حزب المحرومين
تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي عقب إجرائه عملية جراحية طارئة إثر تعرضه لنزيف دماغي وزير دفاع كوريا الجنوبية السابق يحاول الانتحار والشرطة تفتش مكتب رئيس البلاد مقتل 31 شخصاً في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 23 منهم شمالي القطاع قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية
أخر الأخبار

حزب المحرومين

المغرب اليوم -

حزب المحرومين

توفيق بو عشرين

وأخيرا خرجت أخبار سارة للفقراء من مكتب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الرجل الذي كاد اسمه أن يرتبط بالزيادات في أسعار المحروقات والكهرباء والماء ومواد أخرى مرتبطة بهاتين المادتين الحيويتين.. الرجل الذي تطلق عليه النقابات اسما جديدا هو «بنزيدان»، أخرج الأسبوع الماضي مرسوما بمقتضاه ستصرف الدولة إعانة مادية للأرامل الفقيرات تتراوح بين 700 درهم و1100 درهم. لأول مرة في تاريخ المغرب سيتوصل بعض فقراء هذه البلاد بشيء من دولة لم يكونوا ينتظرون منها سوى أن تتركهم يعيشون في سلام، وأن يتدبروا قوتهم في اطمئنان.

زرت مناطق نائية كثيرة في أعماق المغرب المنسي بحكم المهنة، وفي كل مرة كنت أسأل الفلاحين البسطاء: «ماذا تنتظرون من الدولة؟»، وفي كل مرة كنت ألاحظ أن مواطني المغرب غير النافع يستغربون طرح السؤال أولا، وكلمة دولة أو حكومة ثانيا، لهذا بعد أن يعدلوا صيغة السؤال الأول، ويغيروا كلمة الحكومة والدولة بالمخزن، كانوا يردون: «لا نريد من المخزن شيئا. لا نريد سوى الطريق، نحن قوم معزولون عن المستشفى البعيد والمدارس النائية». عندما ظهر الهاتف المحمول بدأ سكان «الثلث الخالي» من التنمية في المغرب يطلبون التغطية «الريزو» للتواصل مع الأهل أو لقضاء مصالحهم، أما الباقي فلا أمل لهم في الوصول إليه…

لهذا عندما ستدخل 1100 درهم إلى جيوب الأرامل الفقيرات اللواتي يتوفرن على طفلين أو أكثر في المداشر البعيدة والقرى المعزولة والدواوير التي مازالت تعيش في القرون الوسطى، سيشعر الناس هناك إلى حد ما بأنهم صاروا مواطنين، وأن لهم دينا في عنق الدولة، وأن هناك من يفكر فيهم في العاصمة الرباط. 1100 درهم ليست ثروة، ولست أجرا يمكن أن يغني عن موارد أخرى، لكن هي اعتراف متأخر بأن الدولة والحكومات المتعاقبة فشلت في مهام التنمية الاجتماعية، وفشلت في توزيع الثروة الوطنية، وفشلت في توفير الحد الأدنى من العيش الكريم للفقراء الأولى بالرعاية، وأن من لا يتوفر على أسنان لا يستطيع أن يحصل من الدولة على حق أو امتياز.

سنويا، يستفيد الأغنياء وتستفيد الشركات الكبرى من مليارات الإعفاءات الضريبية والدعم المباشر لعدد من القطاعات تحت وهم تشجيع التصدير أو الصيد في أعالي البحار أو الصناعة… في سنة 2012 وحدها أدت خزينة الدولة 56 مليار درهم لدعم المحروقات. أكثر من ثلثي هذه الثروة الكبيرة ذهب إلى جيوب الأغنياء والشركات الكبرى التي تستهلك الفيول والمحروقات أكثر من غيرها، فيما الفتات ذهب إلى خبز و«بوطاكاز» المحرومين. سنويا تخرج 140 مليار درهم من ميزانية الدولة، وتذهب إلى جيوب 800 ألف موظف (35 مليون مغربي يدفعون 220 مليار درهم من الضرائب سنويا، ويؤدون منها 140 مليار درهم للموظفين، وفي الأخير نجد أن أجورهم في الغالب لا تساوي مردوديتهم، وأن امتيازات كبارهم لا تضاهيها حتى امتيازات موظفي الدول الغنية).

هنا تذهب الثروة المغربية، وهنا تضيع خيرات البلاد التي لا يستفيد منها إلا «المقالعية» الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، وكيف يصلون إلى الدجاج الذي يبيض ذهبا في المغرب. إذا لم يكن لك لوبي قوي أو حزب مصلحي أو نقابة شرسة أو شخصية نافذة أو مجموعة اقتصادية قوية، فلن تستفيد من المال العام في المغرب بالحق وبالباطل لن تحصل على شيء…

المغاربة يقولون في أمثلتهم الدارجة: «اللي عمتو في العرس ما يباتش بلا عشا»، وللأسف، الدولة إلى اليوم تعيش بهذا المنطق، وحتى عندما تحل الانتخابات وتعطى الفقراء فرصة معاقبة «أعدائهم» فإنهم لا يفعلون ذلك، لأن سماسرة الانتخابات يسرقون منهم هذا السلاح، فترى أن مرشحي أحزاب الكارتون ورجال الأعمال والأغنياء والفاسدين هم من يفوزون في «كاريانات» المهمشين والدواوير والأحياء الشعبية والقرى المحرومة لأن «كرش الحرام» يشتري الأصوات بالمال وتواطؤ السلطة.

الإعانة المالية التي ستصرفها هذه الحكومة للأرامل (حوالي 150 إلى 200 ألف أرملة) خطوة اقتصادية وسياسية مهمة، ولعلها تفتح أعين الفقراء والمهمشين على حقوقهم، وتدفعهم إلى الوعي أكثر بما لهم وما عليهم، والاهتمام بالسياسة أكثر مادام اليسار في هذه البلاد خرج ولم يعد، وأصبح رموزه برجوازيين أكثر من البرجوازي، وصار العمل النقابي عملا مدرا للدخل أكثر من المقاولات…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب المحرومين حزب المحرومين



GMT 22:29 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

أمام القلعة

GMT 22:24 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

من سيحكم سوريا؟

GMT 22:22 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

سوريا: أفراحٌ... وهواجس

GMT 22:18 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

سقط الأسد... بدأت المعركة «الأصعب»

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

«فتح» سوريا وتمنِّى السلامة

GMT 22:10 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

دمشق التى رأيت

GMT 22:08 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

حق اللجوء الإنسانى!

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib