الرباط -المغرب اليوم
بصم مختبر التراث والتنمية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ب جامعة محمد الأول بوجدة على إصدار كتاب جماعي موسوم بعنوان “الدراسات اللسانية والأدبية الأمازيغية، أي اتجاهات خلال العقدين الأخيرين؟”، يقع في 404 صفحات من القطع الكبير، يتضمن مجموعة من الأعمال مهداة إلى روح الباحث اللساني الأمازيغي المرموق قاضي قدور (1952-1995).يأتي هذا الكتاب الصادر باللغتين الفرنسية والعربية، الذي أشرف عليه الباحث مصطفى العادك، أستاذ الدراسات الأمازيغية والفرنسية بالكلية المذكورة، للمساهمة في تقييم حصيلة المنجز الدراسي الأمازيغي في مضمار الأدب واللسانيات خلال العقدين الأخيرين، وهي الفترة التي شهدت دينامية بحثية ساهم في تسريع وتيرتها الدعم المؤسسي الذي توفر للأمازيغية خلالها، حيث تم تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية بالجزائر (1995)، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب (2001).
يقول الباحث مصطفى العادك في تقديم الإصدار: “لقد عرفت الأعمال التي انكبت على الأمازيغية تنوعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة. وهكذا، فإن مجال التعليم وقضايا المعيرة، والمكانة التي تحتلها هذه اللغة ضمن المجال السمعي البصري العمومي، ناهيك عن حضورها المتزايد في الكتابة الأدبية، والصحافة المكتوبة ووسائل التواصل الاجتماعي، والانفتاح على حقول بحثية جديدة مثل اللسانيات التطبيقية وتحليل الخطاب، إلخ، أصبحت عناصر ذات أهمية شديدة ضمن التوجهات الجديدة للدراسات الأمازيغية. ومن هنا يتأتى الاهتمام بالبحث في المقاربات المنهجية الحديثة التي تميز هذه الدراسات، والتي ظلت، لردح من الزمان، منحصرة في مجال التوصيف النحوي”.ويعد الكتاب تكريما وعرفانا بما أسداه الأستاذ الباحث المرحوم قاضي قدور للأمازيغية خلال مسيرته البحثية والمهنية. ويضيف الباحث مصطفى العادك في مقدمة العمل كذلك: “لو قُيّض لقاضي قدور أن يكون بيننا اليوم، لقال كلاما كثيرا عن القضايا التي ناضل بشدة في سبيل تحقيقها، والتي لم نكفّ بدورنا عن العمل لأجلها منذ سنوات. وأعني الاعتراف الرسمي بالأمازيغية وانتقالها إلى الكتابة، وتعليمها ومعيرتها، إلخ، وهي مكتسبات مهمة لم تتحقق قيد حياته”.ويسعى الإصدار، وفق الباحث جمال أبرنوص، الذي تولى مسؤولية القسم العربي من المؤلف، إلى “تلمس الاتجاهات والاطرادات البحثية في هذا المضمار، للمساهمة في تكريس قاعدة البناء التراكمي في حقل الأمازيغية”.
وقال أبرنوص إن الإصدار “سيمنح الباحثين صورة أوضح لما ينبغي الخوض فيه من المجالات قليلة التراكم وضعيفة الجاذبية، علاوة على ما قد يفتحه أمام الطلبة الباحثين من آفاق بحثية واعدة ذات صلة بالحاجات المجتمعية والمؤسسية”، مستحضرا مضامين عدد من المستجدات الجارية، وعلى رأسها تفعيل المخطط الحكومي المندمج لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.ويضيف الأستاذ العادك في مقدمة الكتاب، قائلا: “إن الدفاع عن الأمازيغية بالنسبة لقاضي قدور لم يكن منحصرا في حدود البعد الوطني، بل كان ممتدا يشمل المجال المغاربي بأسره”، مذكرا بأن قاضي قدور كان قد نادى قبل تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية بالجزائر والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، بتأسيس “معهد مغاربي للدراسات الأمازيغية”، كأول خطوة نحو الاعتراف بالهوية الثقافية للمغارب.وأكد الأستاذ الباحث نفسه أن استحضار ذكرى قاضي قدور، “لا نريد بها الثناء على مساهمة الرجل الكبرى في حقل الأمازيغية، وهو جدير بهذا الثناء، ولكن لنقول أيضا إن الإنسان الذي كانه سيظل دوما رفيقنا في الطريق نحو المستقبل”، وفق تعبيره.
جدير بالذكر أن مجمل الدراسات التي يتضمنها الإصدار عبارة عن مداخلات كان قد ساهم بها أصحابها في أشغال الندوة الدولية التي نظمها المختبر سالف الذكر، بتنسيق مع شعبة الدراسات الأمازيغية بالكلية نفسها، يومي 07 و08 ماي 2018. وهي مساهمات تتراوح بين اللسانيات (بحصر المعنى) والأدب وسؤال التعليم/ التهيئة اللسانية.ويتضمن الإصدار مساهمات باحثين مغاربة وأجانب، أمثال عياد ألحيان، والحسن أنضام، وفاليريا أركيولاس، وعبد العزيز بركاي، وفيصل بوعرورو، وسعيد بوزيدي، وبياتريس فاكسيلير، ورودولف سوك، ورمضان بوخروف، ومصطفى العادك.
بالإضافة إلى كل من الحسين المجاهد، وليديا كرشوح، وأمينة قايدي، وهشام مختاري، وسعاد مضيان، وكمال نايت زراد، ورشيدة رحو، وعبد العزيز صادق، وعبد العالي تالمنصور، وعائشة أيت بري، وحكيمة بلال.إلى جانب فاطمة بوخريص، وموسى إيمارازن، ودانييلا ميرولا، ونبيلة سادي، ومحند أكلي صالحي، وعبد المطلب الزيزاوي، وبشرى البركاني، ومحند محرازي، ورمضان تواتي، وأحمد المنادي، وجمال أبرنوص، واليماني قسوح، ومحمد الهاطي، وعبد الواحد حنو.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
جامعة محمد الأول بوجدة تكرم المدير العام لمنظمة الإيسيسكو
فصيل طلابي يمنع الطلبة الجدد من التسجيل بجامعة محمد الأول بوجدة