الرئيسية » مراجعة كتب

دمشق - سانا

تمتلئ الكؤوس عند الكاتبة وجدان أبو محمود تارة وتفرغ تارة أخرى تبعا لتلون مشاعرها ومشاعر شخصيات قصصها القصيرة المفعمة بكل أنواع الأحاسيس المفرحة والمحزنة والغاضبة والعواطف المترعة بالحب والعشق حد الوله. وتبرع القاصة المرهفة في صف كؤوسها واختيار الكأس المناسب لكل قصة حتى يصبح لكل قصة عنوانان فهي تملأ كأس الحلم الشهي بقصة زبيب وشوكولا.. وتملأ كأس الأمان بقصة المدفع.. فيما تملأ كأس الخيال القصي بقصة أرواح شراعية.. وتختار كأس القرنفل الأحمر لتملأه بقصة حمى المطر. وتنساب المفردات عند أبو حمود في شاعرية ملفتة بدءا من كلمات التوطئة وحتى آخر كلمة في المجموعة القصصية التي لا تتجاوز مئة صفحة من القطع الصغير من مطبوعات اتحاد الكتاب العرب فتقول في مقدمتها "ليس سوى اله من يرتب في تأن كؤوسه على رفوف الظمأ فينا.. واحدا واحدا ،فيشعل الروح وجدا إذ يملؤها ويتملى بشعلتها الخابية إذ بأنفسنا نخليها مما سكب.. ويحزن.. تاركا ضوء عينيه على زجاج كؤوسنا الفارغة". ست عشرة قصة تميزها البصمة اللغوية لوجدان أبو محمود عاشقة الحروف المتناغمة والجمل الشعرية المبهرة.. متقنة فن التعبير والوصف حد الادهاش ففي قصة "العنابي" نقرأ "بعد شتاء عاد لمحت حفنة نجوم تومض في حدقتيه وتصلي وفي هدأة القلق خرجت زفراته نوبات ألم.. مد يده الراعشة وصافحني..سحبها فسرى البرد في روحي وانطفأت". ولا يقف الأمر عند جمالية الوصف ورشاقة الكلمات في هذه القصص بل تلفت القارئ دقة السرد وامتلاك الحبكة الفنية في إطار الأدب المتقن بطريقة أقرب إلى الدراما.. ولم تقتصر القصص على حكايات العشق والتجاذبات بين الرجل والمرأة بل تطرقت إلى المواضيع الواقعية من وحي الظروف التي نعيشها وذلك بلغة مبسطة تحاكي الواقع المعاش. ففي قصة "النجمة" تحكي بلسان الطفل الذي هجرت أسرته بسبب الأزمة "مرت أيام كثيرة نمنا أولها في الحدائق ثم وجدنا غرفة بأجرة يقول أبي إنها تناسبنا ومع ذلك فقد كان النوم في العراء أجمل القمر فوقك مباشرة ..صحيح تتساقط عليك أوراق الأشجار وتخرج أصوات غريبة من العتمة ولكنه يبقى أفضل من الحشر في غرفة لا شمس فيها ولا سماء". وفي قصة حمى المطر تصف لحظة وقوع الانفجار بقولها "لا أعرف إذا كان الصراخ المر المتقطع خارجا من فمي أنا أم من حنجرة زميلتي لم أفكر في جهنم من قبل كما فعلت في تلك اللحظة.. اكتظاظ مجنون.. مبان مدمرة.. ضحايا.. دموع.. وتذكرت وجهك فتيقنت من أنك باق فالخيال يا صديقي لا يموت". وإذا كانت الكاتبة أبو محمود قد عرفت القصة في أحد لقاءاتها الصحفية بأنها "لحظة ابهار تستحق التخليد" فإن القارئ لمجموعتها القصصية الرابعة سيكتشف أنها استطاعت تخليد لحظات مرت في حياتها أو في خيالاتها بأسلوب متفرد يحمل بصمة وجدان.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء
أول عدد من "مجلة تكامل للدراسات" يرى النور

اخر الاخبار

وفد برلماني يُمثل المغرب في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين…
مبادرة الحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية…
أنباء عن سقوط قتيلين في غارة إسرائيلية على بيروت
وزير الخارجية الفرنسي يصّل إلى لبنان برغم الغارات الإسرائيلية…

فن وموسيقى

شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…
إيمان العاصي تتألق في أولى بطولاتها المطلقة "برغم القانون"…

أخبار النجوم

داليا البحيري تُبدي إعجابها بمدينة طنجة المغربية
محمود حميدة يخرج عن صمته ويتحدث عن أزمة فيلم…
شيرين عبد الوهاب وشمس الكويتية تغنيّان من أجل لبنان
سمية الخشاب تكشف عن موقفها من المشاركة في موسم…

رياضة

الفيفا يكشف عن الملاعب المستضيفة لكأس العالم للأندية 2025
المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…
حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…

صحة وتغذية

الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

الأخبار الأكثر قراءة