المساء عاصفة بدون حزم
شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي" إيران تفرج عن مغني الراب توماج صالحي بعد إلغاء حكم بإعدامه عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب
أخر الأخبار

المساء عاصفة بدون حزم

المغرب اليوم -

المساء عاصفة بدون حزم

توفيق بو عشرين


عاصفة الحزم انتهت قبل إكمال مهمتها، والطائرات المائة التي كانت تقصف اليمن رجعت إلى قواعدها دون أن تحقق الأهداف المعلنة قبل شهر من انطلاق العملية العسكرية، فلا الحوثيون استسلموا، ولا علي عبد الله صالح ومليشياته خرجوا من صنعاء، ولا الإيرانيون تابوا عن التدخل في اليمن، ولا رجال القبائل حملوا السلاح وقاتلوا أنصار الله، ولا الاستقرار رجع إلى اليمن التعيس، ولا العملية السياسية انتعشت بصواريخ السعودية وأصدقائها… لا شيء من هذا تحقق، لكن وقف إطلاق النار الآن أفضل من الاستمرار في مغامرة التورط في المستنقع اليمني…

السعودية، ودون مقدمات، طوت صفحات عاصفة الحزم، وأعلنت أن كل الأهداف تحققت، وأن عملية أخرى في طور الانطلاق سميت «إعادة الأمل»، والواقع أن العاصفة لم تحقق أهدافها بل زادت المشهد اليمني تعقيدا والأزمة استفحالا.

البيت الأبيض علق على قرار السعودية بوقف عملية عاصفة الحزم وقال: «إن اليمن مازال يعاني انعداما للاستقرار، وإن المنطقة تحتاج إلى عمل أكبر بكثير»، وقالت جين ساكي، مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض لشبكة «سي.إن.إن»: «من الواضح أن المهمة لم تنجز».

طبعا أمريكا كانت تريد للحرب أن تتسع أكثر، وأن تحمل دول المنطقة عنها عبء الحروب الكثيرة المنتشرة في العالم العربي دون أن يكلفها ذلك بشرا ولا سلاحا ولا دولارا، لكن يبدو أن السعوديين وأصدقاءهم أحسوا بالمأزق الذي سقطوا فيه، فالحروب لا تحسم من الجو، والاجتياح البري مكلف جداً للسعودية، وجيش هذه الأخيرة لا خبرة له في خوض الحروب خاصة بعد أن رفض البرلمان الباكستاني تورط بلاده في هذه الحرب، حيث كان يعول على خدمات هذا الجيش من أجل الدخول إلى اليمن لتخليصها من أيدي الحوثيين وبقايا الجيش الذي يقاتل مع الرئيس المحروق علي عبد الله صالح. كل هذه الحسابات غير الدقيقة عجلت بالتراجع عن قرار الحرب، وتجريب وسائل أخرى للضغط على إيران لكي ترفع يدها عن دعم الحوثي…

المهم، السعودية فهمت أن قرار الحرب كان متسرعا، وأن حلفاءها ليسوا مستعدين للمغامرة معها، وأن قوة الحوثي أكبر مما قدرته في البداية رغم أن ضربات الحزم كانت موجعة له، وأن القبائل اليمنية التي كانت تأكل من صحن الرياض لعقود غير مستعدة لحمل السلاح للتصدي لأعداء المملكة وقتال مواطنيها نيابة عن السعودية. لهذه الاعتبارات وغيرها جرى توقيف عاصفة الحزم، وإطلاق إعادة الأمل، أي التخلي عن السلاح والعودة إلى السياسة، وهذا هو صوت العقل الذي لم يعد يسمع في صخب طبول الحرب التي كانت تدق وتعزف ألحانا طائفية ومذهبية كريهة…

منذ اليوم الأول لم يغرد هذا القلم مع من غردوا للحرب على اليمن، ولا كان ممن يرمي بالحطب الطائفي في صراع سياسي على النفوذ لا دخل للدين أو المذهب فيه، وقلت إن هذه حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وإن السعودية تقاتل إيران في اليمن من أجل النفوذ والتأثير والخوف من السلاح النووي في يد ملالي طهران، وإن الرياض ليست منظمة خيرية للدفاع عن الشرعية والديمقراطية، وإن إيران ليست فاعل خير دخل اليمن لينشر السعادة بين الحوثيين. السعودية تعتبر إيران أخطر من إسرائيل، وإيران ترى أن السعودية هي مصدر كل شر في المنطقة، والخاسر الأكبر في اليمن هم المواطنون الذين وجدوا أنفسهم عالقين في حروب وصراعات الأنظمة فيما بينها، وعدم قدرتها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات للبحث عن حلول سياسية ودبلوماسية لمشاكلها ومصالحها المتعارضة…

لقد جندت السعودية وإيران أتباعهما لإضفاء الشرعية على حرب لا مجد فيها ولا أبطال.. السعودية أخرجت السلاح الثقيل الذي جربته ضد إيران منذ قيام الثورة الإيرانية سنة 1979، أي السلاح المذهبي: السنة ضد الشيعة.. الفرقة الناجية ضد الفرقة الضالة، وهكذا تجند فقهاؤها وخطباؤها وسلفيوها لإثارة الفتنة، وإيقاظ حروب علي ومعاوية ويزيد والحسين على مدار 14 قرنا، وما تراكم على ضفاف هذا الصراع من أحقاد وضغائن وتكفير… 

إيران هي الأخرى أخرجت أذرعها الإعلامية والسياسية والعسكرية للرد على السعودية، ومن لبنان صعد صوت حسن نصر الله، زعيم حزب الله، ليتحدث «بالفارسي الفصيح»، وليسوق الدعاية الإيرانية حول وهابية السعودية، ووقوفها خلف طمس وتهديم المعالم الإسلامية في مكة والمدينة، وتحالفها مع أمريكا وحتى إسرائيل. وهكذا رجعنا في ظرف شهر إلى سنة وشيعة بلا عنوان آخر ولا انتماء آخر ولا عقل آخر.. سنة وشيعة يتقاتلون على تفسير الدين، ومن هو الأحق بالخلافة قبل 14 قرنا، أبو بكر أم علي، الحسن أم معاوية، اليزيد أم الحسين.. فيما العالم يتابع معاركنا، ويستغرب هؤلاء الأقوام الذين بعثهم الله من القرون الوسطى دما ولحما ليتقاتلوا بالطائرات والمدافع بعقول السيوف والحراب والمنجنيق…

 

 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المساء عاصفة بدون حزم المساء عاصفة بدون حزم



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib