ثرثرة فوق النيل
تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي عقب إجرائه عملية جراحية طارئة إثر تعرضه لنزيف دماغي وزير دفاع كوريا الجنوبية السابق يحاول الانتحار والشرطة تفتش مكتب رئيس البلاد مقتل 31 شخصاً في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 23 منهم شمالي القطاع قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية
أخر الأخبار

ثرثرة فوق النيل

المغرب اليوم -

ثرثرة فوق النيل

بقلم - بدر الدين الإدريسي

ليعذرني أمير القصة ونابغة الحكي العربي القاص والمفكر والعبقري المرحوم نجيب محفوظ، إن أنا إستعرت عنوان إحدى قصصه الرائعة التي أتيت على قراءتها كاملة في مرحلة الشباب، «ثرثرة فوق النيل»، لأسقطها على ما طالعته محكيا ومرويا ومكتوبا بكثير من الشوفينية وبكثير من الغلظة التي لا تليق بإعلاميين وبمن باتوا اليوم يحملون بلا أدنى رقابة أدبية وعلمية صفة المحلل الرياضي، عن مباراة الوداد البيضاوي وشقيقه الأهلي في النهائي الإفريقي العربي الخالص والذي وضع بعلامة الإستحقاق الكاملة، الوداد على قمة هرم كرة القدم الإفريقية بطلا لأبطال دورييها.
وسأنظر للثرثرة لا للسفسطة التي تطاول بها البعض على حقائق علمية، لأسجل مدى حسرتي على أن الروح الرياضية وثقافة الإعتراف التي نعمل ليل نهار كإعلاميين أو محللين على تصديرها للقارئ وللمتلقي، لا تعدو أن تكون بيعا بالتقسيط الممل للوهم، فمن يقدمون الدروس هم أول من يجب أن يعادوا لصف الدراسة ليلقنوا مبادئ الحيادية الإيجابية وثقافة الإعتراف وعدم سلب الآخر حقه في أن يعامل إنجازه بما يلزم من الإحترام.
ما يشبه التسابق إلى دفن الرؤوس في الرمال، وتعليق الخسارة على شماعة من وهم، والتملص من مسؤولية السقوط، سار مدرب الأهلي المصري حسام البدري ورجال الأهلي ومحللون وإعلاميون موالون أو محسوبون على القلعة الحمراء، ينسبون الإخفاق في الظفر بعصبة الأبطال الإفريقية إلى الحكم الغامبي غاساما، ولا يرون غيره سببا في أن الأهلي لم يعد للقاهرة حاملا معه كأس إفريقيا، فلا أخطاء الأهلي الدفاعية كانت سببا للسقوط، ولا قوة ولا جرأة ولا حنكة الوداد كانت سببا في إخفاق الأهلي، وحده الحكم غاساما هو من ذبح الأهلي على مرأى ومسمع من العالم الذي شاهد المباراة وتحدث بالفعل عن بطولية لاعبي الوداد البيضاوي.
ماذا فعل غاساما الذي تحول بقدرة قادر من «وش السعد» إلى «وش النحس»  حتى يركع الأهلي وليخرق شريانها ويقطع دابرها في المباراة؟
أبدا لم يكن غاساما مؤثرا في المباراة بأي قرار معاكس لطبيعته، لم يعلن للوداد البيضاوي عن أي ضربة جزاء من صنع خياله، والله يشهد كم ذبحتنا هذه الجزاءات الخيالية في أزمنة ماضية ولم نحرك ساكنا، ولم يحرم الأهلي من ضربة جزاء يراها الأعمى قبل البصير، ولم يرفض للأهلي هدفا سجله من وضعية قانونية، وأتحدى المدرب حسام البدري الذي كشف عن هواية ما بعدها هواية وعن سوء لياقة في التعليق على المباراة لرجال الإعلام، أن يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الوداد سجل هدفه في مرمى إكرامي من وضعية تسلل، لا هناك ببرج العرب ولا هنا بملعب الرعب.
شخصيا لا يمكنني أن أكون وداديا أكثر من الوداديين، ولكنني لا أنفى أنني كنت يوم السبت، مع حمراء المغرب بالجوارح وبالقلب، لأنني أرى في التتويج إنبلاجا لفجر جديد لكرة القدم المغربية التي فقدت منذ زمن بعيد إعتبارها داخل قارتها.
ومع هذه الشحنة العاطفية القوية التي أسرتني وأسرت ملايين المغاربة، فإنه لا يمكنني أبدا أن أسقط المنطق والأدبيات التي نتوافق عليها في تحليلنا لمباريات، كهاته التي تتعلق بها مصائر ومنها يعاد كتابة التاريخ، ما كنت لأتنكر للأهلي إن هو توج باللقب، وما كنت لأقلل من إنجازه باختلاق المبررات الواهية، وما كنت لأقلل الإحترام للجهد المبذول من أجل الوصول إلى قمة الهرم.
الوداد البيضاوي لم يسرق لقبه من أحد، والوداد لم يضع النجمة الإفريقية الثانية على صدره بمساعدة من أحد، حكما كان أم خصما أم مؤسسة، الوداد يعلن اليوم بطلا للنوادي الإفريقية بعلامة التميز الكاملة، وإليكم الدليل القاطع على ذلك..
أولا، الوداد توج بطلا للقارة بعد أن أزاح بطل النسخة الماضية صنداونز الجنوب إفريقي، وبعد أن أسقط الأهلي سيد كل الأرقام القياسية في مسابقة عصبة الأبطال.
ثانيا، الوداد لم يتفوق من فراغ على الأهلي، لقد خسر أمامه بمصر في دور المجموعات وفاز عليه بنفس الحصة هنا بالمغرب، وتفوق عليه بأن تصدر المجموعة، من يقول العكس؟
ثالثا، أن الوداد الذي ما قبل في مباراتي الذهاب والإياب أمام الأهلي سوى هدف واحد، هو من يتوج اليوم أيضا صاحب أفضل خط دفاع في البطولة.
وإذا إحتاجني الإخوة في مصر لأدلهم بكل تواضع، على الأسباب التي أدت لسقوط الأهلي أمام الوداد البيضاوي، فأنا أحيلهم على الأخطاء الكارثية لدفاعهم في المراقبة اللصيقة وفي مراقبة المنطقة، ولعدد الأهداف التي إستقبلتها مرماهم ولضعف المنظومة الدفاعية للمدرب حسام البدري، وأحيلهم على الرعونة التكتيكية التي تعاملوا بها مع أزمنة كثيرة في المباراتين معا، لغياب رجل إستراتيجي داخل الفريق، وأحيلهم على كم الخسائر التكتيكية التي مني بها حسام البدري أمام الحسين عموتا مدرب الوداد برغم ما يوجد من إختلاف بين الرصيد البشري للناديين، فالوداد لها فرديات رائعة (بنشرقي وأوناجم والحداد) ولكنها لا تتوفر على قاعدة بشرية بها كثير من البدائل كما هو الحال عند الأهلي.
لقد خسر الأهلي، لأنه توهم أنه الأقوى على الورق ولأنه يملك منظومة دفاعية «ما تخرش الميا» ولأنه لم يقدر الوداد حق قدره، لهذا كبر عليه أن يعترف اليوم بأحقية منافسه في الفوز باللقب وكبر عليه أن يدين ذاته ويحملها وزر الخسارة، وفضل أن يستر العورات التكتيكية بورقة التحكيم، وهي للأسف شفافة لا تستر ما إفتضح من عيوب. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثرثرة فوق النيل ثرثرة فوق النيل



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء

GMT 00:13 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

كنغولي يخلق جدلا داخل الجيش الملكي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib