الرئيسية » مراجعة كتب

دمشق - سانا

صدر عن المديرية العامة للاثار والمتاحف كتاب للدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للاثار والمتاحف بعنوان الإرث الأثري في سورية خلال الأزمة 2011-2013 يوضح فيه الواقع الراهن لوضع الآثار في سورية وجهود المديرية في حماية مقتنيات جميع المتاحف ونقلها إلى أماكن آمنة والنتائج الايجابية التي حققها التعاون مع أبناء المجتمع المحلي والتي أثمرت عن حماية وصون مواقع أثرية عدة. ويرصد الكتاب عشرات المواقع المتضررة والتي تركزت في ريف حلب وإدلب شمال سورية ودير الزور وفي شرق الرقة. ويتحدث الكتاب عن وضع المتاحف السورية إذ يشير إلى أن المديرية نجحت في تأمين مقتنياتها إلا في حالات نادرة في حين تسببت الأعمال الإرهابية للمجموعات المسلحة بأضرار مادية لبعض المتاحف كما في متاحف حلب ودير الزور وحماة ومعرة النعمان والتقاليد الشعبية في حمص مشيرا إلى أن المديرية اتخذت بعض الإجراءات الاسعافية لتؤمن الحماية المؤقتة للمتاحف إثر الأضرار التي لحقت بها. أما بالنسبة للسرقات التي تعرضت لها المتاحف فيبين الكتاب أن المتاحف السورية شهدت مع بداية الأحداث سرقة قطعتين أثريتين هما تمثال برونزي مطلي بالذهب يعود للفترة الارامية من متحف حماة وقطعة حجرية رخامية من متحف افاميا. كما سرقت 17 قطعة فخارية وبعض الدمى الطينية من قاعة العرض في قلعة جعبر وسرق اللصوص كذلك قطعا تراثية من متحف التقاليد الشعبية في حلب كما استولوا على ثلاثة صناديق تحوي قطعا أثرية تعود ملكيتها للمتحف الوطني في الرقة إلى مكان مجهول بحجة حمايتها وسرقت 20 قطعة من متحف معرة النعمان أثناء اقتحام مجموعة إرهابية مسلحة له منذ سنة تقريبا هي عبارة عن دمى وتماثيل صغيرة مصنوعة من الفخار والطين. وأشار عبد الكريم إلى أنه وتداركا لهذه الظروف تتواصل المديرية العامة للآثار والمتاحف مع النخب المجتمعية في الرقة ومعرة النعمان ويعمل موظفو دائرة الآثار هناك بالتعاون مع متطوعين من أبناء المجتمع المحلي على استعادة القطع الأثرية. وينتقل الكتاب من المتاحف إلى المواقع الأثرية حيث أضرت الأعمال الإرهابية بمبان تاريخية وقلاع ثمينة. ويشير الكتاب إلى أن مئات من المحال الأثرية في أسواق حلب القديمة احترقت والتهمت النيران البضائع وبعض الأبواب الخشبية الجديدة ودمرت مئذنة الجامع الأموي وتمت سرقة المنبر الخشبي للجامع. كما تعرضت بعض القلاع مثل قلعة المضيق والحصن وحلب وشيزر لأضرار محددة ومحصورة في نقاط معينة وتضررت كنيسة ام الزنار وكنائس اخرى في حمص كما تضرر مبرك الناقة في بصرى القديمة ومعبد حوريات الماء في نفس المنطقة ودمرت مئذنة الجامع العمري في درعا وتعرض الجامع إلى أضرار جراء اعتداءات المجموعات الإرهابية. كما تعرض جامع الحراك الأثري في ازرع لأضرار طالت الجدار الغربي وقسما من الجدار الشمالي وجزءا من السقف كما تضررت مئذنة الجامع القديم في مدينة الشيخ مسكين ومئذنة الجامع القديم في بلدة محجة جراء اعتداءات الإرهابيين. وأصابت أضرار سطحية نقاطا محددة من الجدار الداخلي لواجهة معبد بل الغربية في تدمر وتضررت بعض أعمدة المعبد جراء إصابتها بنيران المجموعات الإرهابية. وفي باب التنقيب غير المشروع يبين الكتاب ان حجم الاخطار التي تهدد المواقع الاثرية يتصاعد بسبب غياب المؤسسات الحكومية المعنية والسلطات الأثرية عن بعض المناطق التي توجد فيها المجموعات الإرهابية المسلحة إذ تعرضت مواقع اثرية لانتهاكات خطرة ولأعمال تنقيب شرسة يتم بعضها باسلوب ممنهج وبمشاركة عصابات اثرية مسلحة وخاصة في المناطق الحدودية. ولم يغفل الكتاب التطرق إلى التدابير التي اتخذتها المديرية العامة للآثار والمتاحف للحد من الخطر والضرر فعلى الصعيد المحلي تم افراغ المتاحف من مقتنياتها ووضعت جميع القطع الاثرية في أماكن امنة وتم تركيب اجهزة انذار في بعض المتاحف والقلاع وزيادة عدد الحراس وتكثيف دوريات المناوبة كما يبذل موظفو وكوادر المديرية في جميع المحافظات جهودا جبارة ويتعاونون مع ابناء المجتمعات المحلية ونخب مجتمعية ودينية وفكرية لتحييد مئات المواقع الاثرية وحمايتها من تداعيات الاحداث الراهنة. ومن الاجراءت التي تتخذها المديرية تنظيم ورشة حول مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية واستعادة ما يزيد عن أربعة آلاف قطعة اثرية خلال العام الماضي إضافة إلى توثيق مقتنيات اغلب المتاحف الكترونيا واطلاق موقع المديرية باللغتين العربية والانكليزية وتغذيته بمعلومات عن اخبار التعديات التي تطول التراث الاثري السوري. اما على الصعيد الخارجي فالمديرية تتواصل مع الانتربول الدولي والمنظمات الدولية لتبادل الرؤى والمعلومات ومخاطبة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو بالأضرار التي تعرضت لها المواقع الاثرية. ويحدد الكتاب ما يتعين القيام به على المدى القصير بالإجراءات التالية وهي دعم السلطات الأثرية في استصدار قرار دولي يجرم الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية السورية والضغط على دول الجوار لضبط الحدود إضافة إلى تفعيل تبادل المعلومات مع المنظمات الدولية والبعثات الأجنبية وإنشاء صندوق مخصص في اليونيسكو لإنقاذ التراث الثقافي السوري. ويتضمن الكتاب ملحقين الأول هو قائمة المباني المتضررة في المواقع الأثرية والثاني لمحة عن المواقع الاثرية في سورية إضافة إلى صور وخرائط تدعم المعلومات الموجودة داخلة وهو متاح بالعربية والانكليزية والفرنسية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء
أول عدد من "مجلة تكامل للدراسات" يرى النور

اخر الاخبار

وفد برلماني يُمثل المغرب في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين…
مبادرة الحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية…
أنباء عن سقوط قتيلين في غارة إسرائيلية على بيروت
وزير الخارجية الفرنسي يصّل إلى لبنان برغم الغارات الإسرائيلية…

فن وموسيقى

شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…
إيمان العاصي تتألق في أولى بطولاتها المطلقة "برغم القانون"…

أخبار النجوم

داليا البحيري تُبدي إعجابها بمدينة طنجة المغربية
محمود حميدة يخرج عن صمته ويتحدث عن أزمة فيلم…
شيرين عبد الوهاب وشمس الكويتية تغنيّان من أجل لبنان
سمية الخشاب تكشف عن موقفها من المشاركة في موسم…

رياضة

الفيفا يكشف عن الملاعب المستضيفة لكأس العالم للأندية 2025
المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…
حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…

صحة وتغذية

الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

الأخبار الأكثر قراءة