هل حقق البغدادي حلم رشيد رضا
تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي عقب إجرائه عملية جراحية طارئة إثر تعرضه لنزيف دماغي وزير دفاع كوريا الجنوبية السابق يحاول الانتحار والشرطة تفتش مكتب رئيس البلاد مقتل 31 شخصاً في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 23 منهم شمالي القطاع قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية
أخر الأخبار

هل حقق البغدادي حلم رشيد رضا؟

المغرب اليوم -

هل حقق البغدادي حلم رشيد رضا

ادريس الكنبوري

من غير المستبعد أن يكون أبو بكر البغدادي، زعيم حركة "داعش" وأمير الدولة في العراق وسوريا، قد قرأ كتابات محمد رشيد رضا، الشيخ الذي يعود له الفضل في التعريف بالفكر السلفي ورسائل الحركة النجدية في العالم الإسلامي في بدايات القرن الفائت، والذي شكل حلقة وصل بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب، زعيم ما صار يعرف بالوهابية، وحسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، إذ كان رشيد رضا هو مدرسة البنا الفكرية، إذ منه تشرب النزعة السلفية التي زرعها في فكر الإخوان، حتى إنه وصف الجماعة التي أنشأها بأنها "دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية".

عاش رشيد رضا في حقبة تميزت بالشد والجذب، ما بين محاولات إنقاذ الخلافة العثمانية قبل السقوط وإعادة إحيائها بعده، في بدايات العقد الثاني من القرن العشرين، وأصدر جريدة"المنار" الشهيرة التي حملت لواء التبشير بهذه المبادئ التي دافع عنها، وفي عام 1922 أصدر كتابه"الخلافة"، الذي ضمنه تصورا شاملا، أو برنامجا، لإعادة بعث الخلافة العثمانية، بشكل متزامن مع قرار الفصل بين الخلافة والسلطنة الذي اتخذه كمال أتاتورك في تركيا، تمهيدا لإسقاط الخلافة بشكل نهائي بعد عامين من ذلك التاريخ، أي 1924.

وقد جاب رشيد رضا أطراف العالم الإسلامي، مثلما فعل قبله جمال الدين الأفغاني، بهدف إقناع زعامات العرب والترك بإعادة بناء الخلافة والتوافق عليها، واقترح على الطرفين التعاون فيما بينهما لهذا الغرض، ووضح بأن الصراع بين العرب والترك على المفهوم الحقيقي للخلافة هو الذي كان سبب انهيارها. ولما أعياه الأمل في الوصول إلى مراده كتب هذا الكتاب شارحا فيه الخطوات التي يتعين اتباعها من أجل بناء نظام جديد للخلافة، على أنقاض الأولى، كل ما يمكن القول فيها اليوم أنها كانت أحلام رجل إما أخطأ في قراءة الواقع آنذاك أو أراد إقامة الحجة.

وكان من بين الاقتراحات التي تقدم بها إقامة نظام للخلافة في بقعة محدودة من الأرض بحيث تكون مرحلية فقط، يتم فيها اتباع برنامج دقيق لتخريج العلماء، على أن يجري بعد ذلك اختيار الخليفة منهم بعد أن يكون قد حاز شرائطها. وما اقترحه رشيد رضا في ذلك شبيه بـ"كومونة باريس" التي أنشأها الاشتراكيون الفرنسيون في نهاية القرن التاسع عشر، لتكون بمثابة منطقة وسط تدار منها شؤون فرنسا في فترة الحرب مع البروسيين وتفكك الدولة، والتي اعتبرها ماركس إرهاصا بالثورة البروليتارية العالمية. فمن الجائز أن يكون رشيد رضا قد اطلع على تلك التجربة أو وصلته أصداؤها، وكيفما كان الحال فقد عقد فصلا في كتابه تحت عنوان"إقامة الخلافة في منطقة وسط".

نصح رضا بإعلان الخلافة في الموصل، التي رأى أنها تشكل المنطقة الوسط، وذلك لسببين، الأول لأنها منطقة متنازع عليها بين العراق وسوريا وتركيا، والثاني لأنها"يكثر فيها العرب والترك والكرد"، فتكون الموصل بذلك"إسما وافق المسمى"، أي نقطة وصل، وقد أطلق على ذلك الوضع تسمية"إمامة الضرورة"، وأهاب بالحزب الذي سيتولى تلك المهمة، وهو حزب الإصلاح، إقامة"الدولة الإسلامية"، من أجل رد الاعتبار للدين وحراسة الدنيا وإظهار صلاحية الإسلام للعالم، كما كتب بقلمه. ويبدو ذلك غريبا اليوم، لأن رشيد رضا لم يقترح أيا من العواصم العربية التي كانت تتزاحم من أجل نيل حظوة احتضان الخلافة، بل اقترح منطقة لم تكن مطروحة آنذاك لتكون مهدا لمشروع ضخم مثل مشروع الخلافة الإسلامية. ومع ذلك، وربما لهذا السبب، لم يتحقق حلمه، ففي نفس العام اعترفت الدول الغربية بتركيا فانتهت الخلافة العثمانية عمليا على مستوى الواقع الدولي، وتكرست الدول الوطنية المستقلة، ودخل العراق في دائرة من المآسي بدأت قبل ذلك بعامين مع تنصيب الملك فيصل، ولم تنته مع اغتيال العائلة الملكية عام 1958.

وضع هذا التصور عام 1922، وفي يونيو 2014 أعلن أبو بكر البغدادي، الذي خرج من فكر تنظيم القاعدة، إقامة الخلافة والدولة الإسلامية في الموصل نفسها، وذلك بفارق زمني مقداره إثنتان وتسعون سنة. قد يكون الأمر مجرد مصادفة تاريخية فحسب، ولكن الرؤية الاستراتيجية التي حكمت رشيد رضا في اختيار المكان ربما كانت هي نفسها بالنسبة للبغدادي ومقاتليه، بالنظر لموقع الموصل على الحدود مع سوريا وتركيا، فقد اختار الموصل لتكون منطلق دولته، والمدينة التي ألقى منها خطبة الجمعة في أول ظهوره أمام العالم. ولكن الفرق أن رشيد رضا أراد إحياء الخلافة التي كانت موجودة وفق آليات متوافق عليها بين الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك تركيا، دون حروب عسكرية، وعلى قاعدة التفاهم بين مختلف الأجناس في الموصل، ليكون التعدد العرقي عنصر إثراء لمفهومه عن الخلافة وتجربة نموذجية يتم التبشير بها لضمان نجاحها، بينما جاءت خلافة البغدادي ثمرة فكر متطرف تكفيري يبدأ بالحكم على أهل السنة بالردة، ويحكم على الشيعة بالكفر فيخرجهم من الدين، ويحكم على المسيحيين بالكفر فيخرجهم من الأرض. أما الفرق الثاني فيكمن في أن رشيد رضا كان رجلا إصلاحيا وتصالحيا نال الاعتراف الرسمي والشعبي به، بسبب الحظوة العلمية التي كان يتمتع بها، كما أنه كان ابن المؤسسة الدينية، بينما جاء البغدادي من تنظيم تكفيري مسلح أعلن الخروج على المنظومات السياسية في الدولة المعاصرة، ومن خارج المؤسسة الدينية الرسمية، وهذا ما جعل الصورة في النموذجين مختلفتين تماما في الرؤية والمنهج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل حقق البغدادي حلم رشيد رضا هل حقق البغدادي حلم رشيد رضا



GMT 22:29 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

أمام القلعة

GMT 22:24 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

من سيحكم سوريا؟

GMT 22:22 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

سوريا: أفراحٌ... وهواجس

GMT 22:18 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

سقط الأسد... بدأت المعركة «الأصعب»

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

«فتح» سوريا وتمنِّى السلامة

GMT 22:10 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

دمشق التى رأيت

GMT 22:08 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

حق اللجوء الإنسانى!

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib