إسبانيا قلق الإرهاب

إسبانيا: قلق الإرهاب

المغرب اليوم -

إسبانيا قلق الإرهاب

بقلم - ادريس الكنبوري

التطرف داخل السجون بات يطرح في أوروبا على نطاق واسع، مثلما هو الأمر في بلجيكا وفرنسا، حيث تبين أن بعض السجناء المفرج عنهم يتحوّلون إلى الإرهاب وقد يزدادون تطرفا.
بعد أسبوع واحد على سقوط حكومة الحزب الشعبي بالتماس رقابة أمام البرلمان الإسباني، وتشكيل الحكومة الجديدة بزعامة رئيس الحزب الاشتراكي العمالي بيدرو سانشيز، عاد الحديث بقوة في الأوساط السياسية الإسبانية عن المخاطر الإرهابية، في ضوء المواقف السابقة التي كان قد عبر عنها الحزب الاشتراكي خلال مرحلة وجوده في المعارضة. وتزامن هذا مع نشر “مركز ذاكرة ضحايا الإرهاب” الحكومي لتقرير ذكر فيه أن الإرهاب في إسبانيا حصد 284 قتيلا من 1985 إلى 2017، ما بين ضحايا الأعمال الإرهابية التي وقعت في البلاد، ومواطنين إسبان قتلوا خارج إسبانيا بعد التحاقهم بالجماعات الإرهابية، كما هو الحال في سوريا والعراق.

وتفاقم الشعور بالتحديات الإرهابية في الفترة الأخيرة مع أزمة الهجرة غير الشرعية التي تفجرت على إثر رفض إيطاليا استقبال سفينة الإغاثة “أكواريوس” التي كان على متنها أكثر من 600 لاجئ، وسماح الحكومة الإسبانية بدخولها ميناء فالنسيا، وهو ما ضاعف من القلق بشأن موضوع الإرهاب، خصوصا وأن إسبانيا تتعامل مع قضية الهجرة باعتبارها عاملا من العوامل المفترضة للتهديدات الإرهابية، نتيجة الخوف من تسلل أشخاص تابعين للجماعات المسلحة وسط المهاجرين غير الشرعيين.

الجدل حول الإرهاب انطلق عشية تشكيل الحكومة الجديدة بزعامة الاشتراكيين الذين طالما عبّروا عن انتقاداتهم سابقا لـ”ميثاق مكافحة الجهاديين”، وهو ميثاق اقترحه الحزب الشعبي اليميني بزعامة ماريانو راخوي الذي غادر رئاسة الحكومة الأسبوع الماضي، في أعقاب العمليات الإرهابية التي حصلت في فرنسا في يناير 2015، وتم الاتفاق عليه مع عدد من الأحزاب السياسية، من بينها الحزب الاشتراكي نفسه، إلا أن هذا الأخير ظل يحتفظ بملاحظات على نص الميثاق وإن كان قد وقّع عليه من باب حماية الأمن الوطني، تجاوبا مع الحزب الشعبي الذي قدم الميثاق على أساس أنه يمثل الوحدة الوطنية في مواجهة مخاطر الإرهاب.

ومن بين النقاط التي انصبت عليها اعتراضات الحزب الاعتقال التحفظي للمتهمين بالإرهاب مع إمكانية التمديد، وكان بيدرو سانشيز نفسه، الرئيس الجديد للحكومة، قد صرح أثناء مناقشة الميثاق داخل البرلمان قبل ثلاث سنوات بأن حزبه يمكن أن يعيد النظر في المضامين المدرجة فيه في حال لو أصبح يتوفر على الغالبية داخل البرلمان.

ومع وصول الحزب اليوم إلى قيادة الحكومة عاد النقاش مجددا إلى الواجهة. ويخشى الكثيرون من أن يُقْدم الحزب بالفعل على مراجعة الميثاق والتراجع عن بعض فصوله، وإن كان سانشيز قد أعلن في وقت سابق بأن التوجه العام في الميثاق سيتم الإبقاء عليه، لكن مع تعديلات لا تمس بالجوهر. بيد أن النقطة المتعلقة بالاعتقال مع إمكانية التمديد تثير جدلا واسعا في إسبانيا.

ففي عام 2014 وضعت الحكومة السابقة خطة تحت اسم “الوقاية من التطرف في مراكز الاعتقال”، بهدف مكافحة انتشار أفكار التطرف والعنف بين السجناء، لكن بعد ستة أشهر على المصادقة على تلك الخطة تبين للحكومة أن 59 سجينا في القضايا العامة قد اعتنقوا الأفكار المتطرفة داخل السجون.

وبموجب تلك الخطة تم تقسيم السجناء إلى ثلاث فئات، فئة السجناء الإسلاميين المتورطين في أعمال إرهابية، وفئة السجناء المتهمين بنشر الفكر المتطرف، ثم فئة السجناء الذين كانوا ضحية الاستقطاب، وتبين من خلال الأبحاث أن الفئة الثالثة تشهد توسعا داخل السجون، بسبب الاحتكاك بأفراد الفئتين الأولى والثانية. وأظهرت دراسة أصدرتها وزارة الداخلية الإسبانية هذا العام ارتفاعا ملحوظا في نسبة السجناء الذين ينتقلون إلى الفكر المتطرف، ممن لم يدانوا بأي تهمة لديها علاقة بالتطرف أو الإرهاب، حيث لاحظت أن النسبة كانت في العامين 2014 و2015 محدودة في 59 سجينا، ثم ارتفعت عام 2016 إلى 95 سجينا، وفي 2017 نزل العدد إلى 85، ليرتفع مجددا هذا العام حتى نهاية شهر أبريل الماضي إلى 85.

ومن المتوقع أن تثير مواقف الحزب الاشتراكي من ميثاق مكافحة الإرهاب جدلا واسعا في حال إقدامه على المغامرة بتعديله، بل قد يصل ذلك إلى حد تفكك غالبيته داخل البرلمان، في وجود أصوات داعية إلى مزيد من التشدد في مواجهة الإرهاب، خصوصا وأن التطرف داخل السجون بات يطرح في أوروبا على نطاق واسع، مثلما هو الأمر في بلجيكا وفرنسا، حيث تبين أن بعض السجناء المفرج عنهم يتحوّلون إلى الإرهاب وقد يزدادون تطرفا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسبانيا قلق الإرهاب إسبانيا قلق الإرهاب



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib