النزعة الطورانية تعود ركضا
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

النزعة الطورانية تعود ركضا

المغرب اليوم -

النزعة الطورانية تعود ركضا

بقلم - ادريس الكنبوري

في أحشاء الخطاب الإسلامي لحزب العدالة والتنمية وأردوغان يقيم وحش طوراني، وأردوغان ليس أكثر من حفيد للطورانيين القدامى الذين كانوا يحتقرون العرب، ويعتبرون أنفسهم حاملي ألوية العدل والكرامة.

خلال الفترات الأخيرة أصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يكثّف من تغريداته على تويتر باللغة العربية. واحدة من تغريداته الأخيرة هي تلك التي بشّر فيها بـ“العدل” التركي مكان “الجور” العربي.

في تلك التغريدة ذكر أردوغان بالماضي العثماني “الزاهر” لكي يقول بأن العرب كانوا أحسن حالا تحت مظلة الإمبراطورية العثمانية، الرجل المريض الذي سلّم العرب إلى مصيرهم وقايض دولة تركيا الحديثة بالتخلّي عن قضيتهم وطعنهم من الخلف.

لكن ما سر هذا التحول المباغت لأردوغان لكي يبدأ في المراهنة على الرأي العام العربي بعد أن أعياه الرهان على الأنظمة؟

الواضح أن الرئيس التركي، وفريقه الحاكم، بات يدرك بأنه خسر المغامرة العربية منذ بضع سنوات. فقد شكّلت مرحلة ما سمي بالربيع العربي قبل سبعة أعوام انعطافة قوية في السياسة الخارجية التركية إزاء المنطقة العربية، حيث اندفعت أنقرة بأقصى طاقتها للاستثمار في تلك الأحداث وتوجيهها الوجهة المرغوبة بهدف الحصول على موطئ قدم في العالم العربي مع المرشحين الجدد للحكم، أولئك الذين يقف ماضيهم عند السلطنة العثمانية ولا يستطيعون التوغل أعمق من ذلك، وتمتلئ مخيلتهم بمخايل الخلافة العثمانية.

ولكن السحابة التي راقبها أردوغان لم تمطر، إذ فشل التيار الإسلامي الذي أمسك الحكم في بعض البلدان العربية، ودخلت البلدان الأخرى التي عصفت بها رياح الربيع حروبا دموية، وبدأت تركيا تشعر بأن زمام الأمور تنفلت من بين أيديها.

والواقع أن “النموذج التركي” الذي سوّقه حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ بداية الألفية الجديدة قد أخذ في التصدع وفقد بريقه في بضع سنين، فتركيا تخسر على أكثر من صعيد، والمعجزة الاقتصادية التي كانت خلف تسويق هذا النموذج بدأت في الانهيار، إذ تراجع معدل النمو من 11.1 في المئة عام 2011 إلى 2.8 في المئة العام الماضي، وتزايد حجم الفساد الداخلي، واتسعت الفجوة بين أنقرة وحلفائها الأوروبيين بسبب انزلاق النظام الحاكم نحو الدكتاتورية وإعلان الحرب على الديمقراطية وحرية الصحافة وحق التعبير، وتحوّل الحاكم “الديمقراطي” إلى سلطان صغير يقلّد أسلافه العثمانيين بعد استفتاء 16 أبريل 2017 الذي شكّل نقلة كبرى نحو الاستبداد الفردي الشعبوي.

وبدل أن يظل ذلـك النموذج مطيّة أردوغان وحزبه إلى العالم العربي، صار النموذج هو الحقبة العثمانية، فالحاضر لم يعد مقنعا ولا بد من اللجوء إلى الماضي لإحيائه. هذا ما يفسّر لنا كيف أن أردوغان الذي كان طيلة الأعوام الماضية يسوّق سياسته العربية بقفّاز من حرير ويحاول إخفاء عثمانيته الجديدة، صار اليوم يعلن جهارا نواياه بإعادة بعث النفوذ العثماني القديم.

لكن في أحشاء الخطاب الإسلاموي الناعم لحزب العدالة والتنمية وأردوغان يقيم وحش طوراني، وأردوغان ليس أكثر من حفيد للطورانيين القدامى الذين كانوا يحتقرون العرب وينظرون إليهم كمجرد أتباع، ويعتبرون أنفسهم أصحاب السابقة وحاملي ألوية العدل والكرامة والسيادة.

لم تتفكك الإمبراطورية العثمانية بفعل التحرّش الأوروبي في نهاية القرن التاسع عشر كما يقال اليوم، ولكن التفكك بدأ قبل ذلك من خلال شعور العرب بأن الجنس التركي هو الذي يتوسع تحت شعار الخلافة الإسلامية ويجعل العرب مجرد حاشية في البلاط.

ولم يكن الذين رفعوا صيحة التحذير من الشعوبية الجديدة من الزعماء السياسيين فحسب، بل كان الذين رفعوا اللواء في البداية هم خاصة العلماء حين رأوا أن المركز في الأستانة يتحكم في الأطراف، فتنادوا إلى رفض النزعة الطورانية التي تمجد الجنس التركي على حساب الجنس العربي، ولا تقبل أن يكون العرب خميرة الإسلام. وقد وصلت تلك النزعة إلى حد الترويج الرسمي لمقولة إن اللغة التركية هي أصل اللغات جميعها، بما فيها العربية، وهي النظرية التي عرفت باسم “نظرية الشمس”، التي ابتكرها نعيم حازم أونات، عضو المجمع العلمي التركي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النزعة الطورانية تعود ركضا النزعة الطورانية تعود ركضا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib