الرئيسية » مراجعة كتب

الدوحة ـ وكالات

تعد رواية 'حادي التيوس' المرشحة للقائمة الطويلة لبوكر العربية نموذجا من الروايات التي تثير الجدل على مستوى المضمون أو الشكل الروائي ضمن أعمال أمين الزاوي الذي يعد أحد الروائيين الجزائريين المخضرمين الذين يكتبون بالفرنسية والعربية وينشرون أعمالهم في فرنسا كما في المشرق والمغرب. تنطلق 'حادي التيوس أو فتنة النفوس لعذارى النصارى والمجوس' من خبر صحفي بإحدى الصحف المعروفة بالجزائر، حيث تظهر على الصفحة الأولى صورة لثلاث أجنبيات متحجبات يعلن دخولهن الإسلام ويبحثن عن أزواج من المسلمين. وبدءا من هذه الصورة والخبر تنطلق الرواية في تفكيك الذهنية العربية والمواطن الجزائري في علاقته بالمرأة وبالغرب معا، فيهبّ سكان مدينة 'الغزوات' الحدودية بين المغرب والجزائر إلى المسجد الذي سيستقبل طلبات المترشحين للظفر بالنساء الجميلات اللاتي دخلن توا إلى الإسلام. وبعيونهن الزرقاء وأجسادهن الشهوانية يكن هدفا لنماذج كثيرة من المجتمع ووسيلة للهروب من الواقع المزري. نماذج مجتمع وتذهب الرواية في كشف هويات النسوة الثلاث وأسباب اعتناقهن للإسلام، فالأولى 'مارتين' الهاربة من برودة الحياة الأوروبية باحثة عن شبق الرجل الشرقي، والثانية كاترين تقودها محبتها للموسيقى الشرقية، والثالثة غابريل المجندة من خلية تجسس لكشف الجماعات المتشددة. وعبر سير هذه الشخصيات وعلاقتهن بالمجتمع الذكوري العربي الإسلامي تسير الرواية في خط إدانة العقلية العربية وفق رؤية للروائي أمين الزاوي. تبدو الرواية قائمة على البعد الجنسي انطلاقا من غلافها الذي يحتفي بالسيقان النسائية في أحذيتها ذات الكعوب العالية إلى مشاهدها الجنسية التي تشي بها عناوين فصولها مثل 'كتاب المسرات' و'زلال مارتين' و'رضاب كاترين' و'عشيق عبلة أو ناريمان' و'قالت الصغرى'، و'قالت الكبرى' وغيرها. وكما هو واضح من خلال العناوين تدفع تلك العتبات النصية بالقراءة نحو الانتظارات الأيروتيكية في استلهام للنصوص التراثية من كتب الأحلام وعوالم كتاب الأغاني للأصفهاني والشعر العربي وألف ليلة وليلة وغيرها. بدت اللغة في هذه الرواية ضعيفة ومرتبكة، وكأن بالروائي يترجم تراكيب فرنسية مثل 'صعقت هذا اليوم إذ شاهدت بأم عيني أسعد الحبيب يعتدي على أمي بالضرب الجسدي المباشر'، فلم نسمع من قبل عن الضرب الجسدي غير المباشر. وحتى اسم الشخصية التونسية بدت غريبة، فقد أطلق عليها اسم أسعد الحبيب، ويقول إن والده سماه باسم الرئيس الحبيب بورقيبة وتركيب الاسم هنا تركيبا فرنسيا، لأن التونسيين يسبقون الاسم على اللقب ككل العرب عكس الفرنسيين. في النص كم هائل من الأخطاء اللغوية والتركيبية التي تجدر الإشارة إليها، ويمكن للقارئ أن يرصد ذلك من الغلاف الذي ورد فيه خطأ في كتابة العنوان الفرعي فنقرأ 'حادي التيوس أو فتنة النفوس إلى عذارى النصارى والمجوس' بدل لعذارى النصارى والمجوس كما في الغلاف الأمامي. كما ظهرت الكثير من أخطاء الرسم وإصرار الكاتب على محاورة النص الديني والكتب التراثية والثقافة العربية من خلال أمهات الكتب هو الذي يزيد من استفزاز القارئ الذي يقرأ ذلك في لغة مرتبكة. السرد المتعثر بدأت الرواية بنص خبر بصحيفة جزائرية شهيرة سماها الروائي 'القروش'، وهو قلب للشروق الصحيفة المعروفة، قلب بدا لا مبرر له، فإما الاحتفاظ بالاسم الأصلي ما دام الخبر صحيحا أو تغيير اسم الصحيفة بما يحفظ للرواية أحد أسسها وهو الإيهام بالواقعية. بل على العكس من ذلك يواصل الروائي إقحام جمل ضد الفن الروائي نفسه عندما يقول في الصفحة الثالثة من الفصل الأول '... ونحن نبدأ الحكاية التي جذرها في القلب وفرعها في الكذب'، وقد لاحظنا انتقالا فيه قسوة كبيرة من لحظة سردية إلى أخرى، فهذه الرواية يبدو القفز سمة من سماتها، قفز على الأحداث وعلى مشاعر الشخصيات وانتقال مباغت مربك من موضوع إلى آخر. رواية 'حادي التيوس' أرادت أن تقول كل شيء، فحشد فيها الروائي كل المثيرات الممكنة من الجنس إلى الدين و'الإرهاب' والثقافة والأدب والآخر واليهود وتقلبت بين محاولة الأسلوب الشعري والأسلوب البوليسي ورواية التجسس ومحاورة التراث، وجابت الشخصيات بلدان العالم لكي ترتبك في النهاية وتفقد الطريق في زحمة كل تلك الطرق فكانت متكلفة في كل خطوة من خطواتها تؤكد تلك الجملة التي انفلتت من الراوي بأن فرعها في الكذب. تثير الرواية الكثير من التساؤل حول دوافع كتابتها وأي جمهور يتوجه إليه أمين الزاوي برواية تهجو الثقافة العربية في استشراق مضاد بلغة عربية مرتبكة وبتخييل متعثر.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء
أول عدد من "مجلة تكامل للدراسات" يرى النور

اخر الاخبار

رئيس الحكومة المغربية يُمثل الملك محمد السادس في أشغال…
ناصر بوريطة يُجري مباحثات مع نظيرته الإكوادورية حول الارتقاء…
عزيز أخنوش يترأس أول اجتماع لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة…
مباحثات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ونظيره الفرنسي…

فن وموسيقى

منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…

أخبار النجوم

سوسن بدر تشارك في عمل درامي ضخم يضم عدداً…
منة فضالي تشوّق الجمهور لمسلسلها الرمضاني"سيد الناس"
وفاء عامر تترك مسلسل "سيد الناس" بسبب الإصابة وتستعد…
بشرى تتألق بين الدراما والجوائز مع عودتها في رمضان…

رياضة

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس…
محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…

صحة وتغذية

إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

الأخبار الأكثر قراءة