تخوين الناصيري ولقجع

تخوين الناصيري ولقجع !!

المغرب اليوم -

تخوين الناصيري ولقجع

بقلم : بدر الدين الإدريسي

سألت يوما أحد الذين مروا على رئاسة الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم، إن كان ضروريا تكسير حكمة الصمت والرد بقسوة على ما يرمى به هو والاتحاد، من تهم وضلالات وإشاعات مغرضة، فجاء جوابه هادئا كطبعه: «وهل سأمضي وقتي كله في إصدار بيانات الحقيقة التي تكذب وتدحض وتظهر الحقيقة للناس؟ في جحور سرية، يقبع أناس لا شغل لهم إلا رمي الجامعة ومن يتحرك بداخلها بالأكاذيب، وإن أنا ألححت على الرد عليهم، لما بقي لي وقت أنفقه على عملي على رأس مؤسسة بأهمية واستراتيجية جامعة كرة القدم في المشهد الرياضي الوطني..
كل تلك السفاهات عرضنا عنها بتركها، وكل تلك الإساءات كنا نعرف لها صناعا تجاوزنا عنهم، وتركنا من بيده ميزان العدل يحاسبهم عليها، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح».
ما ذكرني بهذا البوح، ما سمعته من سعيد الناصيري رئيس الوداد البيضاوي وهو يتحدث في خرجة إعلامية محسوب ومخطط لها، عن البدع التي أطلقها البعض بخصوص الطريقة التي تدبر بها الناصيري نفسه القضية العالقة إلى الآن والمرتبطة بالنهائي العار الذي كان ملعب رادس مسرحا له، والأدوار التي لعبها رئيس الجامعة فوزي لقجع من أول يوم للإنتصار لمصلحة الوداد.
لا شك أن الناصيري خرج عن صمته الإعلامي، بإيعاز مما ألصق به وبرئيس الاتحاد من توصيفات قدحية وظالمة، لا سند قانوني ولا حتى منطق لها، فقد ذهب الضالعون في الإساءة بتحريض من لوبي هاجسه الأول تقويض صرح كرة القدم الوطنية، إلى الإدعاء بأن الناصيري باع «لماتش» للترجي في قضية النهائي العار لعصبة الأبطال، وأن فوزي لقجع خان الوداد وتخلى عنها في عز حاجته إليه، وفي الحالتين معا هناك تخوين للرجلين..
لا حاجة بالطبع لأن أعيد سرد سيناريو ما حدث منذ اللحظة التي قرر فيها لاعبو الوداد بتحريض من رئيسهم الناصيري، عدم استئناف اللعب بملعب رادس، لحين تشغيل الفار، والتأكد من صحة هدف وليد الكرتي المرفوض، وإلى غاية عرض القضية على محكمة التحكيم الرياضي بسويسرا لنقض حكم اللجنة التأديبية المآزر من طرف لجنة الإستئناف التابعتين معا للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فمن ينفق المال والجهد ويطارد المساطر القانونية بكل تعقيداتها ولا يتصور للحظة واحدة أنه يطارد خيط دخان، لا يمكن إلا أن يكون مؤمنا بعدالة قضيته، ولا يمكن أن يفعل شيئا آخر غير صون الأمانة التي قلده بها شعب الوداد، وصيانة الأمانة هي أن لا يعدم وسيلة قانونية لاستعادة الحق المسلوب.
هكذا تصرف سعيد الناصيري بكل أمانة من دون أن ييأس، وحتى إن قدر، ولم تنصف المحكمة الرياضية الدولية الوداد في مطالبته بإعادة النهائي الملعون في بلد محايد، فإن الناصيري سيكون قد أدى واجبه على الوجه الأكمل بما يمليه عليه الضمير الحي وبما تفرضه عليه أدبيات قيادة فريق بمرجعية وتاريخ الوداد، فكيف لرجل بهذا الإصرار وبهذه الإستماتة أن يكون خائنا؟
وإزاء هذا المسلسل الماراطوني بفصوله الزمنية الثلاثة، كان لفوزي لقجع رئيس الاتحاد دور وأي دور في المصاحبة والدعم واقتراح البدائل وممارسة ما هو مقدر له من جهد للضغط من أجل الإنتصار لعدالة قضية الوداد.
ومن يرصد جيدا ما يتفاعل على مسرح الأحداث وما ينجز في الغرف المغلقة، يمكن أن يدرك جيدا المساحات الكبيرة التي تحرك فيها فوزي لقجع ليعيد للوداد حقه المسلوب، وقد فعل ذلك بضمير الوصي على مصلحة كرة القدم والحامي لحقوق الأندية الوطنية التي سلمته أمانة تسيير جامعة كرة القدم، ويمكن لكل حاذق أن يستخلص حقيقة على درجة كبيرة من الأهمية، وهي أن ما فعله فوزي لقجع بجلباب رئيس الاتحاد، كان يمكن أن يدمر وظيفته كنائب لرئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، كيف لا وهو من خرج على العلن يسأل رؤساء الأندية الوطنية، وكل الشرفاء الذين يقفون على رأس اتحادات وطنية أفريقية العون لإسقاط لوبيات الفساد داخل الكونفدرالية؟
كيف لا وهو من استهدفه الحاسدون والحاقدون والخائفون من بطشه بالكثير من التهم الرخيصة والتي منها أنه يجر «الكاف» إلى مستنقع متسخ؟
أعود لما قاله لي صديقي الذي أتحفظ عن ذكر إسمه، من أن إنفاق الوقت كله في تكذيب المارقين والتشهير بصناع الفتنة والضلالات وصياغة بيانات الحقيقة، سيكون على حساب زمن، الأجدى أن يخصص بالكامل لتسريع الأوراش الحيوية التي عليها يتوقف مستقبل كرة القدم الوطنية ويتوقف عليها مصير الملايين من الشباب المغاربة الذين يتوقون إلى كرة قدم وإلى رياضة وطنية تحقق لهم أحلامهم..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخوين الناصيري ولقجع تخوين الناصيري ولقجع



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib