معارض الكتب هوية حضارية أمام العالم
استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا اليويفا يفرض غرامات على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والإسرائيلي عقب الأحداث التي وقعت أمس في باريس ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية وفاة الأميرة اليابانية ميكاسا أكبر أعضاء العائلة الإمبراطورية عن عمر يناهز 101 عاماً
أخر الأخبار

معارض الكتب.. هوية حضارية أمام العالم

المغرب اليوم -

معارض الكتب هوية حضارية أمام العالم

بقلم : أحمد بن ركاض العامري

ينظر الكثير من المتابعين للشأن الثقافي في العالم العربي إلى معارض الكتب الدولية بوصفها مساحة للقاء الناشرين، وتسويق الكتاب، وعقد حفلات توقيع الإصدارات الجديدة، فيما الواقع يشير إلى ما يتجاوز ذلك بكثير، فالمعارض تتعدى دورها المتمركز في الكتاب، وفكرة النشر لترتبط في الواقع الاقتصادي، ومفهوم السياحة بمختلف أشكالها، إضافة إلى ما يمكن وصفه بالصورة التاريخية للحضارات والبلدان. 
قد يبدو هذا انزياحاً نحو مساحة مغايرة لما تقدمه معارض الكتب بشكلها التقليدي، إلا أن العارف لكواليس تنظيم المعارض، والعارف لقائمة الأرقام الظاهرة عقب انتهاء المعارض، والمتمعن للأثر التاريخي المتنامي سنة تلو سنة، يجد أن فكرة معرض الكتاب تمضي على أكثر من مسار في الوقت ذاته، وكل مسار في ذاته مركزياً ومهماً لفكرة النهوض بمختلف أشكال هذه المعارض المعرفية، والحضارية، والاقتصادية، وغيرها.
يمكن قراءة أهمية معارض الكتب في قدرتها على تجاوز شكلها الظاهر بتتبع واحدٍ من المعارض الفارقة في تاريخ الثقافة العربية، وتحقيق المقاربة والمقارنة مع ما يقابله من معارض دولية لها تاريخ يصل إلى مئات السنين، فالواقف عند الأثر الذي حققه معرض الشارقة الدولي للكتاب، يجد أنه استطاع تقديم صورة مغايرة عن النشر في العالم العربي، ويحقق التواصل الفاعل بين الكاتب، والناشر، والمؤسسات المعنية بالكتاب على نطاق دولي يتجاوز الجغرافيا العربية، وحتى الآسيوية، والشمال الأفريقية، ليصل إلى القارة الأوروبية، والأمريكيتين.
يتجلّى هذا الأثر وأهميته بالوقوف عند اتفاقيات النشر والترجمة التي جرت بين مؤسسات النشر العربي والنشر الغربي، من خلال البيئة التي وفرها معرض الشارقة لهذه المؤسسات للتواصل وعقد الصفقات، فالمعرض يستقطب كبار الناشرين في العالم، ويقدم لهم واحدة من الصور الضرورية عن المثقف، والكاتب العربي، من خلال مستويات التنظيم، وحجم العناية، والتنوع في عرض واقع الثقافة العربية، وهو ما جعل من هؤلاء الناشرين أكثر إدراكاً لأهمية ترجمة أعمالهم وتقديمها لهذا المثقف، ما زاد من حركة الترجمة في دولة الإمارات والعالم العربي.  
ربما تكون الصورة الواضحة والحقيقة هي التي ظل المشهد الثقافي العربي يفتقر إليها، فغياب أسماء الكتّاب العرب عن الجوائز العالمية، والتقصير الواضح في ترجمة أعمالهم إلى أهم لغات العالم، مرده إلى الصورة الغائبة عند المثقف الآخر، أو الحراك الثقافي في إطاره العالمي، إذ حتى اليوم لم ينل جائزة نوبل للآداب سوى كبير الرواية العربية الراحل نجيب محفوظ، في الوقت الذي قدّم الكثير من الروائيين والكتّاب والشعراء منجزاً فذاً يستحق لفت نظر القارئ العالمي إليه.
من جانب آخر، حقق معرض الشارقة الدولي للكتاب لحركة النشر والتأليف على صعيد دولة الإمارات، الكثير من الإنجازات، فالمتابع لعدد دور النشر الإماراتية يجد أنها حققت طفرة نوعية، وكمية، خلال الخمسة أعوام الأخيرة، وحقق احتكاكها مع كبار دور النشر العربية والعالمية فرصةً لاكتساب خبرات في الطباعة، والتسويق، والتوزيع.
ليس ذلك فحسب ما يمكن قراءته في تتبع مسارات معارض الكتاب في حضورها الفاعل، إذ تُفعّل المعارض حركة السوق التجارية والاقتصادية، وتحيي النشاط السياحي بكل مستوياته، فمثلما هناك سياحة استجمامية، وسياحة علاجية، أنتجت معارض الكتب الكبرى ما يمكن وصفه بـ"السياحة الثقافية"، إذ يتوافد القراء إلى الدولة المنظمة للمعارض، ويقيمون فيها خلال فترة المعرض، لتحقق أعلى مستويات الاستفادة الثقافية مما تقدمه المعارض سواءً من الندوات، أو عروض الكتب، أو الأمسيات، أو غيرها من الفعاليات.
يظهر هذا النوع من السياحة خلال فترة معرض الشارقة الدولي للكتاب، فبلدان الجوار الخليجي، تتوافد إلى الشارقة، لتحقق زيادة واضحة في نسبة الإشغال الفندقي، وتظل طول أيام المعرض متابعة لمجريات المعرض وجديده، وكثير منهم يحضر لشراء كميات كبيرة من الكتب لمكتبته المنزلية، أو للمكتبات المدرسية والجامعية والتجارية، وهذا الأمر يعمل على تنشيط حركة الشحن أيضاً، هذا إضافة إلى الناشرين أنفسهم وما يشكله حضورهم من إنعاش للحركة الاقتصادية في الدولة.
كل هذه الأدوار التي تتحملها معارض الكتب العالمية، تبدو متغيّرة وهامشية مقارنة بالدور التاريخي الذي يمكن للمعرض أن يحققه لبلده وشعبه، فالكثير من معارض الكتب في العالم باتت علامة فارقة في التاريخ الحضاري للبلدان بحيث صارت جزءاً من هويتها أمام سائر البلدان والحضارات، فكما ينظر العالم إلى باريس في برج إيفل، ينظر العالم إلى فرانكفورت بتاريخ معرض كتابها الدولي الذي يعد أكبر معرض للكتاب في العالم ويعود تاريخه إلى خمسمائة عام ماضية.
لذلك لا يمكن الاكتفاء بالنظر إلى الإنجازات الراهنة لمعرض الشارقة الدولي الكتاب وحسب، فالعقود المقبلة والسنين، ستكرسه كواحد من الشواهد الحضارية التي تقدّم صورة الشارقة، والإمارات لسائر ثقافات العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارض الكتب هوية حضارية أمام العالم معارض الكتب هوية حضارية أمام العالم



GMT 13:35 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 10:49 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 11:06 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 20:08 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 10:17 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib