هذا ما تنبأنا بحدوثه

هذا ما تنبأنا بحدوثه..

المغرب اليوم -

هذا ما تنبأنا بحدوثه

بقلم - بدر الدين الإدريسي

يلزمنا الخط التحريري الذي وضعناه لهذه الصحيفة منذ أول يوم لصدورها قبل 32 سنة، وتلزمنا المصداقية التي هي رأسمال، ما ساومنا فيه أبدا، بأن نكون أصحاب موقف وبأن نعامل ما يتفاعل داخل المشهد الكروي الوطني بكثير من الحكمة والروية وبعد النظر، بعيدا عن التناولات الفولكلورية والسطحية التي تؤسس لها بعض المواقع، وما كشف عنه أول أمس الثلاثاء، السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بمعية رئيس الجامعة الكامرونية لكرة القدم على هامش مناظرة كرة القدم النسوية بإفريقيا المنعقدة بمراكش، والذي يضع حدا لكل الشائعات والأخبار التي جرى تداولها في الإعلام الإفريقي والتي تقول بأن المغرب يخطط بمعية الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لسحب تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2019 من الكامرون لتأخرها الكبير في الوفاء بالتعهدات والإلتزامات المنصوص عليها في دفتر التحملات، يؤكد بالفعل هذه الحكمة التي قلت أنها المتحكم أصلا في بناء المواقف أيا كانت طبيعتها.

يذكر قراء هذه الزاوية أنني قلت من منطلق قناعات راسخة وتقيدا بالتحليل الموضوعي للوقائع واحتكاما للسياقات الزمنية البالغة الدقة والحساسية، أن المغرب لن يطلب تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2019 لأسباب رياضية وسياسية وقومية إفريقية، بل إنه سيعلن في الوقت المناسب عن دعمه الكامل لإقامة نسخة 2019 بالكامرون.

ولأن المناسبة شرط، وفي التكرار إفادة، فإنني أعيد ما كنت قد نشرته في هذه الزاوية بعدد «المنتخب» ليوم الإثنين 5 فبراير 2018، سائلا العذر من القراء الذي يتلهفون لقراءة الزاوية:

«كلما تحدث أحمد أحمد رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالإيماء أو بالإشارة، بالتلميح أو بالتصريح عن الصعوبات التي تصادف الكامرون للتطابق بالكامل مع دفتر التحملات الخاص بتنظيم كأس إفريقيا للأمم في نسختها القادمة، وكلما راجت أخبار هي من أصل الإجتهادات الإعلامية عن إمكانية سحب تنظيم المونديال الإفريقي لعام 2019 من بلاد الأسود غير المروضة، إلا وحضر المغرب في صلب الجدل، كمنظم مبرمج لهذه النسخة بعد سحبها من الكامرون، وجراء ذلك تفتح الصحافة الكامرونية النار على أحمد أحمد وعلى «الكاف» وحتى على المغرب، بمبرر واحد ووحيد هو أن «الكاف» رتبت بشكل مسبق لنقل البطولة للمغرب، ومهما فعلت الكامرون فإنها بالتأكيد لن ترضي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ولن تحول دون الهيمنة التي صمم عليها المغرب للإستحواذ على كل البطولات القارية.

وسمحت الصحافة الكامرونية لنفسها بإطلاق العنان للخيالات والتهيؤات، فقالت أن المغرب لن يستريح إلا إذا ثأر من الكامروني عيسى حياتو الرئيس الأسبق لـ «لكاف» الذي لن ينسى له المغاربة أنه جردهم من حقهم في تنظيم كأس إفريقيا للأمم سنة 2015، بحجة أن كل المبررات التي طرحها المغرب وقتذاك لتعليل طلب الإرجاء واهية، وهل هناك أفضل طريقة للإنتقام، من تجريد الكامرون من تنظيم كان 2019 التي يقود لجنتها التنظيمية الشيخ عيسى ونقلها للمغرب.

لنسأل الآن أنفسنا بكامل التجرد والموضوعية:

هل يفكر المغرب حقا في تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2019 بعد سحبها من الكامرون؟

وهل من مصلحة المغرب أن يتقدم أصلا لتنظيم هذه النسخة بالذات، وإثارة «فتن» في هذا التوقيت البالغ الحساسية هو في غنى عنها؟

لابد وأن نضع المسافة الضرورية بين أمرين إثنين ونحن نعالج الجدوى من تنظيم المغرب لـ «الكان» في نسختها القادمة فيما لو تم سحبها من الكامرون، بين أن يفعل المغرب بالإتزان والتبصر المعروف بهما، سياسة جنوب جنوب التي أبدع لها مقاربة هي من روح العصر، والتي تلزمه بالكثير من المسؤوليات اتجاه قارته الإفريقية، وبين إعطاء الإنطباع للأشقاء الأفارقة أن وراء سياسة الإقتراب هاته نوايا الهيمنة والإستحواذ وضرب أحلام الآخرين.

لقد بادر المغرب إلى طلب بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بعد أن استحال تنظيمها بكينيا، ليجسد على أرض الواقع سياسة اليد الممدودة للشباب الإفريقي وللهيئات الرياضية الإفريقية بهدف إنجاح تظاهراتها، وقد فعل المستحيل من أجل أن يضفي على هذه البطولة مسحة جميلة هي من أصل مقدراته التنظيمية، إلا أنه في ذلك لا يرمي إطلاقا إلى سلب الحقوق من أصحابها أو إلى نسف المشاريع التنموية التي تراهن عليها دول إفريقية بعينها عند طلبها لتنظيم المنافسات الكروية الإفريقية، لذلك أكاد أجزم أن المغرب بريء مما ألصق به في موضوع الجدل القائم حول مقدرات الكامرون لتنظيم كأس إفريقيا للأمم التي صار لها دفتر تحملات أكثر دقة وصرامة بعد أن قرر الأفارقة من خلال جمعيتهم العمومية بالصخيرات، الزيادة في عدد المنتخبات المتبارية في إطار النهائيات لتصبح 24 منتخبا عوض 16.

إن أكثر شيء يجعل المغرب خارج سباق تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2019، هو أنه يوجد اليوم في صلب منافسة تقتضي أن يكون دقيقا في تحركاته، حذرا في مبادراته ومركزا بالكامل على معركة ما دخلها إلا لأنه مؤمن بربحها، معركة تنظيم كأس العالم 2026 بالطبع، إن المغرب يحتاج فعلا لأن تكون كل دول القارة الإفريقية وراءه ليربح رهانه ورهان الأفارقة بتنظيم كأس العالم للمرة الثانية مع نهاية القرن الأول من عمر المونديال، بعد أن نظمت الأولى بجنوب إفريقيا سنة 2010.

لن نختلف على أن للمغرب القدرة الكاملة على إنجاح التحول الكبير الذي تنشده القيادة الجديدة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في مجال تحيين ورفع جودة البطولات القارية، وفي مقدمتها كأس إفريقيا للأمم، ولا خلاف على أن المغرب يمثل للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الخيار الأمثل لتنظيم كأس إفريقيا للأمم بشكلها الجديد في ما لو عجزت الكامرون عن الوفاء بالتعهدات المفروضة في دفتر التحملات الجديد، إلا أن ترتيب جدوى المصالح، الترتيب المنطقي والموضوعي، يفرض أن لا يشغل المغرب في هذا الوقت بالذات فكره بشيء آخر، غير ربح الرهان الأكبر المتمثل في تنظيم كأس العالم 2026 حتى لو كان ذلك في نظر الكثيرين ضربا من المستحيل أو جريا وراء حلم من دخان.

الحكمة والتبصر والمصلحة تقتضي أن لا يتقدم المغرب لطلب تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2019، لأنه لا يمكن أن يبحث عن عصافير كثيرة فوق الشجرة وهو الذي يملك عصفورا في اليد».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا ما تنبأنا بحدوثه هذا ما تنبأنا بحدوثه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib