بنات بوكو حرام القاتلات الضحايا
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

بنات بوكو حرام.. القاتلات الضحايا

المغرب اليوم -

بنات بوكو حرام القاتلات الضحايا

ادريس الكنبوري
بقلم - ادريس الكنبوري

جماعة بوكو حرام، بلجوئها إلى الخطف لتغذية عملها الإرهابي، تشكو من عدم القدرة على الاستقطاب وجلب مجندين جدد في المجتمع النيجيري، وهو ما 
كشف الهجوم الانتحاري الذي نفذته جماعة بوكو حرام شمال شرق نيجيريا الأحد الماضي، وخلف ما يزيد على أربعين قتيلا وقرابة عشرين جريحا أن هذه الجماعة الإرهابية اتخذت من توظيف الفتيات قنابل بشرية لتنفيذ عملياتها الدموية.

فقد استطاعت تجنيد سبع فتيات صغيرات السن تتراوح أعمارهن بين سبع وعشر سنوات في الهجوم الذي استهدف تجمعا لمواطنين نيجيريين احتفالا بعيد الفطر. وهكذا حولت الجماعة فرحة العيد إلى جنازة جماعية، واغتالت براءة فتيات كان قدرهن أن يلقين حتفهن بينما أخريات في مثل أعمارهن يبتهجن بلباس العيد.

وحتى الآن سجلت بوكو حرام معدلا قياسيا في التوحش، فهي أكثر الجماعات الإرهابية في القارة الأفريقية دموية، حيث خلفت التفجيرات التي نفذتها طوال ما يزيد على عشر سنوات أكثر من عشرين ألف قتيل وما يزيد على مليوني نازح هربا من الإرهاب؛ كما أنها الجماعة الإرهابية الأكثر توظيفا للفتيات والأطفال في عملياتها دون أي التزام بالحد الأدنى من الحس الإنساني. نقول ذلك تجاوزا لأن الجماعات الإرهابية تفتقد إلى أبسط شرائط الحسن الإنساني، ولكن بوكو حرام نزلت إلى مستوى منحط من القذارة.

لم يكن من بين أهداف عملية اختطاف 276 تلميذة من مدرسة شيبوك في ولاية بورنو شمال نيجيريا عام 2014 توظيف أولئك الفتيات في الدعارة تحت الإكراه باسم الجهاد لدى الجماعة، وبيعهن في أسواق النخاسة لتمويل آلتها القاتلة، بل أيضا تحويل بعضهن إلى وقود للإرهاب.

فبوكو حرام حسمت أمرها في ذلك الوقت، على لسان زعيمها، باعتبار أولئك الفتيات المختطفات سبايا، بينما عملية الخطف لم تتم في إطار حرب معلنة ومباشرة مع مسلحين، بل كانت عملية غادرة ضد مدرسة للبنات ليس هناك من يوفر لهن الحماية ولا يحملن السلاح، هذا على افتراض أن لغة السبي هي لغة جائزة الاستعمال اليوم وأن جماعة بوكو حرام تملك مشروعا إسلاميا للجهاد.

ورغم أن الجماعة بدأت في توظيف الفتيات والأطفال منذ عام 2011، حين نفذت أول عملية في أحد الأسواق الشعبية في منطقة بوشي شمال نيجريا خلفت عشرة قتلى، إلا أن هذه الإستراتيجية برزت بشكل خاص بعد اختطاف فتيات مدرسة شيبوك، إذ أصبح لدى الجماعة خزان من القنابل البشرية ممثلة في أولئك الفتيات الصغيرات اللواتي قد يجد بعضهن الخلاص في تفجير أنفسهن هربا من المعاناة اليومية والاغتصاب والأسر.

يشير تقرير أنجزه مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأميركية في العام الماضي، إلى أن بوكو حرام نفذت في الفترة بين 2011 و2017 حوالي 434 عملية إرهابية، جلها في مناطق بشمال نيجيريا، قام بها 338 انتحاريا، بينهم 244 فتاة وامرأة، وهذا رقم كبير جدا بحيث يمثّل ثلاثة أرباع عدد الانتحاريين، وبذلك تكون هذه الجماعة أول تنظيم إرهابي في تاريخ العنف العالمي يلجأ إلى هذه الوسيلة للقتل والتفجير.

ومن الواضح أن بوكو حرام في استراتيجية الرعب التي تنهجها تعتمد المزاوجة بين الاختطاف والإرهاب، وهو ما يفسر توالي عمليات الخطف التي تقوم بها بين حين وآخر في مختلف أقاليم البلاد، لأن ذلك يمثّل بالنسبة للتنظيم زيادة في الذخيرة ورصيدا احتياطيا من القنابل البشرية.

بيد أن الجماعة بهذا السلوك تكشف عن درجة عالية من الغباء، وتعطي مؤشرا على العدمية التي تتسم بها الجماعات الإرهابية في كل مكان، ولعل هذا واحد من أسباب العزلة التي تعيشها هذه الجماعة في نيجيريا.

غير أن ما هو مهم أن جماعة بوكو حرام، بلجوئها إلى الخطف لتغذية عملها الإرهابي، تشكو من عدم القدرة على الاستقطاب وجلب مجندين جدد في المجتمع النيجيري، وهو ما يدل على حالة العزلة التي تعيشها، إذ لو كانت قادرة على التجنيد الطوعي لما لجأت إلى أسلوب الخطف الذي يضعها في مواجهة الغضب الشعبي العام، فهي تستعمل الخطف كنوع من التجنيد الإجباري لشحن الفتيات وتخديرهن وربط خواصرهن بأحزمة ناسفة ودفعهن إلى المحرقة، كتغطية على العجز التنظيمي وتعبير واضح على جنون الخطاب الجهادي الذي لا يصدقه النيجيريون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنات بوكو حرام القاتلات الضحايا بنات بوكو حرام القاتلات الضحايا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib