مجرد محاولة ترجمة لـحشرجة صدور جماهير الجيش

مجرد محاولة ترجمة لـ"حشرجة صدور جماهير الجيش"

المغرب اليوم -

مجرد محاولة ترجمة لـحشرجة صدور جماهير الجيش

بقلم - إبراهيم شخمان

ضاقت الأرض بما رحبت، على جماهير الجيش الملكي لكرة القدم، وباتت تشعر بأنها غير مرغوب فيها، بسبب الإجراءات، التي تتخذ في حقها دون سابق إنذار ولا مبررات، إذ ووجهوا بالمنع من كل حدب وصوب، وأغلقت الملاعب ومحطات القطار ووسائل النقل العمومية، أبوابها في وجهوهم، وباتوا يبحثون عمن يوصل صوتهم كمن يبحث عن إبرة في جبال من القش..
 الحكاية قديمة، لكنها تتكرر، والقرار الأسهل والمقاربة الأبسط في نظر المسؤولين، كانت دائما هي المنع والصد و"الويكلو"، حتى أن الجمهور العسكري، تابع، بحشرجة في الصدور، جماهير النادي القنيطري والمغرب الفاسي، يؤثثون أمس السبت (5 أكتوبر)، مدرجات الملعب البلدي، ويقدمون الدعم لأنديتهما، بينما هم ممنوعون من الملعب القريب من معاقلهم بـ "العاصمة الكبرى"، دون تقديم أي مبررات واضحة.
قرار "شفهي" لم يكلف أصحابه أنفسهم عناء توضيح خلفياته، ولو ببضع أسطر عبر بلاغ رسمي، يشفي غليلهم، ويطرد الهواجس عنهم، إذ بات الجمهور العسكري، متيقنا من أنه وفريقه يتعرضون لمؤامرة، وكيف تقنعهم بالعكس وتظافر الأحداث وتواليها وتراكمها، تكاد تنطق بذلك فعلا..
البداية كانت بحرمان الفريق من مدربيهم في عز التألق، حينها استنجدت الجامعة بامحمد فاخر ثم بعده رشيد الطاوسي، لتولي قيادة المنتخب الوطني، وهو ما تسبب في فرملة المسار التصاعدي للجيش الملكي، مسؤولو الأخير رفضوا الاعتراض، لأنهم يعتبرون أن فريقهم إنما أحدث ليكون قاطرة للرياضة الوطنية، وأن المصلحة العليا تجعلهم يقبلون بتجريدهم من قائد السفينة بنفس رضية، دون تبرم أو احتجاج ولو بعثر ذلك أوراق الفريق في أحرج الأوقات.. ثم أحكام "قاراقوشية" أصدرتها الجامعة في حق جمهوره، في العديد من المناسبات، حيث تندلع أحداث شغب في ملعب خارج الرباط، في ضيافة منافسي الجيش الملكي، فيحكم بـ"الويكلو" في ملعب الرباط، كما يتم توقيف الجمهور، لمباراة أو مباراتين، لأن الجمهور الضيف قام بأعمال تخريب أو اشتبك مع الأمن، ظلوا يتساءلون وما ذنبا نحن؟ لتاتي الاشاعات، التي ترسل الفريق إلى مدينة العيون العزيزة، لتزيد اليقين بوجود ما يحاك ليلا، وتنزل مقالات مستندة على "مصادر متربصة"، لتنعي الفريق إلى مثواه الأخير، مقدمة عزاءها لمئات الآف من أنصاره وهي تضحك في عبها، بينما ترسم على وجهها حزنا مصطنعا، جعلت التماسيح تستغرب من استنساخ دموعها على وجوه بشرية.. إن الجمهور العسكري، قدم العديد من الصور الجيدة، وقدم مجهودات جبارة، لمحو الصورة القاتمة التي رسمت عنه قبل سنوات، بعد أحداث الخميس الاسود وأحداث ملعب الفتح، زادتها قتامة، مقاربات إعلامية "غبية"، حاولت شيطنة هذا الجمهور، وكأنه وباء، أو غرباء سافروا عبر الزمن وحلوا من كوكب آخر..
الشغب، حينما تضخمه أنت أيها "الإعلامي" لما يتعلق بجمهور ما، وتختار بعناية فائقة مصطلحاتك من قاموس الاجرام والهمجية لتصف مرتكبيه، ثم ترش عليه المساحيق، وتحاول شجبه محتشما وخجولا، وباحثا في الوقت ذاته عن مبررات لتغطيته حينما يرتكبه جمهور آخر، فأنت تساهم في الشغب والكراهية، لأن الشغب هو الشغب، في الرباط والبيضاء ومراكش وتطوان وطنجة، والمشاغب هو المشاغب، ذلك المراهق والشاب المغربي النمطي خريج أسرنا ومدارسنا وسياساتنا، هو فشلنا يتحرك أمامنا، فلا فرق بين مشاغب رباطي وبيضاوي إلا باختلاف الألوان.. وأخيرا، فالقلم هو القلم، مداده واحد، وقافية ما يكتبه ورويها واحدة، لا أذن له، يتبع فقط وحي نبضاتك لما تمسكه بين السبابة والإبهام، أو حين تنقر أناملك لوحة مفاتيح حاسوبك وأنت في مكتبك المريح، يتبع نبضات قلبك أنت فقط، نبضات ضميرك المهني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجرد محاولة ترجمة لـحشرجة صدور جماهير الجيش مجرد محاولة ترجمة لـحشرجة صدور جماهير الجيش



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib