باك وان
الموانئ العراقية تنفى ماتردد بشأن وجود تسرب نفطى فى المياه الإقليمية إيطاليا تسجل أكثر من 13 ألف إصابة و85 حالة وفاة بفيروس كورونا خلال أسبوع آلاف الإسرائيليين يهرعون إلى الملاجئ بعد سماع دوي صفارات الإنذار في قيساريا والخضيرة وحيفا شمال الأراضي الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في هجوم إطلاق النار بمنطقة يافا إلى 7 أشخاص مقتل 3 مسعفين جراء قصف إسرائيلي استهدف مراكز للإسعاف في بلدات جويا وجدلزون وعيناتا جنوب لبنان إسرائيل تُنذر سكان 25 قرية جنوب لبنان بضرورة الإخلاء إلى ما وراء نهر الأولي وزارة الصحة في غزة تُعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على غزة حيث بلغ عدد القتلى 41870 و 97166 مصاباً وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان
أخر الأخبار

"باك وان"..

المغرب اليوم -

باك وان

بقلم : يونس الخراشي

التعب صديق جيد، يقودك في بعض الأحيان إلى اختيارات ممتازة. ونتيجة للإرهاق الذي كان يصيبني، وزملائي الآخرين، لأننا كنا نشتغل دون توقف، إلا لماما، كي نأكل، أو كي ننام بعض الوقت لنسترجع طاقة العمل مجددا، فقد كنت أستسلم للنظر إلى جمال ريو ديجانيرو الرائعة من حولي، تاركا للعينين أن تسبحا في ملكوت بديع، ينتهي غالبا بحسرة، نتيجة سؤال ينبض في القلب:"لماذا لا نملك مدننا كهذه؟".
حدث ذلك عدة مرات، وبخاصة حين كنا نصعد إلى حافلات "الباك وان"، المخصصة لنقلنا إلى الفندق، ومنه إلى المركز الإعلامي، بين منطقتي بارا وإيبانيرما، فنجد "الويفي" معطلا، إذ كنت ألقي برأسي الأقرع على زجاج النافذة، وأستسلم لخدر البرد المثلج الهابط من المبردات، والمنبعث من زجاج نوافذ محكمة الإغلاق، لا يمكن فتحها إلا بطريقة واحدة، وهي تلك المطارق الحمراء المعلقة في جدران الحافلة، والمكتوب بجانبها طريقة استعمالها عند حدوث كوارث؛ مع أن الكارثة الوحيدة هي أن تكتشف كم هي مدينتك متسخة، وبئيسة، بالقياس إلى مدن أخرى محسوبة بدورها، ظلما وعدوانا، على العالم الثالث.
كانت الانطلاقة من فندق "أوبتيون"، حيث كنا نقيم، تبدأ في اتجاه اليمين الحاد، لأن الوسط يؤدي إلى طريق سيار، ثم بعد مسير بحوالي 600 أو 700 متر أو أكثر، تنعطف الحافلة يسارا، ليعود السائق من الجهة المقابلة إلى شمال المدينة، من طريق مستقيم، قبل أن ينعطف انعطافة واحدة أو اثنتين، ليعبر من جانب القرية الأولمبية، حيث يقيم أبطال العالم جميعهم في عمارات شاهقة، ثم إلى اليمين مرة أخرى، فإلى لفات لولبية، وهو يصل إلى المحطة الأخيرة، ليتوقف عند علامة تخص "باك وان" بالتحديد.
وأثناء ذلك السباق المحموم للسائقين، الذين كانوا يسرعون أكثر من اللازم، ربما لأنهم نصحوا بذلك تجنبا لأي هجمات على حافلات الصحافيين والحكام (وقع هجوم منذ اليوم الأول)، أو لربما لكي لا يدقق الإعلاميون، بخاصة، في بعض الأمور السيئة، كنت أستعيد اكتشاف المدينة، أو للحق ذلك الجزء من المدينة (لأنها ضخمة)، بحيث كنت أركز على المناطق التي لم يسبق لي أن دققت فيها النظر، فأستزيد مما أرى على ما سبق أن رأيت.
الطريق نفسها كانت جيدة من حيث بينتها، أما العمارات فكانت تثيرني دائما لكونها شاهقة جدا، ومتباعدة عن بعضها بما يتيح لكل ساكن حقا في الهواء والخضرة ومساحات للهدوء وأخرى للعب، بالإضافة إلى أنها كانت بواجهات متناسقة، وبنوافذ لا شبابيك حديدية تغير مظهرها الأصلي، فيما كانت البنايات البسيطة تتيح لي أن أرى ما وراءها، وهو غالبا عبارة عن أحياء لسكان بسطاء، ولكنهم جميعا منظمون، بحيث أنك لا ترى أبدا قمامات عفنة، أو مظاهر غير لائقة، باستثناء تلك المناظر الفاقئة للعينين، وتهم الفافيلات؛ أو العشوائيات بلغتنا.
شيء آخر كان يستدعي مني تدقيقا في النظر، وهو محطات الحافلات العموميو، والتي كانت تتواتر كلما تقدمنا في الطريق نفسه، متوسطة الطريق، عبارة عن بنايات مستطيلة، بسقف بسيط، وبأبواب زجاجية إلكترونية، تتيح للحافلة، التي لها طريقها الخاص (أوتوروت - لا إشارات ضوئية فيه)، الدخول بأمان، إلى أن يصعد الركاب، ثم تنطلق بسرعة جنونية بدورها.
بطبيعة الحال كنت أراقب الناس من زجاج الحافلة، وهي تركض مثل وحش في الطريق، فأراهم على قدر من التحرر، بل على قدر كبير من التحرر، بما يتناسب مع ثقافتهم، ومعتقداتهم، دون أي تحرش يذكر بالفتيات، والنساء، وهن تمضين في الشوارع بألبسة خفيفة، جنبا إلى جنب مع شباب ورجال، متخففون بدورهم في ألبستهم، بفعل الحرارة، وبفعل ثقافتهم الخاصة في هذا الجانب.
كانت صور السيارات، على اختلافها، بدورها تثيرني، بحيث كنت أرى كل الأنواع التي توجد في المغرب، إلا سيارة واحدة، وهي "فولسفاكن" القديمة، التي اختفت إلى حد كبير، وهي تستعمل، في ريو بكثرة، لحمل الأثقال. فكنت كلما شاهدتها استرجعت ذكريات خاصة معها، وتساءلت كيف لهؤلاء أن يحتفظوا بهذا النوع من السيارات؟
أشياء أخرى كثيرة كانت تأسرني ونحن في الطريق، ضمنها تلك الجبال التي تشبه "قوالب السكر" عندنا، بالخضرة التي تكسوها، وهي تطل على شاطئ من المحيط الأطلسي، وتجدها مرة إلى اليمين، وأخريات في اليسار، قبل أن تجدها مطلة على بحيرة كبيرة، برائحة نتنة بعض الشيء، قبالة المركز الإعلامي، وتشكل واحدة من أجمل ما يوجد في ريو ديجانيرو، المدينة الحالمة بنهاية الأسبوع، ولا شيء غير نهاية الأسبوع.
إلى اللقاء.
(مع البرازيلي راي، بقرب حافلة "باك وان"، وجانب من ريو)

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باك وان باك وان



GMT 11:51 2019 السبت ,24 آب / أغسطس

الألعاب الإفريقية..

GMT 12:03 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

إيكيدير الإنسان

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:20 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء
المغرب اليوم - نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء

GMT 08:16 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم
المغرب اليوم - الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 09:31 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

ليونيل ميسي يكشف أكثر خصم أزعجه في مسيرته

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib