أقرَّت اللجنة العليا لـمهرجان جرش للثقافة والفنون، برنامج المهرجان للعام الجاري الذي تنطلق فعاليات دورته الثانية والثلاثين تحت الرعاية الملكية السامية في العشرين من تموز/يوليو المقبل، وتستمر لغاية 30 من الشهر نفسه في مدينة جرش الأثرية، وفي مدينة عمان خلال الفترة من الحادي والثلاثين من تموز/يوليو ولغاية السادس من آب/أغسطس المقبل.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة العليا للمهرجان في المركز الثقافي الملكي برئاسة رئيس اللجنة العليا عقل بلتاجي، وبحضور كل من وزيري الثقافة نبيه شقم، والدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني، مندوب وزيرة السياحة والآثار أمين عام الوزارة عيسى قموه، مدير التوجيه المعنوي العميد عودة شديفات، رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى م.معين الخصاونة، ونقيب الفنانين الأردنيين ساري الأسعد، ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين الدكتور زياد أبولبن، والآنسة رنا دبابنة مندوبًا عن الدكتور شبيب عماري حيث أشادوا بدعم ورعاية الملك عبدالله الثاني للمهرجان بشكل خاص والثقافة والمثقفين الأردنيين بشكل عام.

وأكدوا خلال الاجتماع، حرص واهتمام الحكومة على إنجاح المهرجان، ودعمها للجنة العليا وإدارة المهرجان لتمكينهم من عقده وتنفيذ برامجه وأنشطته بأفضل صورة ممكنة، وناقشوا فلسفة إقامة مهرجان جرش وأهمية استمرار انعقاده، واستعراض وتقييم دورة المهرجان للعام الماضي، وناقشوا البرنامج العام لدورة العام الحالي.

 وشدّد رئيس اللجنة العليا للمهرجان عقل بلتاجي، على الاهتمام الكبير الذي يحوزه مهرجان جرش من لدن القيادة الهاشمية والرعاية الملكية السامية له، واهتمام وحرص مختلف أجهزة الدولة على عقد وإنجاح المهرجان، واهتمام رئيس الوزراء والحكومة بضرورة توفير كافة الظروف لإنجاح المهرجان حيث أبدى ارتياحه لمستوى الترتيبات والتحضيرات التي أعدتها الإدارة التنفيذية للمهرجان ممثلة في مديرها محمد أبو سماقة، وإعدادها لبرنامج ثقافي متنوع وشامل، كما عبّر عن شكره لوزارة الثقافة ووزيرها وحرصه واهتمامه بمفردات البرنامج الثقافي، والتنسيق مع وزيرة السياحة ووزارة السياحة بتوفير الخدمات اللوجستية في موقع المهرجان وخصوصًا المرافق العامة.

 وأشار بلتاجي إلى أهمية مهرجان جرش وحرص الملك على دعم موسم السياحة في صيف هذا العام والسياحة الصيفية وسياحة العائلات خصوصًا أن المهرجان يأتي بالتزامن مع عطلة المدارس وعودة المغتربين الأردنيين والسياح العرب والخليجيين والأجانب، مؤكدًا على أهمية استمرار المهرجان الذي يُعقد في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة، مشيرًا إلى أن انعقاده دليل وعنوان بارز على
المكانة الكبيرة التي يحظى بها الأردن كنموذج للأمن والاستقرار وحاضنة للثقافة والأبداع، ويعود ذلك لأهمية التعاون والشراكة بين المهرجان ومختلف مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة ومحافظة جرش وبلديتها، والمجتمع المحلي.

 وركّز على البعد السياحي للمهرجان وانعكاسه على الحركة السياحية في الأردن كنافذة سياحية، مؤكدًا حرص اللجنة العليا على دعم المجتمع المحلي وتمكينه من القيام بدوره، بالتوازي مع حرص ووعي وثقافة أبناء جرش لإنجاحه، ودور بلدية جرش والغرفة التجارية والجمعيات والهيئات الثقافية.

وأشار وزير الثقافة نبيه شقم، إلى أهمية توفير كافة الخدمات في المرافق السياحية في موقع المهرجان، والتركيز على أن جرش معلم حضاري وتاريخي وثقافي وضرورة ربط المنتج الثقافي مع المنتج السياحي، وتسهيل إجراءات دخول الزوّار لموقع المهرجان، وتوفير كافة التسهيلات لحضور فعاليات المهرجان بكل يسر وسهولة، منوها بأهمية الزيارات الميدانية للوقوف على احتياجات ومتطلبات المهرجان.

 ووجه شقم بضرورة إنهاء وزارة الأشغال العامة لأعمال الصيانة لطريق إربد عمان قبل موعد انعقاد المهرجان لتسهيل وصول الزوار إلى موقع المهرجان، كما استعرض آلية التعاون بين وزارة الثقافة وإدارة مهرجان جرش فيما يتعلق بمشاركة الهيئات الثقافية المحلية وفرق التبادل الثقافي وإقامة ندوات بمناسبة الاحتفال بعمان عاصمة الثقافة الإسلامية.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني أن نجاح مهرجان جرش في السنوات السابقة كان نجاحًا حقيقيًا لإدارته ولجانه ولمختلف أجهزة الدولة وتعبير حقيقي عن التفوق في الأداء والمهمة.  ودعا المومني إلى "الاستمرار في مهرجان جرش للثقافة والفنون وفق هذه الوتيرة من النجاح لأن للمهرجان رسائل ومدلولات كبيرة ومهمة لعل أبرزها الرسالة السياسية"، لافتًا إلى أن نجاحه يقدم رسائل مميزة للداخل والخارج "بأننا بلد أمن مستقر تعمل مؤسساته بكل ثقة".

 وأبرز المومني، ضرورة أن يؤسس المهرجان لثقافة سياحية لدى المواطن ويعزز من مفهوم السياحة الثقافية، ويركز على المنتج السياحي في فصل الصيف، منوهًا بأهمية تضافر جهود كافة الجهات والمؤسسات المعنية لتسويق وترويج المهرجان، وأن أجهزة الإعلام الرسمي ستكون بمثابة وحدات إعلامية مساندة للمهرجان لتسويقه وترويجه مشددًا على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا في الترويج للمهرجان وإيصال رسالته للعالم خصوصًا أن المهرجان محطة تسويقية وترويجية مهمة للأردن في العالم مما خلق تنوعًا في جنسيات السياح التي تزور المملكة.

ولفت أمين عام وزارة السياحة والآثار عيسى قموه إلى أن وزارة السياحة ستطلق برنامج الأردن أحلى ومن ضمن فعالياته التركيز على البرنامج الفني والثقافي لمهرجان جرش، وأن الوزارة ستعمل على تحضير وتجهيز موقع المهرجان من خلال توفير الخدمات والمرافق العامة والوحدات الصحية لزوار المهرجان، حيث أكد على جاهزية كوادر الوزارة للعمل مع إدارة المهرجان لإنجاح فعالياته.

وشدد مدير التوجيه المعنوي العميد عودة شديفات، على جاهزية القوات المسلحة في رفد إدارة المهرجان بالكوادر البشرية اللازمة لتجهيز البنية التحتية للمهرجان، وتقديم كل الدعم الذي يحتاجه المهرجان. واستعرض رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى المهندس معين الخصاونة دور البلدية في تقديم الدعم اللوجستي للمهرجان، والعمل لاحقًا على وضع خطة عمل بالتنسيق مع إدارة المهرجان لتأمين كافة المتطلبات والاحتياجات من خدمات النظافة وتوفير كوادر بشرية لتعمل إلى جانب الكوادر الموجودة في موقع المهرجان من مؤسسات الدولة المختلفة.

 وأكد نقيب الفنانين ساري الأسعد على أهمية استضافة المهرجان لشخصيات عالمية مؤثرة والتركيز على السينوغرافيا في المهرجان واستثمار مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للمهرجان بالإضافة إلى استعراضه للمشاركة الفنية من قبل النقابة في فعاليات المهرجان .

 وأكد رئيس رابطة الكتاب الدكتور زياد أبو لبن اكد على أهمية توفير كافة التسهيلات للجمهور، كما استعرض تفاصيل البرنامج الثقافي لمهرجان جرش هذا العام. 

 وعرض المدير التنفيذي للمهرجان محمد أبو سماقة ملامح برنامج المهرجان بدءًا من حفل افتتاح المهرجان الذي سيُقام في الساحة الرئيسة بمشاركة واسعة من الفنانين والموسيقيين الأردنيين. وفيما يتعلق بالبرنامج الثقافي أوضح أبو سماقة أهمية وإقامة حفل الافتتاح للبرنامج على المسرح الشمالي من خلال تنظيم أمسية شعرية بمشاركة شعراء عرب وأردنيين وتوزيع جوائز رابطة الكتاب السنوية، وعقد أمسيات شعرية في مقر رابطة الكتاب وبيت تايكي/أمانة عمان الكبرى حيث سيشارك في مهرجان الشعر العربي لهذا العام (9) شعراء عرب و(27) شاعرًا أردنيًا، وندوة حبيب الزيودي شاعرًا تقدم فيها أوراق بحثية وشهادات بالإضافة إلى برنامج الثقافة المحلية لأبناء محافظة جرش، والبرنامج الثقافي لاتحاد الكتاب والأدباء من خلال عقد ثلاث أمسيات شعرية وثلاث ندوات فكرية. ولفت أبو سماقة إلى التعاون ما بين المكتب التنفيذي لعمان عاصمة الثقافة الإسلامية وإدارة مهرجان جرش لإقامة ندوة (القدس في وجدان الأردنيين) بمشاركة عدد من المفكرين والباحثين من الأردن وفلسطين.

وتضمن برنامج العروض الفنية والموسيقية الأردنية مشاركة من نقابة الفنانين، ومشاركة (10)فرق شعبية وفلكلورية وعروض موسيقية فنية مختلفة في الساحة الرئيسية بالاضافة للمطربين والمطربات الأردنيين، إلى جانب فنانين ونجوم عرب لإحياء مجموعة من الحفلات الفنية على المسرح الجنوبي، وفرق عربية وأجنبية في إطار التبادل الثقافي على المسرح الشمالي.

 وسيكون هناك عروض لفرق عالمية وعربية في المركز الثقافي الملكي ضمن أمسيات عمان، ومعارض الحرف والصناعات التقليدية بمشاركة واسعة من حرفيي محافظة جرش مع فتح المجال لأي حرف أخرى من محافظات المملكة، ومعرض منتجات أعمال الحرف والمطرزات لنزلاء دور الأيتام التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، ومعرض لمراكز الإصلاح والتأهيل، ومعرض المنتجات الريفية
والصناعات الغذائية التقليدية للأسر والهيئات والجمعيات التعاونية والخيرية المختلفة في محافظة جرش.

وقدمت اللجنة العليا للمهرجان، الشكر للجهات الراعية والداعمة على جهودها في دعم المهرجان وعلى رأسها شركة زين، الملكية الأردنية، أمانة عمان الكبرى، وزارة التخطيط والتعاون الدولي، والبنوك الأردنية(الإسكان، القاهرة عمان، التجاري الأردني، والأردني الكويتي)، غرفة تجارة عمان، وشركة جت. كما أقرت اللجنة البرنامج الثقافي والفني على المسرحين الجنوبي والشمالي والساحة الرئيسة والمركز الثقافي الملكي وبرنامج الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والمنتجات الغذائية حيث أكد أعضاء اللجنة على أهمية دعم المنتج المحلي والحرف والصناعات التقليدية، وضرورة تكثيف الزيارات الميدانية لموقع المهرجان، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لاعتماد كافة زوار المهرجان ومعاملتهم معاملة السائح.

واقرت اللجنة العليا بطاقة العائلة مراعاة لظروف المواطن الاقتصادية والاجتماعية لخمسين بالمئة (50% ) من فعاليات المسرح الجنوبي، ومجانية حضور فعاليات المسرح الشمالي بالاضافة إلى التزام كافة الجهات ذات العلاقة بعدم إقامة حفلات وفعاليات فنية أثناء انعقاد مهرجان جرش.