018 ـ 2026 ضربتان موجعتان

018 ـ 2026: ضربتان موجعتان

المغرب اليوم -

018 ـ 2026 ضربتان موجعتان

بقلم - بدر الدين الإدريسي

ما بين مشهد مغادرة الفريق الوطني لكأس العالم من دوره الأول، ومشهد خسارة المغرب لرهان تنظيم كأس العالم للمرة الخامسة، فوارق يصعب معها أي قياس، برغم أن المتضرر واحد والخاسر واحد، هو المغرب، إلا أن الخيط الرابط بين المشهدين معا في تعاقبهما هو أن المغرب يشعر اليوم بأنه خرج من الدور الأول لمونديال روسيا بفعل فاعل، ظاهر وغير مستتر، وأنه حرم من تنظيم كأس العالم لعام 2026 لدخول مؤثرات سياسية واقتصادية لم تترك للمؤثرات الرياضية التي هي أساس العملية كلها أي دور.

يشعر المغرب اليوم أنه خذل من الفيفا مرتين، مرة عندما ترك برغم ما ادعاه من نزاهة ومن فصل صريح لكرة القدم عن الإملاءات السياسوية، يجتر خسارة في وقت كان يفترض أن يكافأ من مؤسسة الفيفا على اجتهاده في تقديم ملف غاية في الجاذبية وفي التطابق مع الحدود الدنيا لتنظيم حدث في قيمة كأس العالم، ومرة عندما تسببت تقنية استعمال الفيديو «الفار» في تكسير أجنحة الفريق الوطني في مباراتين مفصليتين أمام البرتغال وإسبانيا، في إصابته دون سواه بضرر كبير نتيجة ما رافق استعمال هذه التقنية من أخطاء، يجزم الكل أنها حرمت أسود الأطلس من نقاط كان بالإمكان أن تضعه في صدارة مجموعة الموت.

ومهما بلغنا من حسن نية ومن حرص على عدم اتهام الآخر بالباطل، فإننا لا نستطيع إلا أن نشتم من هذا الذي استهدف المغرب هناك بروسيا في كواليس وردهات والمطابخ السرية وفي المباريات الثلاث التي خاضها أسود الأطلس بالمونديال، رائحة التآمر والتحرش عنوة بمصالح المغرب، وإزاء هذا، لابد من ردة فعل تتناسب مع مفعول الصدمة التي أصابت المغاربة جميعا وحلمهم المونديالي يتكسر على الصخرتين.

صحيح أن لجنة ترشيح المغرب لمونديال 2026، قد علا صوتها احتجاجا على التسييس المرفوض لسباق له طابع رياضي محض ويقوم على أخلاق وقيم الرياضة الرفيعة، وصحيح أيضا أنها تصدت بما أوتيت من نفوذ، لا يمكن أن يقارن مع السطوة والجبروت الأمريكيين، لكل محاولات الفيفا بإخلاء الطريق للملف الأمريكي الشمالي ليكسب ما كان مقيدا له منذ زمن بعيد، وصحيح أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بادرت إلى التعبير عن تذمرها واحتجاجها الصارخ على ما استهدف فريقنا الوطني في المونديال من أخطاء تحكيمية هي اليوم مصدر إجماع واستغراب عالميين. 

وأستغرب أن الفيفا لم تكلف نفسها على الأقل، أن تقوم بأمرين إثنين، أولهما أن تحيي المغرب على شجاعته في التصدي وحيدا لتنظيم مونديال من 48 منتخبا، وقد تطابق مع الشروط والمعايير الدنيا لتنظيم كأس العالم، معايير جرى تحيينها وتدقيقها بحيث تضيق الخناق على كل من يتوق لاستضافة المونديال، وثانيهما أن تعتذر الفيفا للمغرب بأن يكون قد تعرض لظلم تحكيمي غير مقصود عند تطبيق تقنية استعمال الفيديو، على العكس من ذلك فإن الفيفا ستأتي بعكس ذلك تماما، أولا بصمتها المطبق إزاء ما صاحب عملية إسناد تنظيم كأس العالم 2026 للدول الأمريكية الثلاث، وثانيا بجزمها أن تقنية استعمال الفيديو في مباريات الدور الأول نجحت بنسبة 99 بالمائة، من دون أن يكلف السيد كولينا رئيس لجنة التحكيم بالفيفا، عناء الإعتذار لمن تضرورا من أخطاء استعمال هذه التقنية، حتى لو شكل ذلك واحد بالمائة فقط.

 إلا أن الأمر يحتاج إلى موقف حازم من المغرب لا يرهب كما هي عادة الآخرين ولا يلوي الأذرع كما هو طبع الآخرين، ولكنه يدفع في اتجاه دمقرطة مؤسسة الفيفا وفرض المساواة بين كل الإتحادات الوطنية والكونفدراليات القارية والتحجيم من التدخلات السافرة للمؤسسات الإقتصادية الكبرى في بنية القرارات الكبيرة، حتى لو نحن جزمنا بأن الفيفا لا يمكنها أن تطور كرة القدم في ربوع العالم إلا بوجود هؤلاء الداعمين الماليين.    

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

018 ـ 2026 ضربتان موجعتان 018 ـ 2026 ضربتان موجعتان



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib