إيتا الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

"إيتا" الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا

المغرب اليوم -

إيتا الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا

بقلم - ادريس الكنبوري

يتطلع الإسبان إلى طي صفحة من صفحات الدم في تاريخهم، بعد إعلان حركة "إيتا" عن وقف نشاطاتها العسكرية وتفكيك نفسها. فهي تذكرهم بحقبة الجنرال فرانكو الذي حكم البلاد بقوة الحديد والنار.

بعد ستة أشهر على بيانها الشهير في أبريل الماضي، الذي قدمت فيه الاعتذار إلى الشعب الإسباني عن الأعمال الإرهابية التي قامت بها طيلة ما يزيد على قرن من الزمن، عادت حركة “إيتا” الباسكية، التي كانت تنادي بانفصال إقليم الباسك، إلى إثارة الجدل مرة أخرى داخل إسبانيا، بعد أن قامت بنشر آخر عدد من نشرتها السرّية الداخلية التي تحمل عنوان “زوتابي”، ومعناها العمود، في بداية شهر نوفمبر الجاري، قدمت فيه جردا بالعمليات التي نفذتها وأعداد الضحايا بحسب انتماءاتهم.

الحركة تعمّدت أن تجعل العدد الأخير من نشرتها الداخلية علنيا هذه المرة، مشيرة فيه إلى أنه آخر عدد من تلك النشرة التي شرعت في توزيعها منذ عام 1962 بين أعضائها والناشطين المحسوبين عليها، لتعميم توجيهات القيادة ونشر البيانات والأخبار التي تهمّ الحركة. وبهذا العدد تنهي الحركة نشاطها العسكري والسياسي والإعلامي، بعد أن كانت قبل سبع سنوات قد تعهّدت بوقف عملياتها المسلحة وتفكيك جهازها.

المعلومات التي نشرتها الحركة قلبت الأمور داخل إسبانيا، وأعادت النقاش حول العمليات الإرهابية المنسوبة إليها، وتلك التي لم تتبنَّ المسؤولية عنها رغم أنها كانت وراءها، وأيضا العمليات التي لم تقم بتبنيها ونسبتها الحكومات الإسبانية إليها.

وقد اعترفت الحركة بـ2604 عملية إرهابية نفذتها منذ أول عملية قامت بها في يوليو من عام 1961، عندما استهدفت قطارا كان يقل مجموعة من الأشخاص المساندين لفرانكو إلى مدينة سان فرانسيسكو في إقليم الباسك، للاحتفال بمرور 25 عاما على الانقلاب العسكري ليوليو 1936، وهي العملية التي اتهم نظام فرانكو الشيوعيين بالوقوف وراءها؛ إلى آخر عملية نفذتها في يوليو 2009، وقامت فيها الحركة بتفجير مقر تابع للحرس المدني، ما خلف جرح 70 شخصا دون قتلى، وتهديم المقر بالكامل.

وأقرت الحركة بمسؤوليتها عن عمليتين تم الكشف عنهما لأول مرة، لم تكن الدولة الإسبانية تعرف المنفذ الحقيقي لهما ولم تتبن الحركة المسؤولية عنهما إطلاقا. ويتعلق الأمر بعملية تفجير قنبلة عام 1974 في إحدى المقاهي بالعاصمة مدريد خلفت مقتل 13 شخصا وجرح 70 آخرين، وعملية أخرى ذهب ضحيتها ثلاثة أشخاص تم اغتيالهم بشكل متزامن في مدينة طولوسا عام 1981، قالت الحركة إنها شكّت في أنهم من سلك الشرطة. كما اعترفت بقتل 758 شخصا في عملياتها طوال أكثر من نصف قرن من الصراع مع الدولة المركزية في مدريد، لكن الرقم أقل من عدد الضحايا الذي كانت الحكومة الإسبانية وجمعية ضحايا الإرهاب تتهمانها به، وهو 858 قتيلا.

وقدمت الحركة أرقاما بضحايا عملياتها الإرهابية بحسب انتماءاتهم ومسؤولياتهم، إذ قالت إنها نفذت 365 عملية ضد قوات الحرس المدني، وهي القوات الأمنية التابعة للمؤسسة العسكرية لكن لديها مهام مدنية، قتل فيها 186 شخصا، و215 عملية ضد مختلف أسلاك الشرطة الإسبانية الأخرى قتل فيها 139 شخصا، و147 عملية ضد الجيش قتل فيها 101 من الأشخاص، إضافة إلى مقتل 11 شخصا آخرين لديهم مهام مدنية داخل مؤسسة الجيش. كما اعترفت بأنها كانت قد أعدّت لتنفيذ ثلاث عمليات ضد رئيس الحكومة الأسبق، اليميني خوسي ماريا أزنار، عام 2001، عبر استهداف طائرته بقذائف موجهة، لكن العمليات فشلت.

وفي نفس العدد أعادت الحركة نشر بيان الاعتذار الذي نشرته يوم 8 أبريل من العام الجاري، مقدمة اعتذارها إلى الشعب الإسباني وعائلات الضحايا عما اقترفته من جرائم. لكن البيان رغم ذلك لا يزال يثير الكثير من الجدل، كون الحركة لم تقر بأنها كانت حركة إرهابية، حتى وإن اعترفت بالجرائم وأعمال القتل، إذ أطلقت على نفسها اسم حركة المقاومة من أجل إقليم الباسك، كما أن اعتذارها لعائلات الضحايا لم يكن صريحا بحيث أنها قالت إن بعض الضحايا قتلوا دون قصد.

ويتطلع الإسبان إلى طي صفحة من صفحات الدم في تاريخهم، بعد إعلان الحركة عن وقف نشاطاتها العسكرية وتفكيك نفسها. فهي تذكرهم بحقبة الجنرال الدكتاتوري فرانسيسكو فرانكو، الذي حكم البلاد بقوة الحديد والنار منذ نهاية الثلاثينات إلى منتصف السبعينات.

ذلك أن حركة “إيتا” نشأت في نهاية الخمسينات كحركة تمرد على حكمه الاستبدادي للمطالبة بالانفصال، لكن إسبانيا استطاعت عبور تلك المرحلة عبر الدخول إلى العهد الديمقراطي مع الملك خوان كارلوس بداية من العام 1975، وأن تطوي عهد الاستبداد والعنف السياسي، لكن من دون أن تحسم مع تنظيم مسلح يعد من بقاياها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيتا الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا إيتا الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا



GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 14:20 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 13:58 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

بايدن والسعودية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib