الرسالة المقدسة

الرسالة المقدسة

المغرب اليوم -

الرسالة المقدسة

القاهرة – أحمد عبدالله

لم أحتاج الكثير من الوقت أثناء بدء دراستي في كلية الإعلام جامعة القاهرة لأدرك مدى أهمية وقوة وتأثير "الإعلام" ونوافذه ومنصاته والقائمين عليه، فكانت سنوات الدراسة الأربع مقسمين بعناية، فتضمن لك السنة الأولى معرفة بكامل بفروع الإعلام الثلاثة بالكلية "الصحافة، الإذاعة والتليفزيون، العلاقات العامة، والثانية والثالثة تخصص في أيهمها، والرابعة تجهيز "مشروع تخرج" تظهر فيه إمكاناتك العملية وتطبيق لما درسته نظريا في السنوات الماضية.

أكثر ما كنا نسمعه خلال دراسة الإعلام وعلومه أن هناك "رسالة مقدسة" قائمة بين المرسل والمتلقي، وأن للأخير حق علي كل من يعمل بالمنظومة الإعلامية، حقه في المعرفة الدقيقة، والمعلومة التي تضيف له، بمعايير تضمن النزاهة ومصداقية المصدر، بالإضافة لأمور أخري كحسن المعالجة وشمولية الرؤية، وهي كلها متطلبات نظرية غابت عن أرض التطبيق، ولسوء الحظ، أثناء واحدة من أكثر فتراتنا ارتباكا وتسارعا في الأحداث.

خلال الأزمة الأخيرة بين مجموعة من الدول في المنطقة ودولة قطر، كنا في أمس الاحتياج إلى وجود إعلام قوي واثق وتسبقه مصداقيته، لا أقول بالطبع يشبه الإعلام الغربي، فمطالعة بسيطة لأي قناة أومؤسسة إعلامية غربية أثناء حدث ما ستدرك الفجوة الواسعة بين مايقدمونه من "وجبات إعلامية" دسمة ومكثفة وعلي مستوي عالي جدا من الاحترافية والقدرة علي الوصول إلي المشاهد، وبين مانقدمه نحن من مواد قد تصيبك بالغموض والتشتت أكثر ماتنفعك في فك طلاسم أي مشهد.

لا أدري أين المشكلة بالأساس، فنحن لانحتاج إلي أن نركز مع النتائج ونتجاهل المقدمات، لا يجب فقط أن نشير إلي ما نعانيه علي مدار السنوات الأخيرة فقط، يجب أن نفتش في الأسباب الحقيقية التي أدت إلي ذلك، والتي قد نجد بالمناسبة أن عناصر أخري قد تسببت في ذلك بشكل رئيسي كالتوجهات السياسية أو الظروف الاقتصادية.

ويبقى المطلوب أن نبذل مجهودات واسعة لإعادة قيمة "الإعلام" والمعنى المجرد للكلمة، وألاينقص ذلك طبعا "النية" لفعله، وبالمناسبة لست أحد المثاليين اللذين يرفضون "توجيه" في دفة الأحداث لصالح رؤية بعينها، ولست من المعارضين لمسألة حق كل طرف في معالجة القصة من وجهة نظره، ولكن علي الأقل يكون هناك "الحد الأدني" من الخدمة الإعلامية التي تجاوب علي أسئلة بديهية من عينة: "لماذا وقع ذلك، كيف حدث، وما معناه، وأي التطورات سنشهدها"، أسئلة بسيطة، ولكنها يجب أن تكون مقدسة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرسالة المقدسة الرسالة المقدسة



GMT 07:56 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 10:27 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقييم رؤساء الجامعــات؟!

GMT 09:27 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ

GMT 09:26 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الرد على الإرهاب بالعلم والعمل

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بوخارست - المغرب اليوم

GMT 13:35 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:23 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

مصنع تيسلا ينتج كميات كبيرة من خلايا بطارية ليثيوم أيون

GMT 11:28 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

قطيع غنم يفاجئ طلاب ثانوية في تاوريرت بدخوله إلى مدرستهم

GMT 00:20 2016 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة حلى الفقع

GMT 15:53 2014 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

القرفة تساعد فى وقف تقدم مرض الشلل الرعاش

GMT 04:44 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

"المكرمية" فن كامل يتصدر أحدث صيحات ديكور صيف 2017

GMT 13:37 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib