا لما يؤمن به.وأضافت المؤلفة أن العمل الروائي هو نتاج تفاعل وعي المؤلف، ومرجعياته الفكرية، مع أسئلة الواقع وحركة الحياة. وبوصفه خطابا فإنه يتأسس على علاقة تفاعلية تربط المؤلف بالقارئ، وبسياق اجتماعي ثقافي محيط بالخطاب، وبالوسيط اللغوي الناقل للرسالة. ورأت المؤلفة أن الحكم على شخصيات بعينها لن يكون مسطحا، أو ناميا، بمعزل عن رؤية أيديولوجية معينة، لافتة إلى أنه لا يمكن عزل النصوص عن تفاعلاتها الواقعية البشرية، ويبقى أساسيا التعامل معها بوصفها نصوصا أدبية وجمالية، وكلها تمثل حادثة ثقافية، تلعب القيم الجمالية أدوارا خطيرة فيها، من حيث إنها أقنعة تختبئ وراءها أنساق معينة. واعتبرت إبراهيم أن كثيرا من الروايات هي ذات بنية سطحية ديالوجية، وهي تعي كذلك أن تلك البنية الديالوجية تخفى وراءها بنية عميقة ذات طابع مونولوجي، منبهة إلى أن السؤال الأساسي الذي سيتصدر هذه الدراسة عبر مقاربتها للنصوص الروائية الثلاثة هو: "ما هي الوسائل التي يمكن لرواية تتخذ في ظاهرها شكلا ديالوجيا، أن تعتمدها، ويكون لزاما على الناقد أن يكشفها؟" وتأمل في أن تكون في نهاية المطاف قد قدمت جوابا عن هذا السؤال. وقالت إبراهيم إنها بحثت في هذه الأعمال عن المسكوت عنه، كاشفة عن عمق حقيقي في توظيف الفكري في الأدبي، والانحياز في نهاية الأمر للأدبي الجمالي، بعيدا عن السرد التاريخي المعرفي الجاف. وخلصت إلى أن هذه الروايات الثلاث يمكن اعتبارها عاملا من عوامل صوْغ الهويات الثقافية للأمم، لما لها من قدرة على تشكيل التصورات العامة عن الشعوب والحقب التاريخية، والتحولات الثقافية للمجتمعات، بما يترتب على هذا الأمر من إسهام في تمثيل التصورات الكبرى عن الذات والآخر، عبر أدوات وآليات تمكننا من رؤية الواقع والكشف عن مكنونات الثقافة الاستعمارية التي حرصت عبر مؤسساتها الثقافية على وضع الرواية في إطار من الضغوطات المعلنة، أو المضمرة، بهدف إضافة الشرعية على الوجود الاستعماري في المستعمرات. ورأى د.خالد الجبر الذي كتب تقديمه للكتاب، أن إبراهيم ركزت في هذه الروايات الثلاث على الناحية "التاريخية"، وطبقت عليها رؤية نقدية واحدة، سعت فيها إلى استكشاف لغتها بين الحوارية والمونولوجية، لافتا إلى أن المتلقي في عصرنا يقف على أرض غير مستقرة؛ فقد اختلف تصوره في ذهن الروائي والناقد، وأصبح يعتمد عليه بوصفه ركنا أساسيا في بنية الرواية. وأضاف الجبر أنه نظرا لإقبال شريحة من الروائيين العرب على هذا النمط من الكتابة الروائية، وعودتهم إلى التاريخ لإعادة النظر في "مسلماته"، ومناقشة كثير من قضاياه، فإن عصرنا هذا يمثل توجها نحو إعادة قراءة التاريخ العربي تحت وطأة حالة التخلف التي تورط فيها العرب منذ عدة قرون. ووصف الجبر الكتاب بأنه يكتسي قيمة كبرى، كونه يواكب التوجهات الملموسة لدى الروائيين والقراء: وهو دراسة معاصرة من سائر جوانبها: إنتاج النصوص المختارة للتطبيق، والمنهج النقدي المتبع، وحالة التوجه العالم لدى الكتاب والقارئ، والقضايا والمواقف التي تضمنتها النصوص، والحيل الفنية المتبعة فيها للإيهام. وجاء الكتاب في ثلاثة أقسام يستعرض القسم الأول: رواية "البيت الأندلسي"، لواسيني الأعرج، ويشتمل على مفهوم الاستدماج، والحرب والتباس الهوية، والانشغال بالتحفيز الواقعي، والروائي وشخصياته". أما القسم الثاني فيتناول رواية "النبطي" ليوسف زيدان، ويتحدث عن الإطار التاريخي المعرفي، وصورة المسلمين، وصورة اليهود، والأنوثة والذكورة، والتناسخ، والوصف، والعنوان. أما القسم الثالث فهو يستعرض رواية "إنيس حبيبة روحي" لإيزابيل إلليندي، ويتناول الهوية الدينية والقومية، والمستعمِر والمستعمَر، وحالة طباقية، والسيد والتابع/ الرجل والمرأة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تستأنف أنشطتها في هذا التاريخ
إصدار كتاب جماعي جديد يتحدث عن قيمتَي الوفاء وحفظ…
"رياح هادئة" تحمل حوارات ياسين عدنان مع فوزي كريم…
إصدار كتاب يرصد علاقة المثقف بالدولة في "العهد الإسلامي"
سيرة التكوين للمفكر سعيد بنكراد سرد ذهني "يحمل الحيرة…

اخر الاخبار

عائلات مغربية تأمل تدخلاً ملكياً لإنهاء معاناة أبنائهم العالقين…
انتخاب سويسرا لرئاسة مجلس حقوق الإنسان خلفاً للمملكة المغربية
رئيس الحكومة المغربية يترأس اجتماعاً حول إنعاش التشغيل
الإضراب المفتوح الذي يخوضه مستخدمو الصندوق المغربي للتقاعد يطرق…

فن وموسيقى

إليسا تفوز بجائزة "الأيقونة" في حفل "بيلبورد" لعام 2024
المغربية بسمة بوسيل تتحدث عن جوانب من حياتها الشخصية…
الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…

أخبار النجوم

إلهام شاهين تحصل على جائزة إنجاز العمر من مهرجان…
جمال سليمان يعلن رغبته في الترشح لرئاسة سوريا
سوسن بدر تشارك في دراما رمضان 2025 بـ 3…
إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the…

رياضة

الاحتفالات تعُم السعودية عقب منحها حق استضافة مونديال 2034…
المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري…
الركراكي يطمح للتتويج ب"كان" 2025 ويؤكد أن المغرب لديه…
المغربي أشرف حكيمي يُتوج بجائزة الأسد الذهبي لسنة 2024

صحة وتغذية

عادات بسيطة يمكن إجراؤها لتقوية جهاز المناعة ودرء نزلات…
تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعاً
بعد إقتحام مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة القوات…
التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…

الأخبار الأكثر قراءة