فن العيش
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

فن العيش

المغرب اليوم -

فن العيش

أشرف طانطو

نحن لزمن السبعينات حيث النظام ونظافة المسابح، الثقافة السينما المسرح ودور الشباب :
أن تختار كتابة الرأي أو أن تكون كاتب رأي، فذلك يتطلب منك القراءة ثم القراءة، مطالعة الكتب والإطلاع على مواضيع مختلفة.
كما يتطلب منك ذلك، مناقشة ما يجري داخل المجتمع والإلمام بكل ما يحدث وما له من راهنية....

في هذا الصدد، لدي فضول وتطفل إيجابي للحوار والمناقشة مع أي شخص وفي أي مكان، ولطالما كونت صداقات رائعة بفضل هذا الفضول والتطفل.
البارحة بينما كنت في المقهى منتشيا بشرب شاي بالنعنع، ممسكا بسيجارة وقلم لفك شيفرة الكلمات المتقاطعة، أثارني نقاش بين رجلين في الخمسين من عمرهما، يدور حول الجو العام للقنيطرة وكيف كانت الحياة بالمغرب في السبعينيات من القرن الماضي.

ولم أتمالك نفسي فوجدتني مشاركا في النقاش بجانب الرجلين، فبدأت أطرح جملة من الأسئلة، أسئلة قد تمكنني من العيش في تلك الحقبة الغابرة من الزمن من خلال الشهادات والحكي.

وهذا كان مغزى أو فحوى نوستالجيا الرجلين الخمسينيين :
1)   نظام ونظافة المسابح :
قال الرجلان، أن حياة السبعينات كانت رائعة جدا وذات معنى، فمثلا حينما كنا نذهب للمسبح البلدي، كان هناك نظام وإحترام كبير لهذا المكان، فلم يكن مسموحا بالإرتماء والغطس في المسبح إن لم تذهب أولا لمكان الإستحمام وإزالة العرق والغبار حفاظا على نقاء وسلامة المياه من المكروبات، وأضاف أحدهما لقد كنا نقدس المياه ولا أحد منا كان يجرأ على التبول فيه كما يفعل أبناء اليوم، ليضيف الآخر كما كانت هناك سلالي مخصصة لوضع الملابس حفاظا على جمالية المكان وترتيبه. لقد كان زمنا جميلا حقا.

2 )  لقد كنا نتنفس الثقافة :
هنا يتحدث الرجلان والحزن باد على وجهيهما البشوش، ويقولان نتأسف على حال الثقافة في المغرب والقنيطرة.

ويضيفان كانت أياما حلوة تلك التي قضيناها أيام المد الإشتراكي، لقد كبرنا مع دور السينما والمسرحيات التي لعبت دورا تنويريا فكريا بالإضافة إلى النشاط الكبير الذي كانت تعرفه دار الشباب التي كان لها دورها في التأطير وبناء الشخص.

ليكملا الرجلان ويقولان، نشعر بأسى شديد ونحن نمر بجانب دور السينما المغلقة بالمدينة، ونحن نسمع عن دور شباب أصبحت كمدن الأشباح لا قيمة تأطيرية فكرية تثقيفية لها.

ونتألم من رؤية شباب نخرته المخدرات وإلتهمته عقلية السرقة والإعتداء على الآخر بعدما أعدمت المسارح والسينما.
نحن نعيش ردة ثقافية فكرية خطيرة جدا.
لقد كنا نتنفس الثقافة ونحيى بالفنون، لقد كنا نتنفس الثقافة يا ولدي.
3 ) كنا نلتهم الكتب إلتهاما :
 
يبدو أننا كنا محظوظين جدا على عكسكم أنتم اليوم ، فبجانب النشاط الكبير لدور السينما ووفرة المسرحيات الرائعة ، كنا مهووسين جدا بقراءة الكتب والروايات فهذه كانت هوايتنا المفضلة إقتناء الروايات الأدبية والكتب التاريخية الفلسفية.
لقد كان الناس مثقفين جدا يناقشون أي موضوع وبفكر عالي ، ولهذه الأسباب ضربت الثقافة في المغرب لأنهم لا يريدون شعبا واعيا مثقفا لأن ذلك يرعبهم ويطالبهم بالتغيير.

في خضم الحديث عن الكتب والروايات ، طرحت سؤالا على الرجلين ، هل تضنان أن الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي اليوم ، ساهما بنفور الشباب وإبتعادهم عن ثقافة الكتب والمطالعة.

فرد علي أحدهما وقال ، نعم ولكن ليس بنسبة كبيرة بل على العكس فالأنترنيت أتاح إمكانية كبيرة للوصول لأي نوع من الكتب والثقافات لكن شريطة الإستغلال الجيد لهذه التكنولوجية السحرية ، والمسؤول الأول كما سبق وأشرنا هو الدولة فإقبار الثقافة والفكر شيء ممنهج ومقصود.

وقال صديقه الاخر ، أشعر بالحزن حينما ارى شباب اليوم يملؤون المقاهي والشارع العام ولا يحملون أي كتب في أيديهم ، ثم أضاف أحن لزمن المقاهي الأدبية.
 
4 )  كنا نعشق الحياة ولم يكن هناك أي تطرف ديني :
بعد الحديث عن الثقافة، السينما، المسابح... سألت الرجلين عن مسألة مهمة جدا وهي الجانب التديني وكيفية العيش، فكانت الإجابة كالتالي :
كما يعلم الجميع، كانت السبعينات محطة للقمع وخنق حريات التعبير السياسية والنقابية، لكن في نفس الوقت كانت فترة مميزة مليئة بالحياة فقد كانت هناك موضة اليسار والرغبة في النضاد، كان هناك الهيبيزم والسراويل العريضة من تحت، ناس الغيوان وغيرهم إضافة إلى فلسفة التجمعات النقاشية السرية، الإستمتاع بالموسيقى والأفلام الهندية والكوبوي.

ثم  أضاف الرجلان أن أهم شيء ميز تلك السنوات الماضية، الإنفتاح الذي كان بميز المواطن المغربي الذي كان محبا للحياة لا يحمل أي كراهية للآخر، غير المسلم، فلم نكن نسمع فتاوى التكفير، الحلال الحرام، الجهاد، الحجاب، المرأة والفتنة.....

فالكل كان يعيش ببساطة ودون تعقيدات، فالشواطئ كانت مزهوة بالبكيني والنساء الجميلات ولم يكن هناك أي تحرش جنسي أو تطرف ديني.
بل كانت تنضم مسابقات ملكات الجمال بالبكيني على الشواطئ.

هنا سألت الرجلين عن من المسؤول عن التطرف والردة الحياتية التي بتنا نعيشها في المغرب وأعطيتهما مثال الشابين اللذان ذهبا لداعش من مدينة القنيطرة...
ليجيبني أحدهما وبدون تردد، المشرق هو سبب ذلك فالوهابية التكفيرية والفكر الإخواني أفسدا عقول الشباب المغربي، وأعطاني مثال الشبيبة الإسلامية التي إغتالت عمر بن جلون.

واسترسل الآخر، والدولة المسؤول الأول عن هذا الإرهاب الديني، فهي من أنشأ الحركات الإسلامية وشجعتها بالجامعات والمجتمع لتحارب الفكر اليساري، لتكون النتيجة كارثية تطرف واغتيال للحريات الفردية ووصائية وتطفل على حياة الناس الخاصة.

بعد هذا الحوار الشيق، أنهيت كلامي مع الرجلين بسؤال حول الانتخابات التشريعية المقبلة، فسألتهما عن حزبهما المفضل فأجابا وبذكاء كبير :
 
ليس لدينا حزب مفضل، فالكل سواسية مسكيين من مغرفة وحدة، لكن أكيد لن نصوت على العدالة والتنمية تجار الدين، رأي الفقهة بلاستهم فالجوامع ماشي فالأحزاب والسياسة والحكومة.

وإسترسلا، إلياس العماري هو من سيفوز برئاسة الحكومة فالأمور واضحة فحزب الجرار الأصالة والمعاصرة أصبحت لديه شعبية كبيرة.
وعلى الأقل ابن الريف، رجل حداثي وليس بمستغل متاجر بالدين.

وهنا طرحت عليهما سؤالا حول إلياس العماري وما يقال عنه من نفاذ كبير في الدولة وعلاقته بالمخدرات والإتجار بها.
فقال لي أحدهما ، يجب أن تعلم يا ابني أننا في المغرب نعاني من شيء اسمه عقدة النجاح وأعداء النجاح ، فكلما رأينا رجلا ناجحا في حياته إلا وكثر الكلام عنه ويشكك في مصدر أمواله وثروته.

واستكمل القول ، على العموم من لديه أي دليل فليذهب للقضاء والنيابة العامة ، أما الكلام الفارغ وإتهام الناس فذلك شيء مذموم.
وأنهيا حديثهما معي بالقول، نحن لزمن السبعينات والتعليم مفتاح الحداثة ومحاربة الردة الفكرية والإرهاب الديني وتقديس الحريات الفردية ، ويجب على الحكومة القادمة الإهتمام بالثقافة ثم الثقافة فالثقافة.

وبعد إنتهاء هذا الحوار الشيق ، بالصدفة ، عدت مرة أخرى لكأس الشاي خاصتي وأشعلت سيجارتي الشقراء مرة أخرى، وكلي متمنيات لو كانت لدي آلة زمن ترجع بي للسبعينات، الزمن الجميل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فن العيش فن العيش



GMT 13:35 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 10:49 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 11:06 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 20:08 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 10:17 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib